صحف عالمية: إسرائيل ترضخ للضغط الدولي بشأن ”الشيخ جراح”
هيمنت الأحداث التي تشهدها القدس الشرقية على تغطية معظم الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الإثنين، في ظل الأوضاع الملتهبة في محيط المسجد الأقصى، والاحتجاجات الفلسطينية على خطط إسرائيل لطرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح بالمدينة القديمة.
وركّزت الصحف -أيضا- على التطورات الأخيرة في المفاوضات النووية الإيرانية، في ظل اختلاف الرؤى بين الولايات المتحدة وإيران حول ما يعنيه إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وانسحبت منه واشنطن في شهر أيار/مايو 2018، إبان وجود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض.
رضوخ إسرائيلي
وقالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، إن إسرائيل قررت تأجيل خطط طرد فلسطينيين من القدس الشرقية، في ظل التحذيرات إزاء تصاعد أعمال العنف.
وأضافت في تقرير، أن ”إسرائيل انحنت أمام الضغط الدولي، وقامت بتأجيل طرد العديد من العائلات الفلسطينية من منازلهم في القدس الشرقية، إذ حذّرت أجهزة الأمن من أن إجبارهم على الخروج من منازلهم يمكن أن يؤدي إلى إشعال المزيد من العنف في المدينة المقدسة لسنوات مقبلة“.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن ”دولا عربية وخليجية أدانت ممارسات قوات الأمن الإسرائيلية، بينما أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن القلق العميق، جراء تأجج الغضب نتيجة صور الشرطة الإسرائيلية وهي تستخدم العنف في المسجد الأقصى، بينما طالبت الولايات المتحدة الحكومة الإسرائيلية بأن تتعامل برحمة واحترام مع سكان حي الشيخ جراح، وتتجنب إخراجهم من منازلهم، وهدمها، وإقامة مستوطنات“.
وذكرت أن ”وسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أن النائب العام الإسرائيلي أرفق وثيقة سرية، مع قرار تأجيل النظر بقضية إخلاء حي الشيخ جراح، مستشهدا برأي الأجهزة الأمنية، التي قالت إن قرار طرد العائلات الفلسطينية يمكن أن يؤدي إلى تصاعد أعمال العنف“.
ورأت الصحيفة البريطانية، أن تأجيل جلسات الاستماع في المحكمة العليا يمنح إسرائيل الوقت اللازم لكبح جماح غضب الفلسطينيين الساخطين على الممارسات الإسرائيلية في القدس خلال شهر رمضان، والتي تتضمن فرض قيود على الدخول إلى المسجد الأقصى عبر بوابة دمشق.
انتفاضة فلسطينية ثالثة؟
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة ”هآرتس“ الإسرائيلية، إن القدس لديها جميع مكونات الانتفاضة الجديدة، ولكنها لم تحدث حتى الآن.
وبينت في تحليل إخباري أن ”تتابع الأحداث في القدس الشرقية خلال الأسابيع القليلة الماضية تسبب في تحويل المدينة إلى برميل بارود مرة أخرى، حيث قادت الشرطة العدوانية التي تضم قادة لا يتمتعون بالخبرة اللازمة إلى إشعال الموقف، ولكن هذا لا يعني أن اندلاع انتفاضة ثالثة يبدو أمرا لا مفر منه“.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن ”قائد الشرطة الإسرائيلية كوبي شاباتي، وقائد حي القدس دورون تورجيمان، جديدان في منصبيهما، ويفتقدان الخبرة في التعامل مع تلك المواقف، وهو أمر كان واضحا للغاية، إلا أنه لا يمكن أن يكون عذرا“.
وأوضحت أنه ”في الوقت الذي يمكن أن يتصاعد فيه العنف خلال اليومين الأخيرين من شهر رمضان، فإن آليات انفجار الموقف بشكل كلي ليصبح انتفاضة ثالثة يبدو أنها غير حاضرة الآن“.
وذكرت أن ”في القدس، حيث يبدو أن الشباب الفلسطيني يركّزون على تأكيد سيطرتهم على بعض الشوارع، يشعرون أنهم حققوا هدفهم، من خلال إجبار الشرطة على رفع الحواجز من على بوابة دمشق، ولكنهم يدركون -أيضا- أن إطالة أمد موجة العنف، مع وجود أمل بوصول السائحين مرة أخرى في الصيف المقبل، يمكن أن يؤدي إلى دمار مالي بالنسبة للآلاف من الأسر المتعثرة“.
قرار حاسم أمام بايدن
قالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، إن إيران والولايات المتحدة تريدان استعادة الاتفاق النووي، ولكنهما تختلفان بعمق شديد حول ما يعنيه ذلك.
وأضافت في تقرير أن ”الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة إيران يقولون، إنهم يشتركون في هدف واحد، وهو العودة إلى الاتفاق النووي الذي ألغاه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل 3 سنوات، حيث تعني تلك الصفقة استمرار القيود الصارمة على إنتاج إيران من الوقود النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي خنقت اقتصادها“.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه ”بعد 5 أسابيع من الملاكمة (المفاوضات) في الظل، داخل غرف فنادق العاصمة النمساوية فيينا، حيث يقوم الجانبان بتمرير ملاحظاتهم عبر وسطاء أوروبيين، فإنه أصبح من الواضح أن ذلك الاتفاق القديم، المحدد بصورة دقيقة، لم يعُد صالحاً لأي منهما، على المدى البعيد على الأقل“.
وأوضحت أن ”الإيرانيين يطالبون بالسماح لهم بالاحتفاظ بمعدات إنتاج الوقود النووي المتقدمة، التي قاموا بتركيبها بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وأن يعودوا مجدداً إلى النظام المالي العالمي، بما يتجاوز ما حققوه بموجب اتفاق عام 2015“.
في حين ترى إدارة بايدن أن العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي هي مجرد نقطة انطلاق، يجب أن يتبعها على الفور اتفاق يعمل على الحدّ من الصواريخ ودعم الإرهاب، وجعل من المستحيل على إيران إنتاج ما يكفي من الوقود لصنع قنبلة نووية خلال العقود المقبلة، وهو ما يرفضه الإيرانيون.
ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أنه ”في ظل المفاوضات، التي بدأت جولة جديدة يوم الجمعة الماضي، فإن إدارة بايدن تجد نفسها في مرحلة الوصول إلى قرار حاسم بأن العودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بكل أوجه القصور فيه، هو ما يبدو ممكنا، وفقا لما يقوله مسؤولون أوروبيون وأمريكيون وإيرانيون“.
وذكرت أن الخيار الثاني أمام الولايات المتحدة يتمثل فيما يريده وزير الخارجية أنتوني بلينكين، بأن يكون هناك اتفاق أقوى وأطول، يقوم على منع إيران من تخزين مواد نووية على مدار سنوات طويلة، وإيقاف الاختبارات الصاروخية، وإنهاء دعم الجماعات الإرهابية، وهو ما يبدو أمرًا بعيد المنال“.