برلمانيون أردنيون وكويتيون يؤيدون مقترح الأزهر لعلاج الخلافات المذهبية
أيد الوفد البرلماني الكويتي والأردني دعم مقترح الأزهر الشريف بمصر لإقامة مؤتمر يعالج الخلافات المذهبية الإسلامية ، مشيرا إلى أن المرجعية الدينية في النجف الإشراف بالعراق أكدت وقوفها مع كل ما من شأنه وحده الصف بين المسلمين.
وأكد برلمانيون كويتيون وأردنيون أهمية تبني مشروع يهدف إلى توحيد المسلمين وينبذ الخلافات بينهم في مسعى تحصين المنطقة العربية من خطر الانقسام. وشددوا في مداخلات وتصريحات على أهمية توحيد الصفوف بين الشعوب العربية في الفترة الحالية لمواجهة التطرف الديني والإرهاب عبر إيجاد بيئة دينية معتدلة. جاء ذلك خلال زيارة قام بها الوفد البرلماني الكويتي برئاسة نائب رئيس مجلس الأمة مبارك الخرينج الى مقر مجلس النواب الاردني والتقى فيها نوابا ومسؤولين للتباحث حول قضايا برلمانية مشتركة. وأعلن رئيس مجلس النواب الاردني عاطف الطراونة الذي ترأس الجانب الأردني خلال اللقاء اقتراحا أيده الوفد الكويتي يهدف الى ترتيب لقاءات تجمع المرجعيات الدينية الكبرى في المنطقة لبحث أوجه الاختلاف بين المذاهب التي يدين بها أفراد الشعوب العربية وتعزيز القواسم المشتركة الغالبة. وقال الطراونة إن المنطقة العربية في أمس الحاجة إلى وحدة الصف بين أبنائها وإحباط كل ما من شأنه إثارة النعرات الطائفية والمذهبية لافتا إلى أن المقترح سيقدمه الى اتحاد البرلمان العربي للمضي قدما في مشروع يوحد المسلمين اجمع. واستنكر بشدة الهجمة الإرهابية التي تعرضت لها الكويت اخيرا بتفجير مسجد الإمام الصادق مبينا ان تصرف "المارقين عن الدين" عانى الأردن منه كما عانت منه الكويت" وان "ما يمس امن الكويت بصورة خاصة والخليج بصورة عامة يمس امن الأردن أيضا". وفيما يخص العلاقات الأردنية - الكويتية أوضح ان لدولة الكويت "مناقب كثيرة ولها دور مشهود في الأزمات والاضطرابات التي تمر بالأردن ووقفاتها اخوية وداعمة ومستمرة لنا" وخص بالذكر الدور الكبير الذي يقوم به "امير الإنسانية " سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح. ومن جهته قال نائب رئيس مجلس الامة مبارك الخرينج أن الاختلاف بين الأمة الإسلامية الواحدة ينبغي أن يكون ب"هدوء وصمت" منددا بالصراع الطائفي الذي أججته السياسة في المنطقة. وأثنى الخرينج على الاقتراح المقدم من رئيس مجلس النواب الأردني مشيرا إلى أن المسؤولين في الأزهر الشريف بمصر قدموا اقتراحا لإقامة مؤتمر يعالج الخلافات المذهبية الإسلامية كما ان المرجعية الدينية في النجف الاشرف بالعراق أكدت وقوفها مع كل ما من شأنه وحده الصف بين المسلمين. وبين اهمية ايجاد حل سياسي جذري يضع نهاية للصراع الدائر في بعض الدول العربية وعلى رأسها سوريا واليمن رافضا "الإرهاب والتطرف الذي لا يعرف وطنا ولا طائفة ولا قبيلة". وشدد على اهمية تضافر الجهود أكثر في المجال الأمني بين الكويت والأردن من جانب والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي من جانب آخر. وبالنسبة الى العلاقات الثنائية بين البلدين ذكر ان الكويت تقدر ما يواجهه الأردن باعتباره من دول المواجهة والصمود امام إسرائيل كما انه بالقرب من الوضع الأمني والسياسي الحساس الذي تشهده سوريا والعراق. وأشار الخرينج الى انه على عاتق الأردن مسؤوليات جسام منها السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية مؤكدا قدرة قادة الأردن والمسؤولين فيه على تحقيق الأفضل للشعب الأردني والوقوف إمام المعضلات التي تواجههم.
وعن الدور الاقتصادي والاستثماري الكويتي في الأردن أوضح أن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني كان له دور كبير في جذب الاستثمارات الكويتية عبر رصد المعوقات التي كانت تشوب البيئة الاستثمارية في الأردن وتذليل الصعوبات أمام الاستثمارات الكويتية التي قفزت الى إضعاف ما كانت عليه سابقا.
ومن ناحيته أكد النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الأردني سليمان الزبن اهمية وحدة الصف العربي لمواجهة المخاطر المحيطة بالدول العربية لافتا الى انه يتعين على الدول العربية التعلم من الدروس الحالية سعيا نحو مزيد من الترابط والتكاتف. وقال الزبن إن دولة الكويت من الدول التي لها مكانة خاصة في قلوب الأردنيين مشيرا الى ان العاهل الأردني أرسى قواعد ومبادئ أساسية لجذب الاستثمارات إلى الأردن لاسيما الكويتية وتوفير المناخ الاستثماري الملائم لها. ومن جانبه أشاد النائب في مجلس الامة الكويتي ماجد موسى المطيري بالقيادة الحكيمة للأردن والوعي الذي يتمتع به الشعب الأردني الأمر الذي جعل المملكة الأردنية محصنة ضد الأزمات السياسية والعسكرية في "المثلث الساخن" المحيط بها. وأعرب عن الامل بأن يسود الازدهار الدول العربية كافة وان تنعم المنطقة بالامان وتتحقق تطلعات الشعوب العربية نحو حياة كريمة افضل.
وبدوره اكد النائب الأردني الدكتور موسى أبوسويلم ضرورة ان يلتقي العقلاء من الإطراف الإسلامية لتبني خطاب ديني وسطي قائم على الوحدة والتكاتف ، مشيراً إلى ان المنطقة العربية "مستهدفة" وتفكيكها مخطط له عبر "تسييس الدين" مشددا على اهمية الالتفات الى هذا الأمر والسعي نحو تدارك الوضع الراهن ودفع الخطر عن منظومة الدول العربية. وحضر اللقاء من الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الامة الخرينج والوفد البرلماني المرافق له فيما حضر من الجانب الأردني رئيس مجلس النواب الاردني الطراونة ونائب الرئيس احمد الصفدي وعدد من النواب والمسؤولين في المجلس. وكان الخرينج والنائبان حمدان العازمي وماجد موسى المطيري وعدد من المسؤولين في الامانة العامة لمجلس الامة وصلوا الى الاردن امس في زيارة رسمية تستمر حتى يوم الجمعة المقبل يلتقون خلالها كبار المسؤولين في المملكة.