مي عبد الهادي تكتب: عزيزتي الست.. حاولي تاخدي «نفس عميق»
عزيزتي تأكدي أن كل ما تحتاجينه هو أن تعتادي أخذ نفس عميق.. تخريجين معه جرعات الوجع المكثف القابعة فوق صدرك تنهشه بلا هوادة.. فنفس عميق له تأثير السحر.. املأي رئتيك بالهواء والأمل واخرجي مع الزفير كل ما لا يحتاجه جسدك من هواء فاسد وكل ما لا تحتاجه روحك من هموم.. انتصري لنفسك ولا تخذليها انت أيضًا.. فيكفي خذلان الأحباء لها.. انتصري لنفسك واعطيها ما تستحق من فرص..!
احتويها ولا تكتمين أنفاسها فتموت ببطء وصمت.. اصرخي في وجه الحزن الذي يكبل صدرك ويمنعك حتى من التنفس بعمق!
عزيزتي.. نحن النساء.. أنفاسنا باتت متلاحقة.. لاهثة.. كنمط حياة قاسٍ.. لا يعبأ كثيرًا بما يريح ذلك الصدر الضيق..
لا يلتفت كثيراً لتلك النتوءات وتلك الجروح الغائرة التي ملأت القلب تكاد أن تمزقه..
نحن نتنفس بعشوائية كما نعيش بنفس العشوائية.. فكل نفس يدفع الآخر كأنه يزاحمه.. يدفعه بعنف وعدم اكتراث..
أنفاسنا باتت غير منتظمة.. غير مطمئنة..غير مريحة.. لا تعطي ذرات دماءنا ما تحتاجه من اكسجين.. فنعيش في النهاية كالأموات..
عزيزتي.. لن أبالغ إذا قلت إننا كنساء اصبحنا نخشى التنفس بعمق.. لأننا سنشعر بوخذ وألم غير محتمل.. لدخول الهواء مناطق في صدورنا هجرها منذ زمن..
فكل شيء له ضريبة ..وضريبة الهجر الوجع.. ولكنه وجع سيجلب راحة ..واستكانة..
عزيزتي.. جربي بنفسك ان تتنفسي بعمق..غير مكترثة بشيء.. انت تستحقين ان تشعري ببعض الراحة.. ولتطمئني روحك القلقة.. وجسدك المنهك.. املأي صدرك بالهواء واعطي الفرصة لذرات الأكسجين تسكن دماءك ولو لحظات لتعطيها حياة.. حياة تجعلك تشعرين أنك أفضل.. وأنك فعليًا على قيد الحياة..!
عزيزتي.. لا تتركي نفسك فريسة لخوف يقضى عليكي.. ويحطمك.. حزن يفترسك.. ويلون كل شيء بالسواد .. الحزن عزيزتي مرض لعين إذا استسلمت له.. ستنتهين .. الحزن سيسرق منك كل لحظاتك.. ويطفيكي
لا تتركي نفسك لمرحلة ما قبل النهاية.. ما قبل النفس الأخير.. حيث يضيق صدرك فتصرخين في لحظة انهيار.. متضرعة الى الله.. "فليكن ياالله هذا النفس.. النفس الاخير.. فلم اعد احتمل يارحيم كل هذا الألم.. وصدري ضاق للحد الذي أفقده القدرة على التنفس..".
لا تجعلي الهواء يهجر صدرك تدريجيا لتدفعي ثمناً باهظاً متمثلاً في ألم لا يحتمل كضريبة منطقية تسدديها رغماً عنك حتى وإن رغبتي بغير ذلك..
عزيزتي فقط خذي نفساً عميقاً.. واعطي لنفسك الفرصة في الحياة !!