كواعب البراهمي تكتب.. سلوكيات مؤثمة
أشياء كثيرة لابد أن تتغير في سلوكياتنا , ولا أقصد المعني المقصود بالسلوكيات في حياتنا العامة أو الخاصة , ولكن ما أقصده هو السلوك البسيط جدا , وهو سلوكياتنا علي الفيسبوك , وغيره من وسائل الإتصال والتواصل .
فمثلا بعض الناس يطلب من الآخرين الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم , ثم تجده يتبع ذلك بدعاء في منتهي الغباء , ومنتهي القسوة , ومنتهي قلة الأدب , فيقول إذا لم تكتب الله أكبر أو لم تصلي علي النبي ربنا يعميك , أو يصيبك بالشلل , ويقذف بك في النار وكلمات من هذا القبيل .
كثيرا جدا من الناس يظنون أنهم عندما يطلبون من شخص أن يصلي علي النبي , أو أن يذكر الله , أو يستغفره , فأنهم يحصون علي نفس الثواب , وربما أكبر لأنهم هم الذين يرشدونه علي فعل الخير .
ولكن أين ذلك الخير ؟ أين الخير عندما تؤذي الآخرين بصور كلها مناظر تقشعر منها الأبدان , ثم تكتب إذا لم تقل الله يرحمه فسوف يصيبك الشلل والمرض , وكذا وكذا .
أين الرحمه في دعائك علي إنسان مسلم أو غير مسلم ؟ أين الدين في ذلك ؟ أين حبك لله ؟
إذا كان الله سبحانه وتعالي قال لرسوله أدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة , فأين ذلك الحسن في أن تضع لسان يقطر دم أو شخص محترق , وتقول إذا لم تكتب الله أكبر فالله سيقذف بك في النار . من أين أتيت بتلك الفتوي , وكيف لشخص يتمني الشر للآخرين أن يحصل علي ثواب من أي لون .
ومن الذي نصبك حاميا للدين او لله اورسوله , لتجعل الناس يذكرون الله أو يصلون علي رسول الله بالإرهاب الديني .
ومن قلة الأدب أيضا أن تضع صورة لممثل أو ممثله , وتقول هذه حصلت علي كم من اللايكات , فكم ستحصل صورة عمامة الرسول علي إعجابات .أو كم ستحصل هذه الفتاة حافظة القرآن علي عدد من اللايكات .
فما وجه المقارنة ؟ وما سر التنافس ؟ أنها أشياء متفرده , ولها قيمتها بغض النظر عن الفيس بوك كله , أو من يجلسون عليه .
هناك أشياء أهم بكثير من محاولتك الحصول علي كم من اللايكات علي صورة أيا كانت , ربما لو ساعدت شخص يحتاج لمساعدة , أو كتبت حديث شريف للتذكير أو سورة من القرآن الكريم , لكان ذلك أفضل كثيرا .
ولربما تذكر تارك الصلاة بالعقاب أو تارك الصوم ,فهو خيرا . ولكن عندما تطلب من شخص أن يذكر الله ورسوله حبا , فلايكون ذلك إلا بالحب , فأذكر له ثواب من يذكر الله , ولكن ليس أن تدعو عليه بأن يأتيه كل مكروه إذا لم يكتب كذا أو لم يقل كذا , بالعكس أنت الذي ستحصل علي ذنوب ومعصية .
بقلم / كواعب أحمد البراهمي