كواعب البراهمي تكتب.. ربع ساعه يا حاجه
هذه الجملة التي قالها الطفل بالمدرسة , والتي تناقلتها كل وسائل التواصل الإجتماعي عبر الفيديو الذي قامت بنشره مدرسته في المدرسة .
وقد كتب الكثيرون وتحدث الكثيرون في هذا الموضوع , ولكني أختلف معهم . لقد أدلي كل شخص بدلوه مهاجما للمدرسة التي قامت بتصوير الفيديو ونشره , والبعض أيضا أشار إلي أن المدرسة الأخري والتي كانت تمسك عصاة كبيرة كانت ستضربه لولا أن زميلتها نبهتها إلي أنها تقوم بالتصوير .
ولقد إنتظرت حتي يكتب من يكتب وقرأت للبعض مقالات جميلة من حيث الصياغة ولكني من حيث الموضوع فوجهه نظري مختلفة .
بداية الفيديو يوضح أن المدرسات بالمدارس لا تعرف علم تربية الأطفال ولا علم النفس , ولا كيفية التعامل مع أي سن وأنهم يتخرجون من الجامعات وليس بينهم وبين ما درسوا والواقع أي صلة .
فكان المفروض أن تترك هذا الطفل ينام بعض الوقت , وتوقظه قبل أن تخرج من الفصل خوفا من نسيانه بالمدرسة .
وأن الطفل عادي جدا بكي لحاجته للنوم مثله مثل أي شخص حتي ولو كبيرا , فأنه لا يتحمل الإستيقاظ فترة طويلة , خاصة وأن المدرسة في بدايتها وأن أغلب الأطفال متعودين علي السهر , وحتي مع محاولة الأهل إجبارهم علي النوم المبكر .
ولا داعي إطلاقا للتبرير بأنه مريض ويعاني من خمول , وشرح في موضوع بعيد جدا عن الواقع , أو حقيقة ولكن ذكرها أسوأ من السكوت عنها .
وأننا لو تذكرنا سنجد كثير من التلاميذ والطلاب كانوا ينامون علي ديسك المدرسة ويأتي المدرس أو المدرسة فيقرع علي الديسك بقوة لإيقاظ النائم بطريقة مفزعة لعدم تكرار الفعل , بل أن كثيرا من الموظفين والموظفات الفاشلين ينامون في عملهم وعلي مكاتبهم في الوظائف الحكومية ., فهو أمر ليس خارجا علي المألوف علي الأقل في مصر .
ومن المألوف أيضا أن الأطفال يستعملون الدموع غالبا في التعبير عن الإحتياج لأي فعل , أو شراء أي شئ , فيجب أن نري ونفهم ما يريد فلو كان يتألم ويبكي أو يبكي للذهاب لدورة المياه فيجب الإهتمام بذلك , أما إن كان يريد شيئا كأن يجلس في مكان معين أو يذهب للعب فتلك الأمور يتم التعامل معها بمحاولة إقناعه .
ثانيا أن الموضوع لا يستحق كل هذا الهجوم علي المدرسة وإتهامها بعدم الرحمة , وإتهام الأخري بأنها تستعمل عصاة غليظة , وأنها لولا التصوير لأستعملتها . وأن يخرج كل شخص ليدين الفعل .
هو فعلا عمل غير مستحب ولكنه لا يصل إلي مرتبة الجرم الذي تم الهجوم عليه بهذه القسوة .
ثالثا : ما كان يجب عليها نشر الفيديو علي وسائل التواصل وإن رأت في ذلك شئ من المزاح أو الكوميديا , وذلك لأن التلاميذ الآخرين سيتندرون علي زميلهم وربما ذلك يضايقه .أو يضايق أهله .
وأخيرا أنا لا أري في كل ما حدث ما يستحق منا كل تلك الضوضاء وكل هذا التبرير وكل هذا الهجوم , فكان الأولي أن نري في الفيديو تكدس التلاميذ , وجلوسهم بشكل غير منظم . والمفروض يكونون في صفوف وإتجاههم ناحية السبورة وكان يجب أن نراعي فترات الدراسة للطفل , فالمواد التي يأخذها لا تستحق أن يجلس بالمدرسة ست ساعات مثلا . يكفي جدا أربع ساعات وتتخللهم الفسحة بالنسبة للصفوف من الأول للرابع .
كما يجب الإهتمام بالنشاط المدرسي وحصة الألعاب .
أما الأهم في الوضوع أن كل ذلك الهجوم قد يأتي بأثر سلبي , فيفقد المدرسون والمدرسات التعامل الصحيح خوفا من التعرض للإيذاء والعقاب بالنقل أو الخصم فيتركون الأطفال يفعلون ما يحلو لهم دون إهتمام .
ختاما أري أن يتم إعطاء دورات تدريبية للمدرسين لمعرفه السلوك والأسلوب الأمثل في التعامل مع الأطفال وفي كل سن , و أعتقد أن حدث ذلك في دولة أجنية كان رد فعل المدرسة سيكون أكثر هدوءا من ذلك , كانت ستتركه ينام وربما لا يعرف أن ينام من تلقاء نفسه , أو كانت ستجعله يلهو مع زميل أو تضيع الوقت حتي الإنصراف بأنه سوف يخرج من المدرسة بعد فترة بسيطة وتحكي لهم قصة لشد الإنتباه .
كما يجب ومن الضرورة أن يترك المدرس والمدرسة حالتهم المزاجية والضيق والتبرم وأي مشاكل سواء من منازلهم أو في عملهم أو من المواصلات خارج الفصل قبل الدخول للحصة خاصة إذا كان التدريس للأطفال لكي لا تجعلهم يكرهون المدرسة والتعليم .
وسؤال علي الهامش لماذا ينادي مدرسته بالحاجه , مثله مثل كثيرين لا يعرفون إختيار لفظ المخاطبة في التعامل .
بقلم / كواعب أحمد البراهمي