وفاة عباس باشا الأول
استمــــــر حكم عباس الأول حوالي ست سنوات ( 1948 – 1854 م ) و انتهي باغتياله. و لا يعــــــــرف يقينا من قام بقتله...... فقيل أن اثنيــــــــن من عبيده قتلوه
و هو نائم في قصره ببنها ليلة الجمعة 14 يوليو 1854م........ و هناك روايتان عن من أرســــــل العبدين لقتله . الرواية الأولي ذكـــــــرها إسماعيل باشا في كتابه {{ حقائق الأخبار عن دول البحار }} و تقول أن بعض مماليك عباس كانوا قد تجــــاوزوا في حـــق قائدهم فأمـــــــر عباس بجلدهم و تجريدهم من رتبهم العسكـــــرية مما دعاهم للتأمــــــــر علي قتله ....... أما الرواية الثانية فذكرتها مدام أولمب أدوار في كتابها {{ كشف الستار عن أســـــــرار مصر}} و ذكرت فيه أن الأميرة نازلي عمة عباس هي التي تأمــــــــرت عليه لأنه حاول قتلها من قبل لشكه في تأمـــــــرها عليه فهاجـــــــرت إلي الأستانة و ارسلت من يقتله في مصــــــــر...... و أي كان من سعي في قتله فقد تم له ذلك و كتم خبر مـــوته عدة أيام حتي نقل إلي قصــــــره بالعباسية...و دفن بقـــــــرافة الإمام الشافعي.
.............و خلفه عمه سعيد باشا ابــــــــــــــن محمد علي.....................
ثم تولي سعيد باشا ولاية مصـــــــــــر عام 1854م و استمــــــــــر حكمه تسع سنوات حتي عام 1863م.
كانت طيبة القلب وسلامة القصد والكرم والشجاعه والصراحه والميل الى الخير والتسامح وحب العدل والنفور من الظلم هى أهم الصفات البارزة فى اخــــلاق سعيد باشا ، الا انه الى جانب الصفات السابقة كان ضعيف الاراده وكثير التردد لايستقر على رأى واحد ، ومن هنا جاء تخبطه فى الخطط والبرامج والاعمال بالاضافه الى انصياعه الى خلطائه من الاوربيين ، بالاضافه الى سرعة تأثره بما يسمعه وكذلك سرعة غضبة ورجوعه عن غضبه ... وكان اســـــرافه هو نقطة الضعف الاساسية فيه ، وقد التجأ الى الاستدانه من البيوت المالية الاوروبيه .. وقد كان حسن الظن بالاوروبيين ...وخاصة الفرنسيين مما جعل مسيو فردينان دلسبس يؤثر عليه تأثيرا كبيرا ، وقد ادى هذا كله الى ان يصبح للاجانب اليد العليا فى مـــــرافق البلاد ، ويسيطــــرون على الحكومه وسيادتها ، وصار لأى قنصل اوروبى نفوذ لم يكن متوفــــرا لهم من قبل سواء فى عهد محمد على او الخديوى ابراهيم او الخديوى عباس .
و كانت ولايته خيرا لمصــــــر لولا أنه أثقل كاهـــــــل البلاد بنصوص تجاوزية في الإمتياز الذي منحه لفـــــــردناند دليسبس لإنشاء قناة الســــــويس، كما أنه أســــــرف في الاستدانة بفوائد مركبة حتي وصل دين مصــــــر في عهده إلي ما يقـــــــرب من أحد عشــر مليونا دون أن تستثمــــــر هذه الأموال في مشــروعات
تدر عائد قوي علي البلاد...........
وكان أهــــم ما يميز سعيد باشا أثناء حكمة :
بذل سعيد باشا جهودا كبيره فى اصلاح حالة الفلاحين ..
1) فأعطاهم حق الملكية للاراضى الزراعية ، وسن لهذا الغرض قانونه المشهور باللائحه السعيدية الصادرة فى 5 اغسطس سنة 1858 .. وهى تعتبر من اعظم اصلاحاته ، لانها اساس التشريع الخاص بملكية الاطيان فى القطر المصرى ، وهى تعتبر من الاثار الخالده له والتى تذكر له بالخير .
2) كما الغى سعيد باشا نظام احتكار الحاصلات الزراعية ، وذلك النظام كان معمولا به فى عهد والده محمد على باشا ، وامتد الى عهد عباس حلمى الاول ، وصار للفلاح حرية التصرف فى محاصيله الزراعية وكذلك له الحريه فى اختيار المحاصيل التى يرغب فى زراعتها .
3) كما خفف عن الاهالى عبء الضرائب ، بالاضافه الى تجاوزه عن كافة المتأخرات التى عليهم نتيجة تراكمات عن سنوات سابقة ، وقد كانت مبلغا كبيرا من المال فى ذلك الوقت .....
...............................بداية مشروع قناة السويس .......................
عــــــرضت فكرة حفر قناة الســـــويس علي محمد علي ، ولكنه رفض قائلا
((لا أريد بوسفورا في مصر )) و ذلك في إشارة إلي مضيق البسفــــور التركي
و تدخل الدول الأوربية في السياسة التركية من أجل ضمان حــرية الملاحة فيه.
ـــ بعد سقوط نظام الاحتكار و دخــــــــول الاستثمارات الأجنبية البلاد في عهد سعيد باشا عادت فكرة مشــــــروع قناة السويس تظهـــر مرة أخري ، واستطاع دليسبس أن يقنع سعيد باشا بالمشــــــــروع و يأخذ
منه امتياز حفــــر قناة السويس مع احتكار استثمارها لمدة 99 سنة من تاريخ افتتاح الملاحة.
و كانت تقضي أهم شــــــــــــــــروط الامتياز بما يلي:
1) تنازل الحكومة المصـــــرية عن كل الأراضي المطلوبة لحفـــــر قناة السويس دون مقابل ..... و التنازل أيضا عن جميع الأراضي القابلة للزراعة و المحيطة بالمنطقة لاستصلاحها و زرعها مع الإعفـــــاء من الضرائب لمدة عشــــر سنوات.
2.) للشركة المحتكرة امتياز استخــــــراج المواد الخام اللازمة للمشروع من المناجم و المحاجــــــر الحكومية دون ضرائب، و كذلك إعفاء الشـركة من الرسوم الجمـــركية علي جميع الألات و المواد التي تستوردهـــــــا.
3) تقدم الحكومة المصـــــــرية أربعة أخماس العمال من المصــــــــــــــريين.
4) تحصل مصــــــر في المقابل علي 15% من صافي أرباح الشـــــــــركة.
بدأ الحفر في قناة الســـــويس سنة 1859م ، و استمـــــــر العمل لمدة عشرة اعوام متصلة، و تم افتتاح القناة للملاحة في عهد الخديو اسماعيـــــل في 11 نوفمبر 1869 م .
بلغت تكلفة الحفــــــر و التجهيز و المعدات 20 مليون جنيه استرليني في ذلك الوقت....
توفي سعيد باشا في 18 يناير 1863 م و هو في الأربعين من عمره من مرض الناسور، و دفن في الاسكندرية في سفح قلعة الديماس بجوار مسجد نبي الله دانيال. و يقال أن سعيد باشا عندما توفي لم يكن بجانبه إلا صديقه الحميم مسيو برافيه الفرنسي، و خلفه ابن أخيه اسماعيل ابن ابراهيم باشا، و{ هو الخديوي اسماعيل}