قيس سعيد ينحاز للشعب وينهي أسطورة حركة ”إخوان تونس”
منذ اللحظات الأولى لقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد التي وصفت بأنها «بيان عزل الإخوان»، انحازت القوي الشعبية والسياسية لقرارات الرئيس قيس سعيد التي تنهي شهورا طويلة من أزمات «صراع الأجنحة» على حساب مصالح الشعب التونسي.. وقد مثّلت الاحتجاجات المندلعة، أمس واليوم، في ولايات ومناطق تونس، تعبيرا عن حالة الاحتقان المتصاعد شعبيا ضد المنظومة التي أثبتت إفلاسها وصارت عبءا ثقيلا على الشعب وعلى مصير التونسيين الذين يرون «الطغمة الحاكمة» تبدّد مكاسبهم وتقود الوطن نحو الانهيار ونموذج الدولة الفاشلة، بحسب تعبير صحيفة الشروق التونسية .
ويقول المحلل السياسي التونسي، هاشم بوعزيزي، إنه بعد سيل الكلمات و الحديث عن الأسلحة الدستورية التي تنتظر إطلاقها، اختار رئيس الجمهورية الانحياز إلى نبض الشارع و إلى مطالب الشعب في الإجهاز على المنظومة التي خرّبت البلاد و ارتهنت مستقبل التونسيين الذين خرجوا بالأمس في احتجاجات عارمة بإعلانه تطبيق الفصل 80 من الدستور. لا شك أن المرحلة مفصلية
وبينما أكد القيادي في حركة الشعب ووزير التجارة السابق، محمد المسيليني، أن الفصل 80 من الدستور لا معنى له دون الإجراءات التي إتخذها رئيس الجمهورية..وقال المسيليني: إن الإجراءات التي اتخذها رئيس الدولة حققت حماية لوحدة الدولة وإستقرارها، ولم يكن أمامه إلا هذه القرارات لحماية الدولة ومواصلة عملها.
وقال «المسيليني»: ان هذه الإجراءات كانت ضرورية من أجل عودة الأمور لمسارها الطبيعي وحماية الدولة وضمان ديمومتها..وأقر المسيليني أن من «لم يواكب إحتفالات الشعب بما حدث، فهو خارج التوجه الشعبي»..احتجاجات في كلّ الجهات ..وانتفاضة ضدّ منظومة الفساد.
ومن جانبه طالب سامي الطاهري، الناطق الرسمي باسم اتحاد الشغل ـ أكبر منظمة عمالية في تونس ـ بضرورة وضع خارطة طريق عاجلة للخروج من الأزمة بسقف واقعي شريطة عدم العودة إلى الخلف وفق تعبيره مضيفا أنّ «الشباب أنهى اليوم وضعية الائتلاف الحاكم المتعجرف، الذي نعتهم بـوصف «عصابات الإجرام المسنودة من الخارج».
الاحتمالات القائمة
وترى الدوائر السياسية في تونس، أن الاحتمالات القائمة تتراوح بين :
أولا : انتهاج جماعة الإخوان ممارسات العنف والدم على غرار تجربتهم الفاشلة في مصر.. وتجدر الإشارة إلى دعوة «الغنوشي» لأنصاره بالنزول إلى الشارع، ثم محاولته الأخيرة بالاعتصام أمام البرلمان
كان «الغنوسشي» يرفض وينتقد بشدة وعلى مدار شهور، محاولة عبير موسي زعيمة الحزب الدستوري الحرالاعتصام امام البرلمان، وتعرضت لاعتداءات من أنصار ونواب حركة النهضة الإخوانية خلال اعتصام بمحيط البرلمان احتجاجا على سياسات وممارسات الغنوشي وجماعة الإخوان.
ثانيا: وبحسب تقديرات الدوائر السياسية في تونس، أن تتحرك كتائب الإخوان، الإلكترونية لبث سموم الأكاذيب والمزاعم، من أجل بث الفتنة داخل الشارع التونسيز
ثالثا: يبقى الدور المحوري لفرض سيادة واستقرار الدولة بيد جيش تونس وأيضا على غرار التجربة المصرية التي أنهت تواجد التنظيم «الأم» لجماعة الإخوان المسلمين.
ورابعا: على صعيد ردود الفعل الإقليمية والدولية، فإن الرئيس قيس سعيد لم يتخذ تلك القرارات «الإنقاذية» عشوائيا ومزاجيا، ولكنها جاءات عثب مداولات ومشاورات مع قوى الأمن والجيش في الداخل، وعقب مشاورات للتحذير من جماعة الإخوان خاصة على الساحة الأوروبية، وفرنسا في المقدمة،وهناك تفاهم دولي حول أهمية وضرورة القرارات التونسية لتحجيم دور حركة النهضة الإخوانية في تونس.