توفي زوجها من 17 سنة.. رحلة نجاح وكفاح «سعيدة» الأم المثالية الثانية علي الجمهورية بكفر الشيخ
حصدت سعيدة إسماعيل رزق، 56 عامًا، من قرية المثلث التابعة لمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، علي لقب الأم المثالية الثانية علي مستوي الجمهورية، بعد رحلة نجاح وكفاح عظيمة مع ابنائها بعد وفاة زوجها دون ملل أو كلل.
قالت سعيدة رزق: « كانت الرحلة صعبة جدًا، خاصة بعد وفاة زوجي منذ 17 عامًا، فكان زوجتي مريض بالفشل الكلوي، استمر لمدة 5 أعوام، علي 3 مراحل، خلال المرحلتين الأولي والثانية تبرعت له بإحدي كليتاي بمستشفي جامعة المنصورة عام 2005، وخلال المرحلة الثالثة وأثناء اجراء تحليل للعينة بنفس المستشفي، حدثت مضاعفات لزوجي، مما أدي إلي تدهور الكلية المزروعة، ساءت حالته الصحية، وقرر الطبيب عودته مرة أخري لإجراء غسيل كلوي 3 مرات أسبوعيًا، إلا أن القدر لم يمهله وتوفي عام 2005 بعد صراع طويل مع المرض».
وأضافت سعيدة: «شعرت أن الحياة أظلمت أمامي، فلم أتخيل أن زوجي تركني وأولاده راحلًا إلي عالم أخر تاركًا لي طفلين لم يتعدي عمر الكبير الـ8 سنوات والصغير 5 سنوات، لتبدأ رحلة كفاحي في تربية أولادي رافضة كل عروض الزواج مكرسة حياتي لتربية وتعليم أولادي، فكان إيماني بالله هو سلاحي الوحيد في صبري علي ما أعطاني».
وأوضحت الأم المثالية بكفرالشيخ: استطعت بعون الله وفضله أن أحقق حياه كريمه لأولادي من خلال «كشك» من جمعية الأورمان الذي استلمته أثناء مرض زوجي وبعد وفاة زوجي، ومع مراحل تعليم أولادي أصبح لايكفي ف لجأت الي العمل علي ذراعي «زي مابيقولو» فيأراضي الفلاحين، وعندما كبر أولادي اشتغلت في الأسواق بمساعدة أولادي الذي لم يتجاوز عمرهم الـ12عامًا، الذين كبروا وتحملو عبء الحياه ومعاناتها قبل أوانهم، وكانو لي نعم السند في حين تخلي عني كل قريب هاربين من مسؤلية أطفالي ولم يكن بجانبي سوي الله.
وتابعت سعيدة:« تخرج ابني الصغير العام الماضي من هندسة زراع بجامعة الأزهر بأسيوط، بينما ابني الأكبر لايزال طالبًا في كلية الطب البشري بجامعة الأزهر بالقاهرة، وبفضل الله حافظين لكتاب الله وحاصلين علي شهادة التخصص في القراءات من معهد قراءات كفرالشيخ».
وأكدت الأم المثالية: «كرست حياتي لرعاية وتربية أبنائي فكنت لهم الأب والأم والأخت والصديقة، ورفضت الزواج مره أخري، وظللت أبحث عن لقمة العيش وأنا لا أتقن أي حرفة، كنت أبحث ليلا ونهارًا لتوفير لقمة العيش ولكي أستطيع مواجهة احتياجات الأبناء المعيشية، بالرغم من ألم وتعب وتغير في الوظائف الحيوية لجسدي بعد عملية استئصال الكلية التي تبرعت بها لزوجي».
وأعربت الأم المثالية، عن فخرها بأنها تجري علي أيتام، مشيرة إلي أن أكثر شيء شجعني علي الاستمرار في رحلة كفاحي، هو تفوق أولادي دراسيًا، وتحقيق حلمهم بأن يصبحوا متفوقين، خاصة أن زوجي كان حاصل علي مؤهل دبلوم صنايع، ولم أحصل علي معاش له من الحكومه منذ وفاته وحتي الآن وأنا فخوره بذلك.
واختتمت الأم المثالية بكفر الشيخ قصتها قائلة: «أحمد الله الذي ساعدني وربي معي أولادي هو سندي ونعم الوكيل، وكل ما أنتظره بعد هذه المعاناه والكفاح والجد هو مقابلة الله بعملي ورسول الله صل الله عليه وسلم بكفالتي لأيتامي، وأحمد الله بفضله ونعمه ورضاه عليا».