أحمد زكي يكتب: شوارعنا ينقصها حب الفن والإبداع
مما لاشك فيه أنها بعد كتر الضغوط النفسية للمواطن في كل مناحي الحياة أصبحت شوارعنا وحياتنا ينقصها العازفون والناس المبتهجة، ينقصها ناس لا يتدخلون في شؤون غيرهم.
إن للفن رسالة انفتاح تتفتح عليها بصيرتنا منذ الصغر من خلال الأصوات والأنماط الموسيقية الجيدة الرائجة التي تطرب الوجدان والفؤاد بما لا يمثل أي نوع من الابتذال او العشوائية السمعية التي تشاع حولنا وصدقا الفن لا يشكل أي عائق بين الانسان السوي الملقي للتعبير الفني وبين الجمهور الذواق المتلقي لتلك الإشارات الروحانية العقلية وإنما كل أحاسيس تصل إليه كاملة رغم تنوعها واختلافها عبر لغة الموسيقى او الالقاء او الشعر او التجسيد فالإحساس الإنساني الصادق هو نفسه في كل الكون وإن اختلفت التعبيرات الفنية الإبداعية”
الفن وحده كفيل بأن يهب إنسانيتنا المعنى المعبر عنها، ما لم يدفعنا الفن إلى أن نكون أفضل فإنه سيجعل منا مادة للسخرية وهذا بالضبط ما تفعله الأعمال الفنية الهابطة.
هناك فن هابط كثير في العالم العربي لا يليق بنا ونحن نواجه سؤال مصيري، نكون أو لا نكون.
من غير فن يرتقي بأرواحنا وينظف سرائرنا ويزيل الغشاوة عن أعيننا لن يكون في إمكاننا أن ننجو من وحوش المستنقعات التي وقعنا فيها.
ما لم ندركه إلاّ متأخرين أن في زوال الفن زوال لنعمة الحياة، من غير فن لن يكون للحياة طعم ولا لون ولا رائحة، لن نتمكن من إعادة اكتشاف أنفسنا إلاّ عن طريق الفن، لن يكون جمال الطبيعة ممكنا إذا غاب الفن، سنكون في وضع أفضل بالتأكيد إذا استعدنا ثقتنا بالفن، الأهم أن يثق الفن بنا.