مصراوي 24
بوتين يلتقي مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني في روسيا |ماذا حدث؟ رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن مدبولي يوجه بعقد اجتماع مع مسئولي قطاع السيارات وممثليه لمناقشة المعايير التي يمكن وضعها لتحقيق مستهدفات الدولة رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً لبحث المعايير والضوابط النوعية لتنظيم سوق السيارات في مصر باسل رحمي: 75 مليون جنيه للمشروعات الصغيرة بنظام التأجير التمويلي بجميع محافظات الجمهورية البترول: «بيكر هيوز» العالمية تتجه لضخ استثمارات جديدة في مصر الصحة العالمية: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حققت هدفها تراجع مؤشرات البورصة بختام تعاملات الخميس رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن الامام الاكبر يهنئ الرئيس السيسى والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوى الشريف وزير البترول يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنفيذى لشركة بيكر هيوز العالمية والوفد المرافق له وزير الصحة يستقبل رئيس اتحاد المستشفيات العربية لمناقشة سبل التعاون المشترك لدعم القطاع الصحي
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 23 نوفمبر 2024 07:36 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ

رضا نايل يكتب: حبٌ افتراضي

فتحت الشرفة لتبلل يديها بماء المطر، وعيناها تراقبان الريح وهى تعري الأشجار من أوراقها، ولكن لا تأخذها بعيدا -كما تأخذها- لأنها لا تقوى على حمل الأوراق المخضلة بماء المطر بل تبعثرها على أرضية الشارع المرصوفة بالحصى الذي غسلته الأمطار مكونة بركا ضئيلة بين فراغات الحصى سرعان ما تختفي مع أول طلة لشمس الشتاء الواهنة.

وأغمضت عينيها وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة، وبداخلها يسري حنين ناعم له نقاء الدمع وطُهْرَ الحزن، مُحلقةً في الخيال محاولةً استعادة مشهد عاشته من قبل..فأخذت تبحث عن وجهه في الذاكرة، وكأنها طفلة تبحث عن اللآلئ على شاطئ البحر، ولكنها كانت عاجزة عن الإمساك بأي شيء يمكن أن يحدد ملامحه، التي بدت كغبار أثارته سيارة مسرعة على طريق ترابي، فاعتصرت عينيها وزمت شفتيها لعل ذاكرتها الرمادية المغبرة بالأتربة كطقس الخماسين تكشف عن وجهه.

فكل ما بينهما كان مهلهلا في ذاكرة مكتظة بمشاعر التوجس والقلق والارتباك، فعندما تنظر إليه يتقد وجهه احمرارا، فترتسم على شفتيها ابتسامة متكبرة ساخرة، ووجهها الجليدي لا يترجم أيا من مشاعرها، فلا يستطيع أن يقرأ فيه شيئا، لذا كانت تنبت داخله رغبة قوية في أن يصفعها، وقطرات من العرق البارد كوجهها تنزلق على جسده الملتهب. 

ولكن كبرياءها وسخريتها من خجله الذي يخضب وجهه بالدم عند رؤيتها يذوبان في العالم الافتراضي، فتدخل إلى صفحته على الفيس بوك وهي تعض أناملها غيظا عندما يكتب تعليقا لإحداهن وحتى يقوم بعمل "لايك"، وها هي ترى نفسها بين كلماته في بوست نشره منذ دقيقة واحدة يقول فيه :

أحقيقةٌ أنتِ أم خيالْ
فكم حلمتُ بلقياكِ ليالٍ طوالْ
وعيناكِ قمرٌ أرحلُ في ضوئهِ
ولا يومًا أحطُ الرحالْ
وكلما أرحلُ تقولين: تعالْ
فلا أعرفُ في هواكِ متى أحطُ الرحالْ
متى تَروينيِ شفتاكِ فأذوقَ طعمَ الوصالْ

أعادت القراءة مرارا داهشة ذاهلة فهذا الخجل الشديد الذي يتسم به لدرجة المرض لا يٌشفى منه إلا في العالم الافتراضي، وفي تلك النظرة الولهى التي تفرج عنها عيناه حين يلتقيان في اللامسافة الفاصلة بينهما، حيث كانا يجلسان متواجهين على نفس المكتب ليس بينهما إلا لوح من زجاج وكبرياء وخجل وصمت، وظلهما متعانقان على اللوح الزجاجيْ.

وفجأة انقطاع المطر فانقطعت ذكرياتها، وأشرقت الشمس حمراء واهنة وراء الأشجار العارية فأغلقت شرفتها التي تطل منها عليه.