مصراوي 24
بلاغ كاذب وتضليل للرأي العام.. تفاصيل القبض على البلوجر ”سوزي الأردنية” بعد ادعاء كاذب بسرقة هاتف شقيقتها نتنياهو: إسرائيل أمام لحظة حاسمة في حربها مع حماس.. ولا مجال للتراجع 6 لاعبين يقتربون من مغادرة نادي الزمالك خلال سوق الانتقالات الصيفية هدنة عيد الفصح بين روسيا وأوكرانيا: زيلينسكي يوافق بتحفظ وبوتين يدعو لتبادل المبادرة تعادل سلبي يحسم لقاء بيراميدز وأورلاندو بايرتس في نصف نهائي أبطال إفريقيا المجتمع يرهق الشباب.. عبير السعد تكشف سبب ابتعادهم عن الزواج فيديو يوثق استسلام جندي روسي للقوات الأوكرانية بعد محاصرة بمسيرة اكتشافان أثريان يربطان بين حضارتي مصر والأردن ويكشفان أسرارًا جديدة عن الفراعنة هل تعمل البنوك غدًا الأحد في عيد القيامة؟ البنك المركزي يكشف الحقيقية كندا تسرع وتيرة تطوير مشاريع التعدين لمواجهة الضغوط الأمريكية وتأمين المعادن الحيوية انطلاق الأدوار النهائية لدوري أبطال اسيا للنخبة.. ”البحث عن المجد القاري” مصطفى سالمان: جولة مدبولي في العاشر من رمضان تأكيد على دعم الدولة للصناعة والاستثمار
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الأحد 20 أبريل 2025 05:22 صـ 22 شوال 1446 هـ

العرب بقمة الكويت .. خلاف حول المتسبب بأزمة سوريا واتفاق على الحل السياسي

حملت قضية “الأزمة السورية” وجهات نظر متبانية بين قادة ورؤساء دول عربية، حول المتسبب في الأزمة التي دخلت عامها الرابع، وذلك أثناء كلماتهم في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ25 للقمة العربية العادية التي انطلقت بالكويت صباح الثلاثاء.

غير أن جميع القادة ورؤساء الدول اتفقوا على ضرورة الحل السياسي وإنهاء معاناة الشعب السوري، دون التطرق للحديث عن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد.

ورغم انعقاد القمة وسط خلافات عربية عربية، بلغت حد سحب السفراء واتهام دول لأخرى بشن الحرب عليها، إلا أن الشأن السوري هيمن على كلمات الغالبية العظمى من تلتها أزمة فلسطين ثم الحديث عن سبل مكافحة الإرهاب، فيما تطرقت الكلمات للخلافات العربية صراحة وبعضها ضمنا.

موقف وسطي

ففي الوقت الذي أدانت فيه دولة قطر بشكل واضح النظام السوري، رأت السعودية أن “النظام السوري بمساهمة الأطراف الخارجية والجماعات الإرهابية” السبب في تفاقم الأزمة، بينما اتخذت دولة الكويت موقفاً وسطيا ركزت فيه على الحديث على الوضع الإنساني في سوريا.

وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “النظام السوري ماض في غيه دون وازع من ضميره ودون أعمال للعقل. وقد تجاوز ثمن تعنته أسوأ التوقعات.. مئات الآلاف من القتلى والجرحى ومئات الآلاف من المفقودين والمعتقلين الذين لا يعرف لهم مصير و9 ملايين لاجئ ونازح أحياء ومدن كاملة تدمرت وأخرى تعاني من حصار خانق ينشر في الطرقات الموت والجوع والقهر”.

وأضاف تميم : لقد رحبنا واسهمنا جميعا في عقد مؤتمر جنيف 2 من أجل التوصل إلى حل يكفل لسوريا استقلالها وسيادتها الوطنية وأمنها ووحدة أراضيها ويعيد السلم إلى ربوعها، إلا أن النظام جاء الى المفاوضات رغما عنه، وفقط لتمرير الوقت واستمر خلالها بحصد أرواح السوريين ودك مدنهم وقراهم وقد انتهت المفاوضات بالفشل.

تميم اعتبر “ادعاءات النظام أنه موافق على الحل السياسي ما هي إلا تمويه مكشوف لا يتظاهر بتصديقه سوى من لا يريد أن يفعل شيئا إزاء فداحة الجريمة”، معتبراً “الأسلحة الكيماوية وفوهات البنادق لا يمكن تفضي إلى تطلعات الشعب للحرية لكنها تطيل أمد المعاناة فقط وهي ترفع الثمن الذي تدفعه سورية كلها”.

ميزان القوى

من جانبه أدان ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ما قام به النظام السوري إلى جانب أطراف خارجية وجماعات إرهابية في ممارسة جميع أنواع أسباب القتل والتدمير في ساحة مفتوحة، داعياً إلى تغيير ميزان القوى على الأرض في الصراع السوري، مضيفا أن الأزمة هناك وصلت إلى “أبعاد كارثية”.

وفي الوقت الذي طالب فيه ولي العهد السعودي بضرورة دعم مقاتلي المعارضة السورية الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، دعا المبعوث الأممي والعربي لدى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى وقف تدفق السلاح إلى كل الأطراف في سوريا، قائلاً: “لا يجب أن ننسى التأثير السلبي للنزاع في سوريا على المنطقة برمتها، فالدول جميعا مهددة بأن يزج بها في هذا النزاع ولبنان بشكل خاص معرض لهذا الخطر”.

وناشد الإبراهيمي في كلمته، الجامعة العربية، للتعاون مع سوريا، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة للتوصل إلى حل، وقال: “يجب أن تتضافر الجهود العربية لحث النظام السوري للعودة إلى طاولة المفاوضات”، وذلك في إشارة إلى مؤتمر جنيف2 .

الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي رأى بدوره، خلال كلمته، “بلورة حل تفاوضي للأزمة السورية لا يزال بعيد المنال، ومجلس الأمن لا يزال عاجزاً عن إصدار قرار لوقف إطلاق النار”.

وحمل العربي النظام السوري المسئولية في فشل المفاوضات التي انتهت منتصف فبراير الماضي.

وقال العربي “تجربة جولتي المفاوضات في جنيف بين وفدي المعارضة والحكومة السورية التي انتهت في منتصف شهر فبراير الماضي، قد تكون قد وصلت إلى طريق مسدود بسبب تصلب موقف وفد الحكومة السورية ورفضه الانخراط في مفاوضات جدية تفضي إلى تحقيق اتفاق حول تشكيل هيئة حاكمة ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، الذي يمثل الحل المطلوب للأزمة السورية”.

مقعد سوريا شاغراً

في السياق ذاته، كانت قضية شغل مقعد سوريا بالقمة، محوراً لدى ولي العهد السعودي سلمان بن عبدالعزيز، الذي أبدى استغرابه من عدم تسليم الائتلاف الوطني السوري المعارض المقعد اليوم، كما حدث في قمة الدوحة في مثل هذا الشهر العام الماضي.

واعتبر أن تفاقم الأزمة السورية يتطلب منح الائتلاف الوطني ما يستحقونه من دعم ومساندة، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.

أما أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض، فقد اعتبر في كلمته إبقاء مقعد سوريا في الجامعة العربية شاغراً يشجع بشار الأسد على القتل، داعياً إلى تسليم السفارات السورية في العواصم العربية إلى الائتلاف.

وأضاف أن الواقع بات يفرض أن تُسلم السفارات السورية في العواصم العربية إلى الائتلاف الوطني بعد أن فقد النظام شرعيته.

واعتبر لؤي صافي الناطق باسم الائتلاف السوري، في تصريح لوكالة “الأناضول”، “الموقف العربي بأنه يشهد تراجعا بشكل كبير عما كان عليه تجاه سوريا والائتلاف المعارض”.

وأرجع صافي ذلك إلى “الانقسام العربي ووجود دول عربية عديدة (دون تسميتها) تعارض منح الائتلاف المعارض مقعد سوريا في الجامعة”، مشيرا الى أن “الموقف الدولي المنقسم أثر سلبا على الموقف العربي في هذا الشأن”.

وفي الجلسة المسائية للقمة في يومها الأول استمرت الأزمة السورية في السيطرة على مجريات كلمات القادة والزعماء العرب.

وقال محمد المنصف المرزوقي الرئيس التونسي في كلمته إن “السوريين سيضطرون في النهاية للحل السياسي في نهاية المطاف”.

ودعا المرزوقي السوريين إلى وقف إطلاق النار فيما بينهم، قائلا :”أتوجه كطبيب للطبيب بشار الأسد، وكثائر على الاستبداد للثوار ليرحموا الشعب السوري الذي فاقت محنته كل المحن، وأدعوهم لوقف فوري لإطلاق النار”.

ودعت الجزائر جميع الأطراف في سوريا إلى “تغليب صوت العقل”.

وقال رئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) الجزائري عبد القادر بن صالح، الذي ألقى كلمة بلاده، إن “الأزمة السورية تزداد تعقيدا منذ أكثر من 3 سنوات، ولاشك أن استمرار التصعيد الدموي يؤدي إلى نتائج وخيمة العواقب”.

وأضاف “لذلك لن نكف عن الدعوة لوقف التقتيل والدمار، وتغليب صوت العقل، ولخيار دعم المسار الذي انطلق في جنيف”.

وصمة عار

من جانبه قال رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، إن “ما يحدث في سوريا كارثة إنسانية ستظل وصمة عار على جباهنا”، مضيفا أنه “يتعين على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته الكاملة لعلاج هذا الموقف”.

وبدوره قال رئيس المؤتمر الوطني الليبي نوري بوسهمين : “لازال الجرح السوري ينزف ويزداد نزيفًا مع مطلع كل يوم، ولا زال النظام السوري متشبثا بكرسي السلطة ولو على جماجم الشباب والشيوخ والأطفال، والعالم فقط يكتفي بمشاهدة هذه المآسي”.

وتابع: “علينا أن نتجاوز هذه الخلافات الداخلية، وأن ننصر إخواننا في سوريا، ونعمل مع المنظمات الدولية لإيجاد حل سريع لأفظع مأساة يشهدها العالم الحديث”.

وفيما دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى بذل جهد عربي مشترك من خلال حل سياسي يلبي مطالب الشعب السوري، ويكفل العيش المشترك بين أبناء سوريا لتستعيد دورها القومي، طالب الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى أن الحل السلمي في سوريا، وقال “يجب أن يشمل الحل كل مكونات الساحة السورية، لأنه الحل السياسي هو الوحيد لرجوع سوريا الشقيقة”.

المخرج الوحيد

في كلمته أمام القمة قال الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور إنه “لا يزال الأمل قائما نحو حلحلة الأزمة عبر خطوات انتقالية تستعيد معها سوريا عافيتها”.

وأضاف أن “الحل السياسي هو المخرج الوحيد من هذه المأساة التي يعيشها أشقاؤنا، وعلينا أن نحرص على وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، ونواصل الجهد بعزم لا يلين وإرادة لا ينالها الفتور”.

واحتلت قضية “مكافحة الإرهاب” نصيبا وافرا ولكنه لا ينافس الأزمة السورية من كلمات قادة ورؤساء دول عربية، في الجلسة الافتتاحية الثلاثاء.

فرغم أن كلمات الكويت والسعودية، إلى جانب كلمتي الأمين العام للجامعة العربية نبيل فهمي، والمبعوث الأممي والعربي لدى سوريا الأخضر الإبراهيمي، لم تخلو من الحديث عن الإرهاب، لكن أي من هؤلاء القادة والرؤساء لم يحدث بالضبط تعريفا دقيقاً للإرهاب عدا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وحدد الأمير القطري مفهوماً للإرهاب بقوله “للإرهاب مفهوم محدد وهو استهداف المدنيين بالقتل والترويع وضرب المنشآت المدنية لأغراض سياسية، ولا يجوز أيها الأخوة أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة أو نلصقه بكل من يختلف معنا سياسيا، فشأن ذلك أن يعمم الإرهاب بدلا من أن يعزله، كما لا يليق أن يتهم كل من لا ينجح في الحفاظ على الوحدة الوطنية دول عربية أخرى بدعم الإرهاب في بلده”.

أما العراق فقال في كلمته التي ألقاها خضير الخزاعي نائب الرئيس العراقي إن “الإرهاب صناعة دول عربية وإسلامية بامتياز توظّف له رجال ومؤسسات إعلامية وفتاوى”، داعيًا إلى “منع وسائل الإعلام التي تحث عليه من البث من أراضيها”.

وطالب الخزاعي بضرورة “تشكيل جبهة عريضة لمواجهة الإرهاب”، مبديًا “استعداد العراق لتقديم خبرته الكبيرة في مواجهته”.

وفيما تطرقت كلمات بعض الرؤساء للخلافات العربية، بعضها بشكل مباشر، حيث قال الخزاعي، إن “خلافاتنا العربية لم تعد سرًا، وتطورت سلبًا لتكون صراعًا دمويًا يتخندق فيه عرب ضد عرب، دعا المرزوقي القمة العربية إلى “تشكيل لجنة مصالحة قومية تحقن الدماء العربية وتلعب دور الوسيط لحل أي صراع أو نزاع عبر الحوار”.

الرئيس المصري وفيما يخص شأن بلاده الداخلي قال إن “التاريخ سيسجل وقفة الدول العربية إلى جانب مصر بعد ثورة 30 يونيو الماضي”، ودعا من “يقف على الجانب الخطأ (لم يسمه) أن يراجع مواقفه”، في إشارة إلى اتهامات القاهرة لقطر بأنها تدعم جماعة الإخوان المسلمين.

ويأتي الحديث عن الخلافات العربية على الرغم من المصافحات والابتسامات “العابرة” التي تبادلها بعض القادة المجتمعين في القمة العربية المنعقدة حالياً في الكويت، إلا أنه لا يمكن توقع المدى الذي يمكن أن تخرج به هذه القمة التي تنعقد وسط أجواء عربية يخيم عليها “الخلاف” أكثر من “الاتفاق”.

ورغم أن المصافحة التي تبادلها أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، مع الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور (الأولى من نوعها في ظل التوتر القائم بين البلدين في أعقاب عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي) من جهة، وبين ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز،وأمير قطر، أثناء توافد الملوك والرؤساء على قصر “بيان” بالعاصمة الكويتية، قبيل انطلاق القمة العربية، إلا أن هذه المصافحة القطرية التي قابلها منصور بابتسامة “خاطفة”، وتلك المصافحة السعودية القطرية، لم تعدو كونها “طقس بروتوكولي” .