عبدالغفور السفير يكتب إبداعات المرأة .. شموع في طريق الحضارات الإنسانية
كثير منا يقرأ عن الحضارات العريقة التي أنشأها الإنسان بإبداعاته وأفعاله وكيف وصلت الينا ولكن هل يوجد شخص نضر إلى من صنع هذه الحضارات التاريخية العظيمة هل هو رجل كان أم امرأة أم أن هذه الحضارات كانت ثمرة إبداع لكلاهما .فلو استقر أنا تأريخ هذه الحضارات لوجدنا ان المرأة لها دورا كبير في رسمها بل في قيادتها أيضا وليس فقط وضع لمسات بسيطة مما يدل على أن المرأة تصنع حضارة عريقة فلو القينا نضرة على ملكة عرش مصر الكيلو بترا وكيف أقامت حكما قويا فيه كانت أكثر النساء سحرا وجاذبية ليس من جمالها ولكن من فطنتها وحكمتها .
لكن للأسف في وقتنا الحاضر أصبح ينظر إلى المرأة باستصغار وكأن ليس لها أي أهمية وليس لها أي إنجاز بل أصبح عند الكثير ينظر لها على إنها ليس لها دور مهم في المجتمع حتى وان عملت فيه والصحيح هو على عكس ذلك فلو نضرنا الى الطبيب الناجح او المهندس المبدع سوف يكون بلا شك أن ورائه إما أُم مربية او زوجة صالحة سهرت لتبني هذا النجاح والإبداع .فلولا عظمة المرأة في دورها هذا لما حصل المجتمع البشري على مثل هذه الطاقات الإبداعية
إضافة إلى ذلك أن البعض من الناس يرون إن المرأة ليس بالضرورة ان تعمل وتشارك الرجل في عمله وهذا مازال سائر في المجتمعات الريفية التي ترى ان الفتاة مكانها بيتها فقط .فنقول له إن كنت ترغب بان لا تكمل تعليمها فمن سيعالج زوجتك إذا مرضت ومن سيعلم بناتك في بداية تعليمهن .
لذا فان دور المرأة في رسم طريق الحضارات وازدهارها بارزا جدا وفعالا يضاهي دور الرجل فمن غير الممكن أن تتجلى المعرفة والرقي بدون ان يكون لها حضور وإبداعات ولولاها لما قامت المجتمعات والأمم العريقة , فتارة تكون معلمة في المدرسة وتارة أستاذة في الجامعة وأخرى طبيبة في المستشفى .
فليس من واجب المجتمع أن يحسن إلى المرأة وبثمن دورها وخاصة وان اعزها الله بسورة تخصها وهي سورة النساء وأكرم منزلتها في جميع النواحي وأيضا أوصى بها الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم )بقوله (استوصوا بالنساء خيرا ) فهي ذات طبيعة ضعيفة ورقيقة ولكن ذو تأثيرا وحضور قوي ومؤثر وخلاق ,إلا إن البعض للأسف اخذ بفهمه الخاطئ لحديث الرسول يسئ إلى المرأة ويقول إنها خلقت من ضلع اعوج ويصفها بأنها عوجاء فنقول له ونرد عليه أن المرأة خلقت من ضلع اعوج أي خلقت لوظيفته الصحيحة في حماية القلب فلولاه لما حمي .
فالرجل والمرأة خلقا متساويان الا أنهما مختلفان في تكوينهما وفي توكيلهما إلى الوظائف الحياتية المختلفة فمن غير المعقول أن تقوم بأفعال عضلية هي في الأصل من أعمال الرجال
فعملها ضروري في خطوات بناء النجاح الصحيح ولولا مهمته لما أجاز الرسول الكريم عملها وخاصة في تداوي الجرحى أثناء الحروب والغزوات فقد كانت تخرج مع الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم )في غزواته ويقمن في مداواة الجرحى والمرضى ومناولة الطعام والشراب وخير دليل (ام سليم رضي الله عنها ) ونسوة من الأنصار كنَ يسقني الماء ويداوين الجرحى وهذا ما يدل على ان نجاح الرجل في اهم مهماته هو وقوف المراة جانبه والشد من ازره .
وفي وقتنا الحاضر نرى ما تقوم به المرأة من إنجازات عديدة أصبح من المستحيل التخلي عن مشاركتها بل أصبحت العمود الفقري في الحضور واخذت تفوق الرجل في بعض المهام حتى تفوقت عليه فنرى انها أصبحت تمثل بعض الدول في المحافل والمؤتمرات الدولية وأصبح لها منظمة خاصة بها تدافع عن حقوقها اذا واجهت مظلومية لها .
وفي ختام كلامنا هذا إن من المستحيل ان تقوم المجتمعات الإنسانية بتطوير ذاتها والوقوف على حل كافة المشاكل والعراقيل للنهوض الى بناء صرحا كبيرا في الحياة بمعزل عن مشاركة ومساهمة وإبداعات المرأة .