مصطفى أبوزيد يكتب: نموذج محاكاة الكونجرس بفكر مصري
فى أدبيات التنمية المتعارف عليها هو تنمية الموارد البشرية والتى تعتبر من الركائز الأساسية فى تقدم الأمم فى جميع القطاعات ولهذا نجد أن الدول المتقدمة تولى اهتماماً ورعاية بالغة فى وجود بيئة حاضنة لتنمية قدرات ومهارات الشباب واستغلال الطاقات الإيجابية لديهم لحثهم على الإبداع والإبتكار وبعتبر هذا المحور من المحاور الهامة للبعد الاقتصادي فى الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة 2030 لما لهذا المحور من تأثير على التقدم الاقتصادى من خلال وجود حلول إبداعية وابتكارية مستندة على التعليم والبحث العلمى ذات الكفاءة والقدرة الإنتاجية.
وعندما أجد أن هناك بيئة حاضنة فى جامعة بنى سويف بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية متمثلاً فى شخص عميد الكلية فى رعايته والعمل على احتواء كافة الأفكار التى من شأنها العمل على رفع الوعى الثقافى والفكرى بل والسياسى للطلاب وتذليل كافة الإجراءات لخروج الفكرة وتنفيذها على أرض الواقع وهى نموذج لمحاكاة الكونجرس الأمريكى والأروع هو كيفية تنفيذ هذا النموذج من مرحلة الإعداد والتجهيز والمقابلات الشخصية بناء على ضوابط ومعايير محددة والإلمام بكافة عمل اللجان التشريعية بالكونجرس وأساليب الاقتراع على مشروعات القوانين.
أهمية النموذج ليست فى تقليد نسخة من عمل الكونجرس فحسب وإنما القدرة والمهارة والتناغم فيما بين مجموعات العمل على إخراج النموذج بشكل ينم عن احترافية وكفاءة توجد لدى شخصيات ذو خلفية سياسية طويلة وليس طلاب يدرسون بالكلية وهذا مدعاة للفخر أن الأجيال القادمة لديها المهارة والقدرة على التفكير والإبداع ولكن نحتاج من يفسح لها المجال ويدعمها ويوجهها كمل فعل عميد الكلية الذى تعامل مع الفكرة من الجانب التربوى والنفسى حتى يحث الطلاب على إطلاق العنان على تنفيذ أفكارهم وهذا هو المستهدف أن تكون كافة الجامعات المصرية أن تسير فى نفس النهج .
أن تلك الخطوة أن تم تعميمها سنحقق مكاسب كبيرة ذات أبعاد متعددة على مستوى العمل على تدريب وتأهيل الطلاب فى تخصصاتهم المختلفة وكذلك شعور الطلاب المتنامى أن هناك دعمًا ومساندة ويتخذون من الجامعة منبع لأفكارهم واستغلال طاقاتهم فيما ينفعهم وينفع المجتمع لاننا بذلك نرفع من مستوى المسئولية الاجتماعية التى ترسخ إلى أن كل فرد على عاتقه مسئولية اجتماعية فى فكرة او تعامل او نصيحة أو توجه تخدم الصالح العام والوطن .
ولهذا أسعدتنى تلك الخطوة من جانب شباب مصر الواعد فى سعيهم الدءوب فى مواصلة رفع الوعى الثقافى والسياسى ليس لأنفسهم فحسب بل لجميع الطلاب لتعظيم الفائدة والعمل على بناء الشخصية السياسية لأجيال تتطلع إليهم مصر فى أن يحملوا مشاعل التنوير الى العالم أجمع