أسامة علي يكتب: موجز ما قبل الانتخابات الرئاسية
مرت أربعة أعوام على انتخاب عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر، وخلال هذه الفترة ظل السيسي متسيدا للمشهد الدبلوماسي العالمي بدبلوماسية معتدلة أسسها لا ضرر ولا ضرار، إلى أن ترأست مصر في عهده رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب الدولي بمجلس الأمن العالمي.
وظل السيسي ومن خلفه الخارجية المصرية ومعهما الأزهر، داعمين للسلام وأعظم حق للإنسان في أن ينعم بحياة آمنة مستقرة قولا وفعلا، وكل المسارح الدولية تشهد على ذلك، فأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن الرئيس السيسي أن القاهرة لن تسمح باستمرار محاولات العبث بالدولة الليبية،ولن تفرط القاهرة فى القضية الفلسطينية وطالب بمواجهة الإرهاب في سوريا حتى القضاء عليه، معه وزير الخارجية المصرية يذئر فى وجه من اتهموا الدولة بالتعدى على حقوق الإنسان ويثبت بالحجج والبراهين أن الدولة ملتزمة بكافة معايير حقوق الإنسان الدولية ، ومعهما الأزهر هنا يحارب الفكر المتطرف وهناك يمد يد العون والمساعدات لمسلمي الروهينجا وبورما.
ومع كل هذه المجهودات المضنية وقبل بدء الماراثون الانتخابي خرجت العديد من المؤسسات الدولية، وعلى رأسها المجلس العالمي لحقوق الإنسان بجنيف متكالبة على مصر محاولة تضليل الرأى العام، وتعكير صفو ما قبل الانتخابات الرئاسية والتشكيك بها قبل بدئها بطرق شتى، فتارة يطالب المتكالبين مصر بتطبيق ما يخالف الشريعة الإسلامية "مطالبتهم بإلغاء حكم الإعدام"، وتارة أخرى يتهموا الدولة بأنها لم تسمح لأحد خوض الماراثون الانتخابي عكس الحقيقة تماما، فمن أعلن سابقا نيته للترشح وضع حول عنقة الكثير من علامات الاستفهام الاخلاقية والمهنية فآثر ألا يكمل مشوارة الانتخابى وما كانت نيته إلا قياس رجع الصدى بالشارع المصرى إذا ما ترشح
وقد يتساءل البعض عن هذه الحرب الشرسة ضد مصر والجواب بسيط للغاية، لقد أيقنت معظم الدول الخارجية بمؤسساتها الازدواجية أنهم لن يتمكنوا النيل من مصر إلا من تقويض أركانها شعبا وجيشا وشرطة، وأيقنوا أيضا أن هذا مستحيلا فى حضرة السيسي ورفاقه.
المشهد الداخلى
كان ومازال الرئيس السيسي هو البطل الشعبى الأوحد لدى الشارع المصرى فبالرغم من قرارات حكومته التي قد تصل إلى حد التعسفية خاصة على المستوى الاقتصادي، إلا أنه استطاع وحكومته بهذه القرارات انتشال مصر من التبعية الدولية السياسية والاقتصادية فضرب بالمساعدات الامريكية عرض الحائط وخلص مصر من الوديعة التركية والقطرية، إضافة إلى أنه حارب ومازال يحارب الإرهاب داخليا ومازال ماضيا بقوة فى استراتيجية التنمية المستدامة 2030 "رؤية مصر".
وبالرغم من معاناة الشارع المصرى اقتصاديا وارتفاع الأسعار بطريقة جنونية إلى أن الدعم الشعبى للرئيس السيسي ظهر جليا هذه الفترة على أرض الواقع من خلال ازدحام الشوارع بلافتات تأييد ودعم ترشح السيسى لفترة رئاسية ثانية.
وهذا يثبت أن الرئيس السيسى مازال يتمتع بالحصانة الشعبية لسببين،الأول، أن السيسى لا ينتمى لحزب يدعمه ولا يقبل بالحاشية ففى عهده عاقبت دولة القانون العديد من كبار المسئولين جراء تقصيرهم فى قسم الولاء للدولة وشعبها، أما السبب الثانى خلال الفترة الماضية لم يستطع احدا بولائه أن يعتلى المكانة التي بدأ يتبوؤها السيسى بقلوب المصريين منذ أن كان قائدا بالمجلس العسكرى.