رغم العقوبات..أوروبا تتمسك بواردات الطاقة من روسيا
بينما سجل سعر الغاز، أمس الاثنين، ارتفاعا حادا في أوروبا بنسبة 79% للمرة الأولى، حيث بلغ 3900 دولار لكل ألف متر مكعب.. فإن التوجه الرسمي في أوروبا، محدد باستبعاد واردات الطاقة من روسيا (للغاز والنفط والفحم) من العقوبات التي فرضت على روسيا عقب اندلاع نيران الحرب الروسية الأوكرانية..وأكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، أن أوروبا «تعمدت» استثناء إمدادات الطاقة الروسية من العقوبات لأن ذلك «سينعكس بشدة على اقتصاد الدول الأوروبية».
ويستورد الاتحاد الأوروبي 40% من حاجاته من الغاز من روسيا.
المستشار الألماني، أولاف شولتس، كشف عن أسباب مهمة لاستبعاد إمدادات الطاقة الروسية من العقوبات التي فرضت على موسكو، واستثناء الغاز الروسي من قائمة العقوبات الغربية.. موضحا:
أن واردات الطاقة الروسية «أساسية لحياة الأوروبيين اليومية»، مشيرا إلى أنه لا يمكن ضمان إمدادات القارة من دونها في هذه المرحلة.
وقال: لا يمكن ضمان إمدادات الطاقة الأوروبية لإنتاج الحرارة والنقل والكهرباء والصناعة، بأي طريقة أخرى في الوقت الحالي.
وأن أوروبا «تعمدت» استثناء إمدادات الطاقة الروسيةمن العقوبات على موسكو حتى الآن، لأن مثل هذا الإجراء سيحدث بلبلة في الأسواق، وسينعكس بشدة على اقتصاد الدول الأوروبية.
وأضاف المستشار الألماني، إن ألمانيا من بلدان الاتحاد الأوروبي التي تعول بشدة على واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا، وأن الحكومة الألمانية «تعمل بلا هوادة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي وخارجه من أجل تطوير بدائل من الطاقة الروسية.. ولكنّ هذا لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها».
فرض العقوبات لن يكون مجديا
وبحسب تقرير وكالة الأنباء الألمانية، لا تؤيد بلدان عديدة فرض حظر بهدف حرمان موسكو من عائدات أساسية لها. وعارض عدد من الوزراء في الحكومة الألمانية حتى الآن اتخاذ تدابير ضد الغاز الروسي.
وترى وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن «الأمر لن يكون مجديا إن اكتشفنا بعد ثلاثة أسابيع أنه لم يعد لدينا كهرباء سوى ما يكفي لبضعة أيام في ألمانيا، ما سيحتم علينا العودة عن هذه العقوبات».
وفي المقابل.. يقول النائب الأوكراني، أوليكسي جونشارنكو، «نحتاج إلى عقوبات حقيقية.. نحن بحاجة إلى فرض حظر على الغاز والنفط الروسي لأن كل برميل نفط روسي وكل متر مكعب من الغاز الروسي مليء الآن بدماء الأوكرانيين».
إمدادات الغاز الروسي ما زالت مستقرة
ورغم مرور نحو أسبوعين على اشتعال المواجهة العسكرية داخل أوكرانيا، فإن إمدادات الغاز الطبيعي الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، ما زالت مستقرة، بحسب تقرير وكالة الأنباء الألمانية، حيث ذكرت شركة «غازبروم » الروسية الحكومية التي تحتكر تصدير الغاز الروسي، إن تدفقات الغاز عبر الأراضي الأوكرانية عند أعلى مستوياتها وتمضي بصورة طبيعية..ورغم ذلك يتأهب المتعاملون في سوق الغاز لمواجهة أي اضطرابات محتملة في الإمدادات.
واتجهت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في أوروبا إلى مستويات قياسية جديدة بعد إعلان الولايات المتحدة دراسة قرار فرض حظر على واردات النفط الروسي، وهي الخطوة التي تضيف المزيد من المخاوف بشأن إمدادات الطاقة في الأسواق.
كما تسببت المخاوف من فرض حظر غربي على النفط الروسي بارتفاع جديد في أسعار الخام .
خيارات أوروبا محدودة للغاية
ويؤكد تقرير مجلة «تايم» الأمريكية، أن خيارات أوروبا لتقليل احتياجها من الغاز الروسي محدودة للغاية على المدى القصير، فبينما قد تساعد شحنات الغاز الطبيعي المسال في الوقت الحالي، وقد تكافح أوروبا للحفاظ على هذه الواردات عند المستويات المرتفعة الحالية بمجرد أن يعود الطقس البارد وعودة الطلب إلى آسيا، كما أن مشاريع الطاقة المتجددة التي تريد أوروبا طرحها لتحل محل الغاز الطبيعي لن تكون جاهزة بين عشية وضحاها.
ويقول المحللون إن كل هذا يمكن أن يبدأ في التغيير في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، حيث أجبرت الأزمة الأوكرانية أوروبا على إعادة النظر في علاقاتها المستقبلية في مجال الطاقة مع روسيا.