د. محمد أبو سمرة يكتب: أيها الفلسطيني.. اغضب
غضب أيها الفلسطيني، فلم يعد الوقت يحتمل أو يتسع للكلام.. الوقت والزمن والحال لا يحتمل إلاَّ الفعل والغضب، أما الصمت فإنَّه للموتى فقط، وإن كانوا أحياء.. أوشبه أحياء!، وأمَّا الثرثرة فهي لمن أصبحوا خارج الزمان والمكان..
الوقت هو للثورة.. للفعل المؤثر، للغضب، لحركة الجماهير والأمة والشارع.
فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك وغزة بحاجة إلى الرجال.. الرجال لا للكلمات والخطب الإنشائية، والتهديدات والبيانات والمواقف الكرتونية وصور(السيلفي)!"... فيا أصحاب الوجوه التليفزيونية، وربطات العُنق، وهواة التقاط صور (السيلفي): بالله عليكم كفى للكلام والثرثرة عديمة الفائدة.. كفى للخطاب المُتَآكِل الخشبي المُحنَّط!
اغضب أيها الفلسطيني من أجل غزة والمسجد الأقصى المبارك والقدس وفلسطين، من أجل العقيدة والدين والقلة الأولى، ومسرى النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، فالغضب والثورة والفعل المؤثر والحركة المدروسة الذكية، هي التي ستجعل عدونا المجرم القاتل يتوقف عن غِيِّه وإفساده وظلمه وعنصريته وعُلُوّه وتوحشه وعدوانه..
اغضب أيها الفلسطيني الثائر، لأنَّ غضبك سيغير وجه التاريخ ووجه المرحلة.
نعم لانفجار واستمرار اشتعال غضب الشارع الفلسطيني من رفح حتى رأس الناقورة، ومارون الرأس والجولان..
اغضب أيها الفلسطيني وانظر من حولك سترى كيف سيغير غضبك المقدس مشهد الذل والهوان والانقسام والتفتت والتشرذم الفلسطيني والعربي والإسلامي.. لأجل فلسطين والقدس والأقصى اغضب.
لأجل غزة والعودة والديار اغضب.. لأجل الشهداء والجرحى المظلومين الأطهار الأبرياء ضحايا مسيرة العودة (السلمية) اغضب.. لأجل دموع وآهات وأحزان وأوجاع أمهاتهم، اغضب لأجل أعراضنا وشرفنا وحرائرنا المرابطات الأطهار اللواتي يتعرضن للإهانة على بوابات المسجد الأقصى المبارك، اغضب لأجل الأسرى في سجون النازية الصهيونية، اغضب.. لأجل إنهاء الانقسام الفلسطيني الأسود البغيض، وتوحيد الصفوف، والوحدة الوطنية، اغضب.. لأجل نصرة غزة المظلومة المحاصرة الفقيرة الحزينة المتعبة النازفة حزنًا ووجعًا وألمًا وجوعًا وفقرًا وبطالةً ومرضًا وبكاءً ودماءً ودموعًا، غزة هي كف الفلسطينيين التي تواجه المخرز الصهيوني.
تذَّكَّر: إن لم تغضب أنتَ أيها الفلسطيني وتتقدم الصفوف نحو القدس والمسجد الأقصى المبارك وتضع حدًا للتوحش والعلو والإفساد اليهودي، فلن يغضب أحد لأجلكم.. اغضب أيها الفلسطيني ولا تتردد من أجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإرغام الجميع على طي الصفحة السوداء من حياتنا وتاريخنا ومعاناتنا.. وليكن دمنا فداء الأقصى والقدس وفلسطين ووحدتنا ومقاومتنا وانتصارنا.
د. محمد أبو سمرة ــ سياسي/ مفكر ومؤرخ فلسطيني.
رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني.