مصراوي 24
بوتين يلتقي مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني في روسيا |ماذا حدث؟ رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن مدبولي يوجه بعقد اجتماع مع مسئولي قطاع السيارات وممثليه لمناقشة المعايير التي يمكن وضعها لتحقيق مستهدفات الدولة رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً لبحث المعايير والضوابط النوعية لتنظيم سوق السيارات في مصر باسل رحمي: 75 مليون جنيه للمشروعات الصغيرة بنظام التأجير التمويلي بجميع محافظات الجمهورية البترول: «بيكر هيوز» العالمية تتجه لضخ استثمارات جديدة في مصر الصحة العالمية: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حققت هدفها تراجع مؤشرات البورصة بختام تعاملات الخميس رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن الامام الاكبر يهنئ الرئيس السيسى والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوى الشريف وزير البترول يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنفيذى لشركة بيكر هيوز العالمية والوفد المرافق له وزير الصحة يستقبل رئيس اتحاد المستشفيات العربية لمناقشة سبل التعاون المشترك لدعم القطاع الصحي
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 23 نوفمبر 2024 08:04 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ

مارتينا مدحت تكتب: ما فات وما سيفوت

أحيانا كثيرة أفكر فى كل الأشياء السيئة التى حدثت لي..


أتذكر حين كنت فى العاشرة واعتدت على لعب الكرة مع أطفال الجيران فى الشارع، وبدلًا من ركل الكرة ركلت الحجر فى الطريق، تذكرت ما أدت إليه هذه الركلة من تمزق بأربطة القدم وإلتزام الفراش لأسبوع كامل قد ضاع من الأجازة، إعتبرت غيابى خسارة فادحة لرياضة كرة القدم فى الشارع، وشَرَعتُ مُغرقًا فى التفكير وأنا فى فراشي، عن الحكمة وراء تمزق الأربطة.

مر اليوم الأول والثانى وفراش المرض لم يحملنى لتجربة رسم أُصبح من خلالها دافنشي، ومر اليوم الثالث والرابع والخامس دون أى إبتكارات هندسية تجعل من إسمى وحدة قياس يتذكرنى بها الناس بعد موتي، وإنقضى آخر يومان دون تَعَلُم هندسة إطلاق الصواريخ وتلاشى عن ذهنى حلم العمل فى ناسا، لم يصل بى فراش المرض إلى أى شئ ولم تتأثر رياضة كرة قدم الشارع بغيابي، ولم أجد حكمة من أى نوع.

تقدم بى العمر وبدأ يترسخ بداخلى هذا اليقين "سيفوتنى الكثير" على الأغلب ليالى السهر لن تُفضى بإكتشاف علمي، وأغلب الظن أن رحلاتي وأسفاري لن تجعل منى ماركو بولو الثاني، ولن أقفز من أعلى قمة إيفل لأكتشف وأنا فى طريقى للهَوَة أن المظلة لن تعمل إلا قبل الإرتطام بعدة ثوانٍ وبعدها أظهر فى البرامج الإذاعية لأقُص تجربتى وأنا أدنو من الموت.

أفكر فى كل هذا ويغمرني شعور بالراحة، فكل ما فاتني لا يُقارن بحجم ما سيفوت، هذه الفرص الضائعة تصغر كثيرًا مقارنة بما يطرحه الحاضر من آليات وما يمنعه من فُرص قُتلت فى مهدها قبل حتى إمكانية مجيئها والمضي قدمًا فيها، شيئا ما تغير وأصبحت لا أُمانع حياة بسيطة وهادئة ونصف صاخبة تحمل العديد من السعادات الصغيرة واشياءًا تحمل فى طياتها جمالًا لم أعطى الفرصة لنفسى حتى أراه كما ينبغى من قبل.

مع الوقت حدثت الأشياء التى لا تحدث إلا مع الوقت، إزدادت حكمتي وبصيرتى تجاه الأشياء، وبالرغم من هذا لم أُدرك حتى اليوم الحكمة من تمزق الأربطة وإلتزام الفراش، ولا أستطيع الجزم بفهمي للحكمة من وراء كل حدث شئ حدث وحده، لكننى أعلم أن كل الأشياء السيئة معًا صنعت منى إنسانًا أفضل بأقل قدرًا من العيوب تقريبًا.