تركيا تفرش السجادة الحمراء للسياح الأجانب وتغلق البلاد في وجه مواطنيها
ذكرت مجلة ”ذا إيكونوميست“ البريطانية، أن تركيا أعلنت إعفاء السياح من عمليات الإغلاق المرتبطة بانتشار فيروس كورونا، بينما أصدرت أوامر للسكان المحليين بالبقاء في منازلهم، من أواخر أبريل حتى 17 مايو على الأقل؛ بعد زيادة عدد الإصابات والوفيات؛ وهو ما جعل السائحين يتمتعون بإقامتهم في البلاد بمفردهم.
وقالت المجلة في تقرير، إن ”الأجانب في إسطنبول يسيرون في شوارع خالية، ويستقلون عبّارات فارغة، كما يستمتعون بالتنزه على الشواطئ الفارغة، ويذهبون لممارسة السباحة لمسافات طويلة في عزلة وهدوء على ساحل البحر الأبيض المتوسط“. مضيفة أن ”الأتراك الذين عثر عليهم وهم يمارسون نفس الأنشطة، تم القبض عليهم وانتشلهم رجال الشرطة من المياه، وتم تغريمهم بقيمة (380 دولارا)، أي أكثر من الحد الأدنى للأجور الشهرية“.
وأردفت أن ”السكان المحليين غير مسموح لهم بشراء الكحول أثناء الإغلاق؛ نتيجة الحظر الحكومي، بينما يمكن للأجانب الشرب بحرية في الفنادق“، منوهة إلى أنه ”اعتبارا من 15 مايو، لن يُطلب من المسافرين القادمين من أكثر من 12 دولة، أن يكون اختبار الإصابة بكورونا سلبيا عند الوصول إلى تركيا“.
وحسب المجلة، ”تعهد وزير الخارجية التركي بتلقيح أي شخص يحتمل أن يراه السائح، أي موظفي الفنادق وأي شخص قد يقابله السائح بحلول نهاية الشهر، بينما ينتظر الأتراك والأشخاص الذين قد لا يتعاملون بشكل مباشر مع الأجانب الزائرين، تلقي أول جرعة من اللقاح“، لافتة إلى أن ”تركيا تشهد تباطؤا في تعميم اللقاح، حيث وصلت 27 مليون جرعة فقط من بين 100 مليون جرعة من لقاح سينوفاك، الذي وعدت الصين بإرساله إلى تركيا“.
وأشارت المجلة إلى أن ”تركيا بحاجة ماسة إلى الدخل الوارد من السياحة. فقبل عامين، حققت الصناعة 34.5 مليار دولار، وتضاءلت تلك القيمة إلى 12.6 مليار دولار العام الماضي؛ بسبب الوباء؛ مما أدى إلى تضخم عجز الحساب الجاري في البلاد، وقد يكون هذا العام أسوأ، حيث انخفضت إيرادات السياحة، بين يناير ومارس، بنسبة 40% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما أن بريطانيا وضعت، هذا الأسبوع، تركيا على القائمة الحمراء للسفر، ومنعت الزيارات من أجل الترفيه، وفرضت قواعد صارمة للحجر الصحي“.
وأجبر هذا القرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على نقل نهائي دوري أبطال أوروبا بين ناديين إنجليزيين، وهما مانشستر سيتي وتشيلسي، من إسطنبول إلى بورتو في البرتغال.
كما أوقفت روسيا التي أرسلت سائحين إلى تركيا، العام الماضي، أكثر من أي دولة أخرى، جميع الرحلات الجوية تقريبا إلى تركيا، حتى يونيو. وجاء ذلك بعد انتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وعرض دعم خطط أوكرانيا للانضمام إلى الناتو.
وأوضحت المجلة، أن ”الإغلاق أدى إلى خفض حالات الإصابة بفيروس كورونا، التي ارتفعت إلى أكثر من 60 ألفا يوميا، في أبريل؛ مما يوفر بعض الأمل في انتعاش السياحة خلال الصيف، لكن إغلاق البلاد في وجه السكان المحليين بينما تُفرش السجادة الحمراء للأجانب، لم يكن أمرا محل ترحاب“.
ونقلت المجلة عن كان ألبان، وهو مصرفي في بودروم، المدينة الشهيرة لقضاء العطلات على ساحل بحر إيجة، قوله: ”هذا سخيف، لو كنا بدأنا فترة الغلق في الوقت المناسب، لكنا قادرين على الفتح الآن، لو كان أجنبيا، لاستمتع حرا بالاسترخاء في البحر، لكن بصفته تركيا، فإن أكثر ما يمكن أن يتطلع إليه هو رحلة سريعة إلى البقالة“.
وأنهت ”ذا إيكونوميست“ تقريرها بالقول: ”حتى بعض السياح غير مرتاحين للقرارات، حيث تقول أنارا وهي زائرة من كازاخستان، إنها لا تخطط للسباحة بينما جيرانها الأتراك عالقون في منازلهم، لا أريد أن أفعل ذلك. سيكون ذلك غير عادل“.