مصراوي 24
بوتين يلتقي مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني في روسيا |ماذا حدث؟ رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن مدبولي يوجه بعقد اجتماع مع مسئولي قطاع السيارات وممثليه لمناقشة المعايير التي يمكن وضعها لتحقيق مستهدفات الدولة رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً لبحث المعايير والضوابط النوعية لتنظيم سوق السيارات في مصر باسل رحمي: 75 مليون جنيه للمشروعات الصغيرة بنظام التأجير التمويلي بجميع محافظات الجمهورية البترول: «بيكر هيوز» العالمية تتجه لضخ استثمارات جديدة في مصر الصحة العالمية: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حققت هدفها تراجع مؤشرات البورصة بختام تعاملات الخميس رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن الامام الاكبر يهنئ الرئيس السيسى والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوى الشريف وزير البترول يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنفيذى لشركة بيكر هيوز العالمية والوفد المرافق له وزير الصحة يستقبل رئيس اتحاد المستشفيات العربية لمناقشة سبل التعاون المشترك لدعم القطاع الصحي
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 23 نوفمبر 2024 08:10 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ

أمينة خيري تكتب :«لا لا لاند».. «واتس آب» سابقًا

أتمنى من كل قلبى أن تُتاح لى فرصة مقابلة السيدين بريان أكتون ويان كوم وجهًا لوجه. سأعرض عليهما ما قالته «مديحة» من أن «سميحة» لم تُلْقِ عليها السلام وهى داخلة العمارة، وأن لديها شهودًا على ذلك، هما «نفيسة»، زوجة البواب، وفضيلة رتيبة التى تقطن شقة أربعة فى الطابق الأول. وسأُطلعهما على الحلول المطروحة من قِبَل سكان الكومباوند، الذين نصب عليهم البنك المالك وتركهم دون بنية تحتية أو أعمدة إنارة فوقية أو عدادات مياه أو محولات كهرباء. سأقرأ عليهما مُعلَّقات «جمعة مباركة» وفضائل «سجدة الشكر» وأهمية إلقاء السلام كاملًا ما إن تدخل مكانًا لتسلم على الجن قبل الإنس. وسأُسمعهما الرسائل الصوتية المتبادلة بين أبناء وبنات دفعة 1985، بعدما اكتشف البعض أن البعض الآخر تسَلْفَن أو تأَخْوَن، حيث المُتسلْفِنين والمُتأَخْوِنين يرمون الآخرين بـ«معاداة الدين» و«محاربة الإسلام»، والآخرين ينعتونهم بـ«التخلف والرجعية».

ولن أبرح المكان قبل أن أتأكد أنهما تابعا حرب الملصقات حيث «رجب قد أتى وطاف، وشعبان فى الانتصاف، وبيننا وبين رمضان ليالٍ خفاف»، و«اللهم سلِّمنا لرمضان، وسلِّمه لنا، وتَسَلَّمه منا»، و«وداعًا رمضان، ليت العام كله رمضان، اللهم بلِّغنا رمضان، إننا حقًا نعشق رمضان». وبعدها سأُجبرهما على مشاهدة ما لا يقل عن 17 ألف مقطع فيديو عن الرجل الإسبانى، الذى كان يضحك فى الاستوديو، بينما المذيع يسأله عن عمره وعدد الأيام التى عمل فيها طوال حياته، ثم طوّره المصريون مرة ليبدو الحوار سخرية من محمد مرسى، ومرة من مبارك، ومرة من منتخب كرة القدم، ومرة من أسعار المحروقات، ومرة من فاتورة الكهرباء، إلخ.

لكن الأهم من كل ذلك أننى سأسألهما عن شعورهما إذا عرفا أنهما السبب فى العشرات من عمليات التناحر اليومية على توافه الأمور، والعراكات الدورية كلما حان موعد جمع أموال الصيانة، والحروب المستعرة على قيادة اتحاد الشاغلين أو مجلس الآباء أو صندوق إصلاح المصعد، والاحتقانات الملتهبة حول سبل حل مشكلات مصر والعالم العربى والكوكب على «جروبس الماميز» و«دفعة 94» و«ساكنى التسعين» و«قاطنى 6 أكتوبر» و«مستأجرى مدينة الشروق» والقائمة لا تنتهى.

وقبل نهاية اللقاء، سأُعْلمهما أن اختراعهما العبقرى المسمى «واتس آب»- الذى كان بديلًا لخدمة الرسائل النصية القصيرة- تحوّل إلى معارك حياتية طويلة، تسهم فى كشف الغطاء عما آلت إليه تركيبتنا النفسية وأولوياتنا الحياتية وتصوراتنا الخاطئة عن أنفسنا. ولأننى تربيت فى كنف نظرية المؤامرة، وأنتمى إلى ثقافة تحميل الآخرين كل فشل وإخفاق، فسأوجه إليهما كلمات بالغة القسوة والحدة، معتبرة إياهما مسؤولين عن تحوُّل مجموعات حل المشكلات أو الإعلام بالتطورات أو التواصل والاتصال على «واتس آب» إلى مجموعات تبشر بالدين الإسلامى، وتتناحر على قيادة صندوق إصلاح الأسانسير، وتدَّعى حلولًا خيالية لمشكلات واقعية، أهمها «لا لا لاند» التى بِتْنا نعيش فيها.