واشنطن تعتزم التعامل بحزم مع الشرق الأوسط
أفادت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم السبت أن اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للجنرال جيمس ماتيس لتولي وزارة الدفاع يشير إلى اعتزام واشنطن لعب دور أكثر حزما في الشرق الأوسط – وهو ما قد يشمل على الأرجح - وفقا لأشخاص قريبة من ماتيس نشر المزيد من القوات الأمريكية على الأرض في أفغانستان والعراق والقيام بدوريات بحرية أكثر في الخليج وتحليق المزيد من الطائرات المقاتلة في سماء المنطقة.
وأبرزت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني - أن مسئولين قريبين من الجنرال ماتيس أكدوا أنه يعتبر أن الموقف الأمريكي الحاسم بالخارج يميل إلى درء الحرب مع الخصوم المحتملين مثل إيران لا إلى بدء حرب جديدة، وذلك برغم تشدده الكبير تجاه طهران عندما تولى رئاسة القيادة المركزية الأمريكية خلال الفترة من 2010 -2013 قبل أن تستغنى عنه إدارة الرئيس باراك أوباما وحينها قال (ماتيس) إن تمزيق الاتفاق النووي مع إيران وهو ما يسعى إليه ترامب قد يضر الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة الأمريكية "إن الجنرال ماتيس يفضل الأن العمل بشكل وثيق مع الحلفاء من أجل التنفيذ الصارم للاتفاق النووي مع إيران".
ويتوقع عسكريون ومحللون في ملف السياسة الخارجية أن يدعو الجنرال ماتيس إلى ارسال تعزيزات إلى القوات الأمريكية المتواجدة حاليا في العراق والبالغ عددها حتى الآن 6000 جندي ولكنه سيدافع عن هذه الزيادة فقط في حال ارتبط الأمر باستراتيجية شاملة قد يتم تفعيلها حال انتصرت قوات الأمن العراقية المدعومة من جانب واشنطن في معاركها ضد تنظيم (داعش) الارهابي وأخرجته من الموصل، كما هو متوقع.
ونقلت الصحيفة عن مايكل أوهانلون وهو زميل بارز في قسم السياسة الخارجية بمعهد بروكينجز الدولي قوله:"إن الجنرال ماتيس لن يختزل العالم بشكل جذري في المفاهيم الخاصة بالقوة العسكرية الصارمة وحدها فهو يمتلك من المصداقية ما يجعله يخبر ترامب حيثما لايكون الحل العسكري مجديا".
وقالت "إن الجنرال ماتيس لطالما دافع عن ضرورة العمل بشكل وثيق مع الحفاء في المنطقة وتعزيز العلاقات مع أجهزتهم الاستخباراتية بجانب اجراء المزيد من المناورات البحرية والعسكرية المشتركة".
ويقول ديريك تشوليك وهو مساعد سابق لوزير الدفاع في إدارة الرئيس أوباما،إن الجنرال ماتيس حاول خلال ترؤسه القيادة المركزية تعديل وتنويع التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط في ضوء انسحاب القوات الأمريكية من العراق وإعادة التوازن تجاه آسيا...كما أن أراءه المتشددة لم تلين تجاه إيران بعد مرور ثلاث سنوات حيث نبه الى "نفوذها الخبيث" سواء في إدخال الأسلحة إلى المتمردين في اليمن أو تدريب الميليشيات الشيعية في سوريا والعراق.
وأعادت (نيويورك تايمز) إلى الأذهان تصريحات للجنرال ماتيس أدلى بها في أبريل الماضي حيث قال:"إن النظام الإيراني، من وجهة نظري، هو التهديد الوحيد والأكثر استدامة أمام الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط ؛ فإيران ليست دولة قومية ولكنها قضية ثورية لنشر الأذى في المنطقة".
ولفتت إلى أن الحلفاء السنة في دول الخليج العربي والذين انتقدوا إدارة الرئيس أوباما لتحسين علاقتها مع النظام الشيعي في طهران، قد رحبوا باختيار الجنرال ماتيس.