عبدالرافع فودة يكتب: لم نكن نعلم !!
لم أكن أشعر بها حتى كاد بئر السقوط يأويها !! فانطلق ما بين الضلوع يخبرنى بأننى عاشق لها والروح فداها !!
وما بين العمل والعمل.. أراد الله أن تخطو قدماى كل شبر فيها !! تجولت فى شوارعها وأزقتها، جلست فى مقاهيها، أصبحت متأملًا جدران مبانيها ، متأملًا ملامح الوجوه العابرة مفسرًا لها !! أستمع إلى نبرات أصوات أصحابها يتحدثون إلى بعضهم البعض ....
أحياء عديدة متعددة تتسم بالعشوائية تعيش فيها قلوب طيبة .. يأكلون يشربون يثرثرون يتشاجرون معًا و يبتعدون ، لكنهم يعودون يأكلون يشربون و يثرثرون معًا !!
ساقتنى قدماى لأستقر بعض الوقت فى حى عين شمس ، والذى يُشكل جزء كبير من مدينة (هليوبوليس القديمة) كما أسماها الإغريق ، أو مدينة (أون) كما أسماها المصريون القدماء
و لكن ....!! إن اليوم ليس كالبارحة !!
و أننى لأتساءل .. لماذا أصبح سكانها الأصليين مهمشين ، بينما طغت عليهم فئة لا أعلم من أين أتوا وكيف طفو على السطح ؟؟!! ....... ألخ
إننى ما وجدت سوى أموال طائلة يتحدث مالكوها عن الغلاء و يدافعون عن الفقراء فى غلاف من الدين .
فقد أُحل لهؤلاء من رجال الأعمال و البلطجية و من هبطت عليهم من السماء ومن يتشدقون بإسم الدين و ذكر الأحاديث النبوية ، بناء الأبراج السكنية و دون ترخيص !!
و ما بين الأكشاك و الباعة الجائلين و أجهزة التكييف فى المنازل و المحلات يُسرق التيار الكهربى !!
غلاء الأسعار فى تلك المدينة دون غيرها من المدن يفرضه كبار التجار و صغارهم و كأنه إنتقامًا من ساكنى الحى !!
تجارة المخدرات و تعاطيها و إستخدام الأسلحة النارية أصبحت نشاطًا أساسيًا يمنح الشباب قوته وهيبته !!
و من هنا .... أتعجب محاولًا البحث عن مبررات تجاهل الأجهزة المعنية عامدين أو غير ذلك عن مكافحة هذا الفساد المستشرى !!
و إننى لأشير فى طرح هذا السؤال إلى رئيس حى عين شمس و كافة الأجهزة التنفيذية !!
أو ربما يرون أن فى إجراءات التصالح ماديًا مع الأجهزة المعنية تعيد مالطا بعد خرابها ؟؟!!
و لاتقولوا لم نكن نعلم !!