مارتينا مدحت تكتب : ”يُعيد نحتك”
هؤلاء الذين لم تعد تألفهم بشدة ستنطفئ ذكراهم و تزول، قد باتت الآن ألوانهم أعجز من أن تبقى على جدرانك، أما عن من يحبك بصدق وجنون، سيحارب كى يعطيك قُبلة، وإن كانت من خلف الزجاج، هذه تبقى ألوانها، لا تنطفئ ولا تزول.
سَيُخَلِص قلبك من المدفون فيه، يُرمم حُطامك، ويزرع فى كل ثقب تركته بداخلك الأيام، وردة، سيرويها دائما وبإنتظام، يُضئ عتمتك ويجعلك تشعر بالشمس تمر من خلالك، سيُزَين جدرانك بألوان جديدة لم تعهدها من قبل، ستحبها كثيرًا وتحب ذاتك كثيرًا، سيجعل كل الأشياء تختلف ويخلق وجوده حياة أخرى ظننت أن السبيل انقطع إليها، سيحبك حبًا جمًّا، كما لم يحبك أحد من قبل، كما لم يخطر فى أبعد أحلامك أن تُحَب يومًا.
لن يَمِل منك ولن يطول السَئم ولو حواف قلبه، لن يجعلك تتسائل إن كان يحبك ويفتقدك أم لا، سيكون هو الوِجهة مهما ضللت أنت الطريق، سيكون الملجأ من كل تيه وأنين، ستستطيع أخيرًا أن تأمن وتشعر أن الخوف المتراكم داخلك، الذى كان يأخذ شيئًا ثمينًا من روحك يومًا بعد يوم، ضئيل جدا مقارنة بوجوده معك.
سيحتضنك للدرجة التى يئن فيها جسدك ويؤلمك إن ابتعد عنك ولو قليلا، سيتفهم كيف تصبح الحياة كالجحيم إذا غبت عنه أو غاب عنك، سيتفهم معنى أن "تضبط نبضك بنبض من تٌحِب"، لن يخذلك يومًا ولن يحيد بوجهه عنك ويتركك ويرحل، لن يقسو قلبه عليك مهما حدث، سيُقَبل قلبك، خدك وجبينك، ويطبع قبلة طويلة على شفتيك، ثم ينظر إليك مبتسمًا وعينيه تحمل الكثير من الكلمات والدموع كأنك أعظم ما خلق الرب، ثم يحتضن جسدك، فتشعر بيديه تملأ كل ذرة فيك، تشعر بقوة ذراعيه تحاوطك، وبدفء أنفاسه على وجهك، ورقة لمسته التى تحتوى جسدك وكأنه كيان يعرف كيف يُقدسه جيدا.
يُعيد الحب نحتك ويجعل قلبك رقيقًا، رقيقًا جدًا، تكاد تشعر بما يدور بداخلك من فرط شفافيتك..