مصراوي 24
شاهد.. مذيعة قناة ”سي بي إس سبورتس” تطلب عناقا من نجم أستون فيلا عقب مباراة سان جيرمان اصطدام طائرتين أمريكيتين فى مطار ريجان الوطنى بواشنطن مقتل مطور برمجيات سوري بجريمة مروعة في تركيا الزمالك يقرر تدريب محمد السيد مع الناشئين واستبعاده من جروب واتس آب بسبب الأهلى الاتحاد الأوروبى ومصر يختتمان بنجاح مفاوضات انضمام مصر إلى برنامج ”هورايزن أوروبا” قرار جمهوري بتكليف حاتم نبيل قائمًا بأعمال رئيس «التنظيم والإدارة» النواب الأمريكى يوافق على تشريع لإثبات الجنسية الأمريكية للتصويت فى الانتخابات حركة فتح: يجب الضغط على دولة الاحتلال لإنهاء الحرب فى غزة استشهاد 3 أطفال يمنيين بقصف حوثى استهدف منزلاً فى محافظة الحديدة المتحدث باسم الخارجية الفرنسية: زيارة ماكرون إلى مصر كانت مهمة للغاية وشاملة لا تخففوا الملابس.. تحذير عاجل من الأرصاد للمواطنين بسبب الطقس ليلا وزيرة التضامن: ”لام شمسية” عمل درامى توعوى وسيظل علامة فى تاريخ الدراما
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الجمعة 11 أبريل 2025 03:53 صـ 13 شوال 1446 هـ

المنظمة العربية للتربية والثقافة تحتفل باليوم العالمي للغة العربيّة

الثامن عشر من شهر ديسمبر في كل عام يُحتفَلُ باليوم العالمي للغة العربيّة، تطبيقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 القاضي باعتماد اللغة العربية ضمن اللغات الرسميّة بين لغات العمل في الأمم المتحدة، وذلك استجابة لطلب المملكة المغربية والمملكة العربية السعوديّة ودولة ليبيا، أثناء الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.

وإنّ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لَتُعربُ عن اعتزازها بهذا التكريم المتجدّد للغة العربيّة، وهي تقوم - فيمن يقومون - على أمانة خدمتها تُراثًا وفكرًا وثقافةً، إيمانا عميقًا بطاقة الحياة الكامنة فيها، ممّا جعلها في مسيرتها المديدة حيّة نابضة ومواكبة ومؤدّية لأدقّ معاني العقل والروح، وجامعةً لشعوب كبيرة ممتدّة على رقاع واسعة من قارّات الأرض.

وإنّ هذه اللغة الصامدة لتدين بتجذّرها وثباتها وبما حققته من توسع وجذب ومعارف نشأت في رحابها إلى القرآن، الكتابِ الذي اجتمعت عليه أمّة كبرَى وألْغى بينها التّمايز وحدّد معيار التفاضل الإنساني بالاستقامة والتقوَى ومحبّة النّاس الذين خلقوا من نفس واحدة، بعضهم لبعض.

وتُحيّي «الألكسو» بهذه المناسبة جميعَ العاملين في مجالات خدمة اللغة العربية، من جامعات، ومجامع لغوية، ومراكز بحث، ومؤسسات مختصّة، ومدَرّسين، ومُعَرّبين، ومترجمين.

ويَسعد المدير العام للألكسو الأستاذ الدكتور عبد الله حمد محارب أن يُنَوّه برسالة المديرة العامة لليونسكو أرينا بوكوفا، التي اعتمدت موضوعَ « العلم والتّواصل العلمي» ليكون شعارَ احتفال سنة 2015، رامزةً بذلك لما قدّمته اللّغة العربية في تاريخها من ارتيادات كبرى في مجالات العلم، من طبٍّ وحساب وهندسة وفَلَك ونَبات وغير ذلك من علوم الأرض، وخصّت بالذكر الحسنَ بنَ الهيثم العالم الفذّ واضعَ علم البصريّات، والعالم المعاصِر أحمد زويل عالم الكيمياء الذّي كَرّمته نُوبل بجائزتها.

لقد تولّت «المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم» منذ قيامها خدمةَ تُراث اللّغة العربية، وأسهمت في تَمهيد مُصْطلحها لاستيعاب العلم الحديث، وانفتحت على التيّارات الثّقافية المعاصرة بما دفعَتْ إليه من حركة التّرجمة المنفتحة على ثَـقافة العصر.

وكانت خِدْمتها للتّراث العربي المكتوب أوَّل المرتكزات التي بكّرت بها الإدارة الثّقافية للجامعة العربية - قبل قيام «الألكسو» نفسها - فأسّست سنة 1946 «معهدَ المخطوطات العربيّة» الذّي قام على تركيز الوَعْي بخصوبة وتنوّع ذلك التراث وثرائه وأهميته الثقافية والعلميّة، وما يمثّله من اتّصال السّند في ثقافة وفكر الأمة، وما فيه من وحدة وتَنَوّع.

وقام المعهد على ضبط مَناهج التّعامل مع المخطوطات فهرسةً ودرسًا وبحثًا ونشرًا، ممّا وَضّح حِقب التاريخ العربي ومنجزاته في سائر الفنون ويسّر فهمَ غوامِضه وتصنيفَ مفاهيمه.

وقامت إدارات التربية المتتالية في «المنظمة» منذ نشأَتْ، بما تحمله من مسؤوليات جِسام، على نشر اللغة وبحث مناهج تَدريسها وتقريبها لغير الناطقين بها، وتكوين المدرّسين، وإقامة الندوات، والدورات التدريبيّة وكل ما يحقّق برامجَها المدروسة المخططة.

وكان من بين المشكلات المهمّة ما عالَجهُ ويُعالجه «معهد الخرطوم الدّولي للغة العربية» من مشاكل، من أوضحها مشكلةُ التّداخل اللّغوي في مناطق من السودان، وحلّ مشكلة تعليم اللغة العربية للناطقين بغَيْرها.

وتعاونت «المنظّمة» من خِلال مؤسّستها «مركز تَنْسيق التّعريب» مع مجامع اللّغة العربية العاملة على توطيد المفاهيم الاصطلاحية الحديثة الـمُسْهِمة في التّنمية والتطوّر لعالمنا المعاصر، وخَصّت العلومَ الصحيحة بالعناية مسايرةً لحركة النّهضة الدائبة في ظلّ مخابرنا وجامعاتنا التي التزم بعضُها بتعريب تدْريس العلوم كلّيًا أو جزئيًا، فحقّق «المكتب» إصدارَ جملة من المعاجم الموحّدة لمصطلحات الفيزياء العامّة، والنوويّة، ولمصطلحات الرياضيات، والكيمياء، وعلم الأحياء، والهندسة الميكانيكية، والمعلوماتية، والوراثة، والحرب والإلكترونية، وغيرها.

وهي جهود بُذلت لدعم تطوير حركة التّواصل مع العلم الحديث، ويقف وراء علماؤنا لضَبط المفاهيم العلمية الحديثة التي تحّرك عالَمنا المعاصر.

وتُطِلّ «المنظمةُ» على الجهود الفكرية والعلمية المعاصرة بما تبذله مؤسستها: «المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر» المتواصل مع حركة المتَرْجمين الذين اهتمت بهم «المنظمة» ووضعت قاعدَة بيانات عنهم، واستفادت من كفاءتهم في النّقل من العربية وإليها، ويسّرت بذلك التّواصل مع العصر وتَـقدُّمِه وقضاياه.

وكان من بواكير الأعمال الكبرى للترجمة الموفّقة إنجازُ ترجمة كتاب «قصة الحضارة» لويل ديورانت الذّي اكتمل في الستّينيات من القرن الماضي.

وفي مستهل هذا العام الـمُسارع للانقضاء التأمت بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية الدورةُ التّاسعة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي حول موضوع «اللغة العربية منطلقا للتكامل الثقافي الإنساني». وكان هذا الاختيار تعبيرًا عن أهمية اللغة «باعتبارها قضية استراتيجية في المقام الأول، تمسّ الأمن الثقافي والحضاري للأمة».

وتنجز المنظمة اليوم مشروعًا ثقافيا جامعًا وكبيرًا هو إصدار «موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين»، الذي صدر منها أربعة وعشرون جزءًا، تقدر بنصف الموسوعة، ولها هيئة علمية مُشْرفة وموجِّهة في لقاءاتها الدوريّة.

هذه على وجه الإيجاز منطلقات المنظمة في خدمة اللغة العربية، متعاونةً مع مراكز البحث المنبثَّة في البلدان العربية خاصة بكفاءة ومَقْدرة. وذلك وُثوقًا بما استطاعت هذه اللغة منذ فاتحة القرن الرّابع الهجري (10 م) من استيعاب العطاء الفكري والعلْمي للأمة العربية وغَيْرها، فقد كتب بها المسلمون والنّصارى واليهود وغيرهم من الأَعْراق والمِلَل والنِّحَل، ونقلوا إليها من تُراث الأمم القديمة العلميّ ما استوعبَتْهُ ونقدته وشرحَتْه وتقدّمت به، نذكر جهد التّراجمة إسحاق بن حنين، وقُرّة بن ثابت، الذّي نقل للعربية مَجِسْطي بَطْلميُوس، ثمّ تراث الرّازي وابن سينا والبَيْروني والسِّجْزي وابن الهَيْثم؛ وفي هذه الحِقب المزْدهرة من التّاريخ العربي (وليس بمفهوم العُصور الوسطى الخاطئ) حقّقت اللّغة العربية عالميّـتَها، واستندَ إلى تراثها العلمي المعتمد عصرُ النهضة الأوربية، وقامت به موسوعاته ودرَستْه جامعاته، ونُقِل كلّيا أو جزئيا إلى اللاتينية ولغات أوربا الأخرى.