ناصر خليفة يكتب: تداعيات قرار ترامب..وانفعالات عربية مختلفة النوايا
لقد كان عذره أسوأ من ذنبه وتبريراته عارية من العدالة لقرار ابتلع القدس تماما وما تبقى من حقوق الفلسطينيين أصحاب الحق المسلوب والذين أحتلت أرضهم بكل وحشية وظلم من وعد بلفور حتى وعد ترامب " تبريرات أبداها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين قال إن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، إنما جاء تنفيذا لوعود قطعها خلال حملته الانتخابية، وأنه فقط نفذ وعده الذي قطعه خلال الحملة لا أكثر !،
وأرفق تبريره هذا بتسجيل فيديو يظهر أسلافه في رئاسة الولايات المتحدة بيل كلينتون، وجورج بوش الابن، وباراك أوباما، وهم يتعهدون ويقدمون الوعود في انتخاباتهم، التي تخلفوا عن تنفيذها بعد وصولهم إلى السلطة !. وبناءا عليه أعلن عن اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ووقع على قرار نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، الأمر الذي أثار الغضب العربي كل حسب نيته وحساسية مصالحة مع الأمريكان !
انعكس القرار بكل تداعياته ففجر انفعالات عربية تجسدت في جملة الشعارات وخطوات المقاطعة وميادين التظاهر، ويبقى السؤال : ما جدوى الشعارات والتغريدات بكلمات مفعمة بالقومية العربية والمشاعر الدينية الإسلامية على"تويتر" تلتها تغييرات بالجملة لصور بروفايلات "صفحات الفيسبوك" ؟! وماجدوى المقاطعة إذا لم تكن مقاطعة عربية جماعية شاملة لكل منتحات امريكا و" اسرائيل " نعم مؤكد أن إسرائيل تصدر للعرب بعض منتجاتها، وإن أختلفت الأكلاشيهات والعلامات التجارية !.
"فضفضة مصرية في سرك " :
يا سيدي أنت تقاطع وغيرك لا يقاطع !
أنت تتظاهر وغيرك لم يعن الأمر له شيئا ! ولم يفعل شيئا مذكورا !.
فأنت "تهري" في نفسك ويحترق دمك واعصابك وتتظاهر وتخرب وتهاجم وتكسر وغيرك لم ينث ببنت شفة ! فهو غارق في أحضان العدو المحتل ! أنت تعادي اسرائيل لأنك تبكي دماء شهدائنا في حروبنا مع الصهاينة وغيرك يتقاتلون من أجل إعتلاء كراسي حكم وهمي على أرض محتلة وتحت سلطة احتلال غاشم ! في الوقت الذى تسعى أنت للم شملهم وتوحيد كلمتهم وتستضيفهم للمصالحة ! أنت تكبدت وتتكبد خسائر في الأرواح والممتلكات في سيناء من إرهاب حقير يأتي من ظلمات الأنفاق وظلامة القلوب ! وفي نفس الوقت مطالب بفتح المعابر ! ومتهم بأنك سبب نكبتهم وأنك تتعاون مع اسرائيل ضدهم ! وانك لا تملك قلبا رحيما تجاه إخوانك عرب فلسطين ! كيف والنظام المصري متهم على طول الدوام ببيع القضية وأنه متحالف مع العدو الاسرائيلي سرا وعلانية من معاهدة السادات وحتى تفجير مسجد الروضة !
غرباء في بلاد عربنا :
يهجر المصري أهله وعائلته وبلده ويسافر ويتغرب للعمل في البلاد العربية سعيا وراء لقمة العيش وطلبا للرزق الحلال، فيقابل بحزمة من قرارات من شأنها إجباره على طلب الفرار من أنظمة الرق وخدمة كخدمة العبد للسيد ! وإن اعترض وتفوه يضرب ويسحل في مشاهد إجرامية متوحشة .
المصري هو العربي الوحيد الذي مازال عالقا في جلابيب القومية العربية والإسلامية يحب الآخر بالفطرة وغيره يكن لك كل الحقد والضغينة ويختلق له كل أسباب القطيعة والعداء ! هكذا حال المصريين في بلاد العرب ! واسأل عامل مصري مغترب ولا تسأل للهجرة وزير ولا للخارجية قنصلا ولا سفير ! أنت مهما فعلت ومهما قدمت أنت من قبلهم مدان ! هذا ما يقوله عنك العرب ، فالعرب غارقون في صراعاتهم لتنفيذ مشاريعهم المذهبية الطائفية المقيتة ! ولا يهمهم عمالك ولا استقرارك فبعضهم يحاربك بالارهاب ويهاجمك عبر وسائل إعلامية مخصصة لنشر البلبلة والفوضى في عقول وقلوب المصريين ، وبعضهم يريدك مرتزقه تحارب عنه لترضي غروره ومجازفاته ومناوراته ! وهكذا حالنا وهكذا اغترابنا وهواننا على كل العرب !.
لم يأت رد عربي على إعلان ترامب بشأن القدس أقوى من رد وموقف شيخ الازهر الدكتور الإمام أحمد الطيب، فرده يليق بمصر ومكانتها وبالأزهر وعراقته . ولا شأن لنا بمن باع القضية وقبض الثمن وعاد ليطالبنا بفارق العملة ! وأجرة الشحن وفتح المعابر بوثيقة السفر !
علينا وعلى القدس السلام وحتى إشعار آخر، وإن شئت قل حتى وعد آخر .وتبقى المقاومة هي الحل .
تغريدات من ذات العلاقة :
"صراع إسلامي إسرائيلي "!
- عبدالباري عطوان (تويتر) : " اسم الصراع الصحيح هو الصراع العربي الإسرائيلي وليس الفلسطيني الاسرائيلي ويجب أن يترسخ كصراع إسلامي إسرائيلي بشكل أقوى بعد قرار ترامب الذي يريدها حربا دينية" ! ..
"رب ضارة نافعة"
- جلال نصار كاتب صحفي بالأهرام (فيسبوك ) : "من اللحظة الاولى وصفت قرار ترامب بانه قرار "غبى"... لو انفقنا على حملات دعائية وسياسية فى كل أرجاء العالم لما عاد الزخم لقضية القدس بهذا الشكل وما تصدرت الأحداث ووسائل الإعلام والمواقف السياسية الدولية التى تقر ضمنيا بالحق الفلسطينى فى القدس وذلك بعد أن توارت القضية خلف أحداث الربيع العربى ووحشية الارهاب لسنوات"
القدس عاصمة فلسطين ..
"إلتزام مبدأي وموثق "
- دكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الامارات (تويتر )
: إلتزام دول الخليج العربي وشعوبها بالقضية الفلسطينية و بالقدس الشريف مبدأي ومّوثق، والمواقف السعودية في هذا السياق تتصدر العالمين العربي والإسلامي، وفِي ظل هذه الحقائق لنتجاهل ونهمش تطاول الحاقد والحزبي والمريض ..
" حكومات اسرائيلية متطرفة، والعرب فقط أصحاب شعارات "!
- على بريشة كاتب صحفي بالأهرام (الفيسبوك ) : مشكلتي الأساسية مع قرار القدس هو أن اكثر الحكومات الاسرائيلية تطرفا عبر التاريخ كانت الأكثر نجاحا في التعامل معنا والأكثر قدرة على حصد الجوائز هذه رسالة موحية جدا لكل من يتعامل معنا في المستقبل ، ردود الأفعال العربية الآن أثبت إن 90% مما يعرفه معظم العرب عن القضية الفلسطينية مجرد شعارات ومشاعر وخطب وكلام إنشاء وأفلام ومسلسلات وأقل من 10% معلومات حقيقية !.