شارع عبد القادر طه - حي الساحل
في حياة الوطن الكثير من قصص البطولة والفداء، وهناك رجال ضحوا بأرواحهم دون النظر إلى الحياة ولسان حالهم الوطن أغلى من الروح والنفس، ومن هؤلاء الرجال الشهيد ملازم أول عبد القادر طه الذي حمل على عاتقه لواء الدفاع عن حرية الوطن رغم سنه التي لم تتعدَّ 34 عامًا فقط واشترك في تنظيم الضباط الأحرار.
ولد عبد القادر طه في عام 1918 في قرية باسريجة بالباجور محافظة المنوفيه لأسرة من أبناء النوبة الذين هاجروا، واستقروا في محافظة المنوفية.
كان عبد القادر عضوًا بارزًا في تنظيم الضباط الأحرار الذي كان يحارب ضد الوجود الأجنبى في مصر، وعمل كثيرًا في تدريب المدنيين لمحاربتهم بالإضافة إلى نقل الأسلحة للفدائيين بالإسماعيلية حتى أمر بتصفيته جسديًا بواسطة القلم السياسي، وقد وجهوا إليه محاولة اغتيال الملك واللواء حسين سري عامر فى أوائل شهر أبريل عام 1952 قبل قيام الثورة بثلاثة أشهر.
قام الشهيد عبد القادر طه وزميله مصطفى كمال صدقي بتوزيع منشورات هاجم فيه الاحتلال و طالب بالتحقيق لمعرفة اسباب حريق القاهرة الشهير فقررت السلطات قتل عبد القادر بعد أن جاءتهم أخبار بتورطه في توزيع المنشورات ضد الاحتلال .
وتم استدراج البطل عبد القادر طه إلى منطقة المنيل وقام رجال القلم السياسي بإطلاق النار عليه، وتم نقله إلى مستشفى قصر العيني لمحاوله انقاذه فقد كان الكاتب يوسف إدريس والذي كان طبيبا مناوبا في قسم الاستقبال وقتها ، وحاول هو وزملاؤه لمدة 5 ساعات لإنقاذه لكنه لفظ أنفاسه وصعدت روحه إلى بارئها ليصبح رمزًا لجيل كامل استشهد منه عشرات الشباب من أجل تراب الوطن وتحرير أراضيه من الاستعمار.
و كتب يوسف إدريس قصة هذا البطل بعنوان "5 ساعات" في 1952.