ملف خاص.. احتفالات دولة الكويت بالعيد الوطني 61 وعيد التحرير 31
احد رجالات الكويت الكبار الذين تفخر بعطائهم وتقدر اسهاماتهم لتكريس امنها وازدهارها
امير الكويت الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح .. سيرة حياة ناصعة وانجازات ملموسة في كافة القطاعات
استراتيجية أمنية شاملة تحمي الحدود برا وبحرا .. ومواجهة حاسمة مع الارهاب
دور بارز في قيادة المقاومة وتأمين مؤسسات الدولة الشرعية ابان محنة الغزو 1990
مصالحة خليجية عربية في قمة العلا تتويجا لجهد كويتي مستمر منذ سنوات
خطوات متسارعة لإزالة اسباب الشقاق وتكريس التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية
ايام قليلة وتبدأ احتفالات الكويت بذكري اعيادها الوطنية المجيدة ، الذكري الحادية والستين للاستقلال والحادية والثلاثين للتحرير ، وتحل هذه الاحتفالات في ظل اجواء غير مسبوقة من البهجة بعد قرار مجلس الوزراء برفع معظم القيود على التجمعات بمقتضي الاجراءات الاحترازية التي فرضتها ظروف مواجهة جائحة الكورونا ، ورغم تطبيق هذه الاجراءات على مدار عامين ، إلا انها لم تمنع ابناء الكويت من استلهام معاني هذه الذكريات وإحيائها بكل السبل المتاحة لارتباطها بمعاني الفخر والانجاز .
ولعل في هذه الذكري ما يسمح بإلقاء الضوء على احد رجالات الكويت الكبار الذين تفخر بعطائهم وتقدر اسهاماتهم لتكريس امنها وازدهارها ، فبعد مسيرة حافلة بالإنجازات ومحطات متميزة من المناصب الرسمية والمواقف الوطنية المشرفة بايعت الكويت في 29 سبتمبر عام 2020 الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا لها وقائدا لمسيرتها خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه ، و نودي بسموه ليكون الحاكم السادس عشر للكويت في ظل إجراءات سلسة لعملية انتقال مسند الإمارة ، كما عهدتها الكويت دائما في كل مرة تشهد عملية انتقال للمسئولية على مدار تاريخها .
فبعد اعلان وفاة المغفور له الشيخ صباح الاحمد ، اجتمع مجلس الوزراء ونادى بالشيخ نواف الأحمد أميرا للبلاد باعتباره وليا للعهد ، وذلك وفقا لأحكام الدستور الكويتي والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الإمارة ، ولما عُرف عنه من حكمة وعفة وإخلاص وتفان لكل ما فيه رفعة الكويت ومصلحتها وأمنها وازدهارها ، اذ تنص المادة الرابعة من الدستور والمادة الأولى من قانون توارث الإمارة على أن "الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح " ، فيما تنص المادة الرابعة من قانون توارث الإمارة على "أنه إذا خلا منصب الأمير نودي بولي العهد أميراً " .
عقود من العطاء
وهكذا تُوج الشيخ نواف الاحمد أميرا للكويت بعد نحو 58 عاما من العطاء في مناصب عدة خدم خلالها الكويت في عهد عدد من أمرائها ، ونال تزكيتهم وثقتهم جميعا ، وبدأها بتعيينه محافظا لمحافظة حولي ، ثم وزيرا للداخلية ، ثم وزيرا للدفاع ، فوزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل ، ثم نائبا لرئيس الحرس الوطني ، فنائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية ، وكانت محطته الأخيرة قبل توليه مسند الإمارة هي ولاية العهد وفقا للأمر الأميري الذي أصدره الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد – طيب الله ثراه - في السابع من فبراير عام 2006 بتزكية سموه لولاية العهد ، لما عُهد فيه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي هذا المنصب ، واستمر فيه 14 عاما سندا أمينا للأمير الراحل ومشاركا في اتخاذ القرارات التي تسهم في تطور البلاد والمحافظة على أمنها واستقرارها.
وفي 30 سبتمبر أدى الشيخ نواف الأحمد اليمين الدستورية أميرا للكويت أمام جلسة خاصة لمجلس الأمة وفق المادة 60 من الدستور التي تنص على أن "يؤدي الأمير قبل ممارسة صلاحياته في جلسة خاصة لمجلس الأمة اليمين الآتية :
" أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة ، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله ، وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه".
التخطيط للمستقبل
وبدأت الكويت في عهد سموه مرحلة تاريخية مهمة في مسيرة البناء والعطاء اكمالا للمراحل التي بدأها أسلافه الكرام ، كما بدأت خططا جديدة تعتمد فيها على معطيات الحاضر لبناء مستقبل زاهر تواكب فيه مستجدات العصر وتطوراته وتتبوأ المكانة التي تستحقها إقليميا وعالميا ، وشغلت القضايا المحلية الاهتمام الأكبر لدى سمو الأمير خلال السنة الأولى من عهده ، نظرا لما عُرف عنه من اهتمام بالغ بالتفاصيل التي تتعلق بشؤون الوطن وأمور المواطنين ، فضلا عن الظروف الطارئة التي شهدها العالم والناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد والتي استدعت من سموه توجيه الجهات المعنية الى بذل جهودها الحثيثة للحد من تداعياتها على البلاد.
وفي الجانب الاقتصادي كان سموه يزود الجهات المعنية بالعمل على كل ما يسهم في تحفيز القطاعات الاقتصادية وتطوير منتجاتها وخدماتها وخلق فرص استثمارية تنافسية , فضلا عن الاهتمام بالقطاعين الصناعي والزراعي وتطوير منتجاتهما وصادراتهما ، وأولى سموه اهتماما بالغا لفئة الشباب ، ووجه إلى العمل على رعايتهم ، وفتح آفاق المستقبل أمامهم من خلال تأهيلهم بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية ، وغرس القيم الكويتية الأصيلة في نفوسهم ليشاركوا في مسيرة التنمية والبناء باعتبارهم مستقبل الوطن وثروته الحقيقية ، وكان دائما ما يؤكد على أهمية المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجميع في التعبير عن قضايا البلاد ، وحرص على تكريم المواطنين أصحاب الإنجازات المتميزة والمبادرات الرائدة والإشادة بما حققوه من عطاءات ونجاحات ، وتشجيعهم على المزيد من التميز والنجاح ليسهموا في تطور وطنهم وازدهاره ورفع رايته في كل المحافل.
مبادئ ثابتة
وعلى الصعيد الخارجي فقد تُوجت جهود الكويت التي بدأها الأمير الراحل طيب الله ثراه وكثفها الشيخ نواف الأحمد في مجال المصالحة الخليجية العربية بتوقيع اتفاق العلا في الخامس من يناير العام الماضي على هامش القمة الخليجية التي عقدت في المملكة العربية السعودية ، ليتحقق الحلم الذي لطالما حرصت الكويت على رؤيته على أرض الواقع ، وكان لها الدور الكبير في التوصل إليه.
واستمر الشيخ نواف الاحمد في النهج الذي سارت عليه الكويت فيما يخص علاقاتها مع أشقائها العرب ، فكان يحرص على التنسيق مع القادة العرب في كل ما يخص القضايا العربية والتعاون البناء معهم لحل المشكلات التي تواجه الأمة العربية ، مع التركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى.
واختط امير الكويت في علاقات الكويت مع دول العالم النهج الذي لطالما عهدته طوال العقود الماضية من حيث احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ، والتمسك بالشرعية الدولية والحفاظ على األمن والسلم الدوليين وحل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية .
قريب من المواطنين
ولد الشيخ نواف الاحمد في 25 يونيو 1937 وكان الابن السادس من الأبناء الذكور للأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح امير الكويت العاشر الذي تولى الحكم في الكويت ما بين عامي 1921 و 1950 ، وكان القدوة لأبنائه وللحكام الذين أتوا بعده ، ولطالما كان الشيخ نواف الاحمد قريبا من المواطنين طوال مسيرته السياسية ، فكانوا يشاهدونه في مناسباتهم المتنوعة ويستقبلونه في ديوانياتهم لمشاركتهم أفراحهم أو أحزانهم ، أو زيارة مرضاهم كما كان يستقبلهم لتلمس حاجاتهم وتلبية متطلباتهم.
ومنذ استقلال البلاد كان لسموه بصمة في العمل السياسي ، ففي 12 فبراير عام 1962 عينه الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح محافظا لحولي ، وظل في هذا المنصب حتى 19 مارس عام 1978 ، عندما عُين وزيرا للداخلية في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح حتى 26 يناير 1988 ، عندما تولى وزارة الدفاع الذي استمر على رأسها ابان الغزو العراقي في اغسطس 1990 ، اذ ساهم في القرارات الحاسمة لمواجهة الغزاة ، وجند كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير الكويت ، وأدى دورا بارزا في قيادة المقاومة ، وتأمين وصول الشرعية للمملكة العربية السعودية .
ثقة متجددة
وبعد تحرير الكويت من الغزو الغاشم في 26 فبراير عام 1991 ، تولى حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 20 أبريل 1991 ، واستمر في ذلك المنصب حتى 17 أكتوبر 1992 ، وترك بصمات إنسانية واضحة في تلك الفترة ، إذ سارع إلى اتخاذ قرارات إنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين ، كما برهنت أعماله على أنه خير نصير للطفل والمرأة والمسنين والعمال الوافدين .
علاوة على ذلك يتمتع الشيخ نواف الاحمد بخبرات امنية كبيرة تجعله احد اهم الخبرات الامنية في العالم ، ففي 16 أكتوبر 1994 ، تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني ، واستمر فيه حتى 13 يوليو 2003 ، عندما تولى وزارة الداخلية ، ثم صدر مرسوم أميري في 16 أكتوبر من العام ذاته بتعيينه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية ، وبقي في هذا المنصب حتى تعيينه وليا للعهد في عام 2006 ، وكان يؤدي مهام أمير البلاد طيلة شهرين عقب سفر الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج ، ويؤكد المراقبون ان رؤيته الأمنية الثاقبة حققت ثمارها طيلة هذه الفترة ، وخصوصا في التعامل مع الحوادث الإرهابية التي شهدتها الكويت ، كتلك التي حدثت في يناير عام 2005 ، حيث قاد بنفسه المواجهة ضد الإرهابيين ، وكان حريصا على التواجد في مواقع تلك الأحداث لاستئصال آفة الإرهاب من جذورها ، فضلا عن ذلك فقد وضع استراتيجية أمنية دقيقة لمنظومة شاملة تحمي الحدود برا وبحرا ، وترصد كل شبر من أرض الكويت ، في حين تغطي القواعد البحرية المياه الإقليمية والجزر ، أما المراكز الحدودية فتغلق الطرق أمام المتسللين ، وتضبط كل من يستهدف امنها واستقرارها .
عام حافل بالانجاز
يتميز الشيخ نواف الاحمد بالحرص الشديد على تعزيز الفضائل والقيم ، ويؤمن بأهمية وحدة وتكاتف أبناء الكويت جميعا ، باعتبار أن قوة الكويت في وحدة أبنائها ، وأن تقدمها وتطورها مرهون بتآزرهم وتلاحمهم ووحدتهم وتفانيهم وإخلاصهم في أعمالهم ، وقد انعكست هذه المبادئ على الاداء العام في الداخل والخارج خلال الشهور الاخيرة ، وشهد العام الماضي العديد من المواقف والتحركات التي اظهرت حنكة وحكمة ليست غريبة على قادة الكويت ، أبرزها المشاركة في قمة المجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عٌقدت في المملكة العربية السعودية وعُرفت باسم قمة السلطان قابوس والشيخ صباح ، وحرص في كلمة افتتاحية امام القادة على الاشادة بالإنجاز التاريخي الذي شاركت الكويت في صنعه بدأب وصبر على مدار سنوات بتوقيع "بيان العلا " الذي أكد الاتفاق على المصالحة والتضامن والاستقرار الخليجي والعربي ، كما استذكر الدور المخلص والبنّاء للشيخ صباح الأحمد - طيب الله ثراه - الذي ساهم بشكل كبير في نجاح هذا الاتفاق .
اما على الصعيد الداخلي فقد نجح بحكمته في اعادة اللُحُمة والتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بمقتضي مهامه الدستورية ، وأصدر مرسومين بالعفو وتخفيض مدة العقوبة المحكوم بها على بعض ابناء الكويت وعددهم 35 مواطنا ، وكان لدعوته السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى التعاون البناء " متسلحين في ذلك بنسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية في سبيل الغايات الوطنية المأمولة " صدي كبيرا علي الساحة السياسية ، اذ تعاهد الجميع علي ضرورة التصدي للقضايا الجوهرية ، وحماية المال العام عملا بأحكام الدستور ، وتطبيق القانون على الجميع بحزم وشفافية. ، ويمضي الشيخ نواف الاحمد جنبا الي جنب مع الشيخ مشعل الاحمد ولى العهد في قيادة الكويت الى افق جديد يتناسب مع قدرات ابنائها ، ويرسخ تاريخها الحافل بالتعاون والعطاء والاستقرار .
الشيخ مشعل الاحمد ..
رؤية استراتيجية شاملة يسخّرها في الحفاظ على مقدرات بلاده وصيانة مكتسبات ابنائها
اختاره امير الكويت ليكون عضده الأمين في إدارة شئون البلاد والمحافظة على أمنها واستقرارها وازدهارها :
تاريخ حافل في رعاية تراث الاجداد عبر رئاسته لديوانية شعراء النبط
يرى ان العمل العربي المشترك ضرورة ملحة في ظل التحديات والظروف الدقيقة على الصعيدين الإقليمي والدولي
الكويت – خاص : في اطار احتفالات الكويت الشقيقة بأعيادها الوطنية التي تصادف الخامس والعشرين والسادس والعشرين من فبراير في كل عام والتي انطلقت هذا الاسبوع بعد تخفيف اجراءات الوقاية المطبقة بسبب جائحة الكورونا ، لعل من المناسب ان نلقي الضوء على احد كبار رحالات الكويت والذي كان له دور كبير في نهضتها واستقرارها ، ففي السابع من أكتوبر عام 2020 زكّى سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت الشيخ مشعل الاحمد وليا العهد وفقا لقانون توارث الإمارة ونصوص الدستور الكويتي لاسيما المادة الرابعة التي تنص على أن : "الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح ويعين ولي العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير".
وفي صبيحة اليوم التالي أدى الشيخ مشعل اليمين الدستورية أمام الشيخ نواف الاحمد ، أعقب ذلك جلسة خاصة عقدها مجلس الأمة بهذه المناسبة بايعه خلالها أعضاء المجلس بإجماع الحضور البالغ عددهم 59 عضوا وليا للعهد ، وأدى اليمين الدستورية أمام المجلس ، والقي كلمة بهذه المناسبة قال فيها :
" أعاهد الله وأعاهد سمو الأمير وأعاهد الشعب الكويتي من خلالكم ممثلين له أن أكون لحضرة صاحب السمو العضد المتين والناصح الأمين وأن أكون المواطن المخلص الذي يعمل لازدهار وطنه الراعي لمصالحه المحافظ على وحدته الوطنية الساعي الى رفعته وتقدمه المتمسك بالدين الحنيف والثوابت الوطنية الراسخة "
وأكد أنه سيكون حريصا على تلبية طموحات وآمال الوطن والمواطنين "رافعا شعار المشاركة الشعبية عاملا على إشاعة روح المحبة والتسامح ونبذ الفرقة ساعيا معكم وبكم إلى رسم صورة مشرقة لمستقبلنا تحمل ديمقراطية الاستقرار وتغليب المصلحة الوطنية العليا في إطار الدستور منهجها العدالة ورائدها العيش الكريم .
ولم يكن الشيخ مشعل الاحمد خلال العقود الستة الماضية بعيدا عن العمل الرسمي أو عن مرافقة أمراء الكويت ، إذ تولى عددا من المناصب الرسمية لاسيما في وزارة الداخلية والحرس الوطني ، كما رافق قادة الكويت في مهماتهم الرسمية وزياراتهم الخاصة لاسيما الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
تهيئة مبكرة
ولد الشيخ مشعل في الكويت عام 1940 ، وهو الابن السابع للشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر - طيب الله ثراه - الذي تولى الحكم في البلاد ما بين عامي 1921 و 1950 ، وكان القدوة لأبنائه وللحكام الذين أتوا بعده ، وتلقى تعليمه في المدرسة المباركية التي أنُشئت في عام 1911 ، وسط مدينة الكويت العاصمة ، وكانت تعد من أوائل المدارس النظامية في الكويت ، ثم تابع دراسته في المملكة المتحدة ، حيث تخرج من كلية هندن للشرطة في عام 1960.
وبعد عودته من الدراسة في المملكة المتحدة ، التحق بوزارة الداخلية التي كانت حديثة النشأة حينذاك ، فتدرج في عدد من المناصب الادارية فيها ، واستمر فيها نحو 20 عاما عمل خلالها في قطاعات وإدارات مختلفة ، وواصل تدرجه في مناصب وزارة الداخلية حتى أصبح في عام 1967 رئيسا للمباحث العامة برتبة عقيد ، واستمر في ذلك المنصب حتى عام 1980 ، حيث عمل على تطوير أدائها وأجهزتها ، وتحولت في عهده إلى إدارة أمن الدولة ، وهكذا فقد قضى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح عقودا من حياته للعمل في الجهات الأمنية والعسكرية بالكويت ، الأمر الذي جعله أحد أهم رجال الأمن بالكويت ، ومنحه خبرات أمنية كبيرة سخرها في الحفاظ على مقدرات بلاده وصيانة أمنها واستقرارها ، وفي 13 أبريل عام 2004 عُين بموجب مرسوم أميري نائبا لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير ، حيث ساهم في تطوير الحرس الوطني وتعزيز دوره ومكانته ، واستمر في شغل ذلك المنصب حتى تزكيته وليا للعهد.
يد بيد لحماية الكويت
يحظى الحرس الوطني بمكانة مهمة ضمن مؤسسات الدولة في الكويت ، ويعد هيئة مستقلة عن الجيش والشرطة ، ويحرص الشيخ مشعل الاحمد دائما على تأكيد دور الحرس الوطني فى مساندة الجيش في الدفاع عن الوطن ضد كل من يعتدي على ترابه ، أو يحاول اختراق حدوده ومعاونة قوات الشرطة في الحفاظ على الامن والاستقرار ، وحماية الجبهة الداخلية ضد كل الأخطار التي تهدده وتأمين الأهداف و المنشآت الحيوية في الكويت والاستعداد الدائم لتلبية أية مهمة أخرى يكلف بها من قبل مجلس الدفاع الأعلى .
وساهم الشيخ مشعل في الإشراف على الوثيقة الاستراتيجية للحرس الوطني التي تهدف إلى حماية سيادة البلاد وشرعيتها ودستورها وشعبها وقيمها من خلال المشاركة في حفظ الامن والاستقرار ، فضلا عن اسناد الدعم لخطط وأهداف الدفاع والأمن الوطني ، وتنص رؤية تلك الاستراتيجية على السعي نحو تحقيق التميز في العمليات الأمنية والعسكرية والإدارة المؤسسية من خلال القيادة النوعية ، والكفاءة و اليقظة التامة لقوة عالية الاحتراف ، وتؤكد الوثيقة على ثلاث قيم أولها الانتماء والولاء والروح الوطنية ، والثانية هي التفوق العسكري في مجال الاختصاص و الجاهزية ، والثالثة هي العدالة.
وخلال جائحة الكورونا التي شهدتها العديد من دول العالم ، ومنها الكويت على مدار الشهور الماضية ، ظهر الدور القوي للحرس الوطني الكويتي في مساندة قوات الجيش والشرطة في حفظ الأمن ، وتطبيق حظر التجول والتغلب على الجوانب المختلفة من الأزمة .
مهارات متعددة
وإضافة إلى مناصبه الرسمية التي شغلها طوال العقود الستة الماضية ، تولى الشيخ مشعل الأحمد عددا من المناصب الفخرية التى تُظهر تنوع اهتماماته وخبراته ، منها تزكيته رئيسا فخريا لجمعية الطيارين الكويتية منذ عام 1973 ، كما كان أحد مؤسسي الجمعية الكويتية لهواة اللاسلكي والرئيس الفخري لها ، وفي عام 1977 عٌيّن من قبل أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رئيسا لديوانية شعراء النبط التي أنشئت بهدف المحافظة على تراث الأجداد من الشعر النبطي ، وإبقائه خالدا في نفوس الأجيال.
وأكد الشيخ مشعل في عدة مناسبات أهمية ديوانية شعراء النبط في الحفاظ على قيم وعادات وتقاليد وتراث وأخلاق الاباء والأجداد التي تضمنتها قصائد الشعر النبطي ، وضرورة تطوير ذلك كله وتعليمه للأجيال الحالية والقادمة وغرسه في نفوسهم .
اشادة دولية
ولطالما رافق الشيخ مشعل أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله في زياراته الرسمية والخاصة ، وكان معه طوال رحلة العلاج الأخيرة الى الولايات المتحدة التي بدأت في 22 يوليو عام 2020 ، واستمرت حتى وفاته في 29 سبتمبر من ذلك العام.
وفي الرابع من ديسمبر عام 2018 قلدت الحكومة الفرنسية الشيخ مشعل وسام قائد جوقة الشرف باعتباره أحد الرجال الذين بنوا الكويت ، وساعدوا على بناء الصداقة بين فرنسا والكويت على أسس متينة ، وقال الشيخ مشعل في حفل التكريم إن منحه ذلك الوسام هو "تكريم رفيع المستوى لكافة مؤسسات الكويت العسكرية واستكمال لمسيرة العالقات الثنائية المتينة بين البلدين ".
وجه عروبي
وخلال الاسابيع الماضية ، ادار نائب امير الكويت وولي العهد الشيخ مشعل الاحمد عددا من الملفات اثر تكليفه بعدد من صلاحيات امير البلاد ، فقد التقي بالسفير احمد ابو الغيط امين جامعة الدول العربية بصحبة وزراء خارجية الدول العربية المشاركين في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب المنعقد بدورته الـ 156 ، برئاسة الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح لبحث آخر التطورات على الساحة العربية ، منها الأزمات اللبنانية والسورية والليبية.
وشدد الشيخ مشعل في كلمة ألقاها أمام وزراء الخارجية العرب ، على ضرورة تحسين العلاقات بين دول الجوار ، وأكد ان العمل العربي المشترك ضرورة ملحة في ظل التحديات والظروف الدقيقة على الصعيدين الإقليمي والدولي ، و أن الكويت تدرك أهمية العمل العربي المشترك ، وضرورة وحدة الصف العربي ، لذا سعت في سياستها الخارجية جاهدة لتنقية الأجواء بين الأشقاء ، وتقريب وجهات النظر والتوسط لحل النزاعات.
وخاطب الشيخ مشعل الاحمد وزراء الخارجية قائلا : أن التحديات جسام وحسن التخطيط والتنسيق سبيلنا لمواجهتها ، وأنتم المعنيون بتنفيذ السياسات الخارجية لدولنا العربية ، وتقع على أعتاقكم مسؤولية تحقيق التقارب والتواصل وإنهاء أي تباعد أو قطيعة ، وتهيئة الأجواء لتحقيق ذلك ، والانطلاق برؤى مشتركة نحو مستقبل العمل العربي المشترك وآفاق تعزيزه ، وتطوير آلياته وإيجاد السبل لتعزيز فعالية جامعة الدول العربية ومؤسساتها ، بما يواكب التطورات السريعة التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية .
مواصلة الدور التاريخي للكويت
ويأتي ذلك تجسيدا لرؤية الشيخ مشعل الاحمد التي اشار اليها في كلمته امام مجلس الامة في اعقاب تزكيته بالإجماع وليا للعهد ، والتي شددت على استمرار الدور التاريخي للكويت كواحة للديمقراطية ، وداعية للسلام ، وملتقي لكل عمل يسعى للتضامن والتساند بين دول العالم اذ قال : نحن على یقین بأن الكویت بقیادة سمو الامير نواف الأحمد ستواصل مسیرتها الریادیة ,. دولة دستور ، ونهجا دیمقراطيا ، ومشاركة شعبیة ، ومصداقیة في الأفعال قبل الأقوال ، وداعیة إلى الخیر والسلام ، ومنبراً للخیر والعمل الإنساني .
وهكذا تمضي مسيرة البناء والنماء والأعمار التي يقودها أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ويعضده ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في اتخاذ القرارات التي تسهم في إعلاء رايتها ، وتحقيق نهضتها ، وتعزيز سيادتها وحريتها ، ودفع عجلة التنمية فيها ، جنبا الي جنب مع دورها كمنارة للتساند والتضامن والإخاء الاقليمي والدولي .