هل تعلم أن _ اشتهرت مهنة المسحراتي في عهد الخديو عباس حلمي الثاني

مع بداية القرن العشرين في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني كان إثبات رؤية الهلال يتم من خلال المحكمة الشرعية بباب الخلق ، حيث كانت مواكب الرؤية تخرج إلى المحكمة الشرعية : موكب لأرباب الحرف على عربات مزدانة بالزهور و الأوراق الملونة ، و موكب الطرق الصوفية بالشارات و الرايات و البيارق ، و فرق رمزية من الجيش والشرطة بموسيقاها المميزة ..
و كانت هذه المواكب تمر بقصر " البكري " بالخرنفش ، حيث نقيب السادة الإشراف و أمراء الدولة و الأعيان يستقبلون وفود المهنئين و تُوزع المرطبات و يتبادل الجميع التهاني ، بينما مدافع القلعة و العباسية تدوي و تطلق الألعاب النارية و تضاء الأسواق و الشوارع و جميع القباب والمآذن ، يوم كانت المآذن تعلو البيوت ..
و أما يوم الرؤية ، فكان الموكب من القلعة يضم المحتسب و شيوخ التجار و أرباب الحرف من الطحانين و الخبازين و الزياتين و الجزارين و الفكهانية و صانعي الفوانيس و حاملي الشموع ، تحيط بهم فرق الإنشاد الديني و دراويش الصوفية ، و تتقدم المواكب فرقة من الجنود ..
و في هذا الوقت اشتهرت مهنة المسحّراتي ، و كانت النساء تضع نقودًا معدنية داخل ورقة ملفوفة و يشعلن طرفها ، ثم يلقين بها من المشربية إلى المسحراتي ، حتى يرى موضعها فينشد لهن ..
أما ليلة القدر فدليلها في اعتقاد البعض تحوّل المالح حلوا ، حيث كان الأتقياء يجلسون و أمامهم إناء فيه ماء مالح و بين حين و آخر يتذوقون طعمه ، ليروا هل أصبح حلوا أم لا ، فإذا أصبح الماء حلو المذاق يتأكدون أن هذه ليلة هي القدر ..