أول أبجديات التاريخ الإنساني
الابجدية الاسرائيلية البروتوسينائي
هل عشائر بني اسرائيل العبرانيين هم اول من صمم ابجديات التاريخ في سرابيط الخادم بسيناء في القرن السادس عشر قبل الميلاد كما تدّعي النظرية الصهيونية الماسونية المعتمدة دولياً حالياً؟ هل ابجديتهم البروتوسينائي هى اول ابجديات التاريخ؟ لقد آن الاوان للبحث في هذه النظرية المبنية على اساس سياسي ديني بحت وهومطالبة العالم بحق اسرائيل في سيناء المصرية
في بداية القرن العشرين عام 1905 اكتشف سير فلندرز بيتري الانجليزي وهو مؤلف كتاب (مصر واسرائيل) في جبال سيناء بسرابيط الخادم نقشاً ابجدياً اكروفوني المبدأ يتكون من 20 رمز فقط ادّعى انه احد نقوش عمال مناجم النحاس والفيروز العبرانيين من عشائر بني اسرائيل الذين كانوا يعملون تحت ادارة الدولة المصرية الفرعونية في القرن السادس عشر قبل الميلاد ، واطلق على النقش الابجدي اسم البروتوسينائي (السينائي العتيق او السينائي الاوّلي) ، وانتشر هذا الاكتشاف وازاح نظرية الابجدية الفينيقية التي كانت سائدة كأول ابجديات التاريخ من على سطح المعمورة ، وفي عام 1915 ساند عالم المصريات الان جاردنر النقش البروتوسينائي الاسرائيلي ودعّمه بادعائه أن احد العبرانيين من بني اسرائيل قد نقشه بتطبيق المبدأ اللغوي الاكروفوني لاول مرة في التاريخ الانساني على عكس النظام الهيروغليفي المصري المحتوي على اكثر من 700 رمز ،واستمر تدعيم اكتشاف فلندرز بيتري الصهيوني وبالذات بعد انتصار الحلفاء على المانيا في الحرب العالمية الثانية 1945 وتأسيس دولة اسرائيل عام 1948. واصبحت ابجدية البروتوسينائي الاسرائيلية هى اول ابجديات التاريخ الانساني حتى الان ، وكانت احد الحجج والشواهد والبراهين التاريخية الاثرية للمطالبة بحق اسرائيل في سيناء المصرية ، والملفت للنظر هنا ان هذه النظرية المشكوك في امرها تدرّس في الجامعات المصرية نفسها للأسف الشديد
الابجدية الفينيقية الخطّيّة
قبل اكتشاف ابجدية البروتوسينائي الاسرائيلية على يد باحث المصريات الانجليزي الصهيوني سير فلندرز بيتري في سرابيط الخادم بسيناء عام 1905 كانت الابجدية الفينيقية الخطّيّة هى الموثّقة عالمياً كأوّل ابجديات التاريخ الانساني ...وتدّعي هذه النظرية ان الفينيقيون الساميون هم اول من طبق المبدأ اللغوي الاكروفوني الابجدي في تاريخ الانسانية ... الابجدية الفينيقية الخطية صممها الفنييقيون الساميون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد بجبيّل لبنان ، واستعملتها غالبية عشائر الشام الساميين ، وكان عصر ازدهارها بين القرن الحادي عشر والخامس قبل الميلاد ، ولم يستخدمها الفينيقيون فقط ولكن كتبت غالبية العشائر السامية الاخري وبالذات العشائر العبرانية لغاتها السامية بها ، وهى تتكون من 22 حرف وترتيبهم مأخود منه كلمة ابجدية ... ابجدهوزحطي كلمن سعفص قرشت ... وتكتب من اليمين لليسار ، والمتفق عليه ومعتمد رسمياً هو ان الابجدية الفينيقية الخطية المبنية على الاساس اللغوي الحرفي الصوتي الاكروفوني والمشتقة من ابجدية البروتوسينائي الاسرائيلية هى ام ابجديات العالم الحالي كله من شرقه الى غربه ... قبل اكتشاف ابجدية البروتوسينائي الاسرائيلية في بداية القرن العشرين كانت الابجدية الفينيقية وشواهدها من نقوش ناووس (تابوت حجري) احيرام ملك جبيل (لبنان) الفينيقي في القرن العاشر قبل الميلاد ونقوش حجر الملك ميشع المؤابي العبراني والمنقوشة بالخط الفينيقي (القرن التاسع قبل الميلاد التي يسجل
فيها انتصاراته على بني اسرائيل) هى اول ابجديات التاريخ الانساني المعترف بها رسمياً ، واللغة المؤابية هى احدى لهجات اللغة العبرية التوراتية السامية القديمة وكانت تكتب بنظام ابجدي فينيقي مثلها مثل باقي اللغات السامية في ذلك الوقت ، وكانت منتشرة شرق نهر الاردن والبحر الميت ، ويلاحظ هنا في حجر ميشع ايضاً ان هذه الابجدية الفينيقية منقوشة من عشائر عبرانية مثلها مثل البروتوسينائي
الابجدية الفينيقية المسمارية الاوغاريتية
ومن ناحية اخري كان الكثير من اللغويين يعتقد ان الابجدية المسمارية الفينيقية الاوغاريتية ( اللاذقية بسوريا) هى اول ابجديات التاريخ الانساني وهى مشتقة من الاكادية البابلية (العراق) المسمارية حوالي القرن السادس عشر قبل الميلاد ، ولكن الكثير انتقدها لانها مقطعية اى تمثل الاصوات الساكنة فقط وليس للمتحركات فيها اى حرف ( مع العلم ان البروتوسينائي هى الاخري مقطعية سيلابية ) وهكذا نرى ان السياسة والايديولوجية لعبوا دورا كبيرا في مسائل علمية
لغوية بحتة
ملخص عام
يلاحظ من التحليل التاريخي اللغوي السابق ما يأتي
اولاً ... المعترف به حالياً وموثق دولياً حتى في مصر نفسها هو ان الابجدية البروتوسينائي الاسرائيلية هى اول ابجديات التاريخ الانساني ... وهى تتكون من عشرين حرف فقط وليس 700 رمز هيروغليفي مصري تصويري من احاديات وثنائيات وثلاثيات الساكن مع المخصصات الدلالية
ثانياً ... سواء الابجدية البروتوسينائي الاسرائيلية وكذلك الايجدية الفينيقية يتكونان من سواكن فقط بدون متحركات ككل الايجديات السامية
ثالثاً ... يلاحظ الفارق الزمني التأريخي بين الابجديتان البروتوسينائي والفينيقية فهو حوال 400 سنة وهذا يؤكد عدم الموضوعية في كلا النظريتان
رابعاً ... النظريتان ( البروتوسينائي والفينيقي ) يؤكدان ويعترفان اعترافاً صريحاً باشتقاق حروفهم من الهيروغليفيات المصرية مع اختزالهم الصارم لها ولكن ينكرون في نفس الوقت اقتباس تطبيق المبدأ الاكروفوني وهو اسمى مبادئ ارتقاء الكتابة الانسانية على الاطلاق من الشعب المصري وينكرون في نفس الوقت ابتكار المصريون لابجدية الطبيعة المصريةالخالدة التي قمت باعادة تشكيلها في نطاق رسالتي للدكتوراة عام 1990
خامساً ... عند البحث عن اصل حروف اعظم نظام كتابي لغوي في التاريخ الانساني وهو النظام الحرفي اللاتيني تأكدت من كذب وافتراء النظرية الموثقة حالياً بان الاصل هو الفينيقي على اساس البروتوسينائي الاسرائيلي ... وعند البحث عن الاصل الحقيقي تأكدت انه مصري صميم وهو ابجدية الطبيعة المصرية