الصين لن تتخلى عن دعم روسيا ولن تقبل الضغوط الخارجية
يشير خبراء في شئون العلاقات الدولية، إلى أن الصين لن تتخلى عن دعم روسيا، رغم حث الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، الصين على إدانة العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وأكدوا أن بكين لا تستطيع تحمّل خسارة موسكو، رغم مطالب الولايات المتحدة وأوروبا من الصين أن لا تعوق العقوبات المناهضة لروسيا، بل أن تنضم إليهم، وقد توعدت واشنطن الشركات الصينية بـ «عقوبات شديدة» إذا زودت روسيا بما يخالف القيود الغربية.
وفي المقابل، أكد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن الصين تقف على الجانب الصحيح من التاريخ بشأن الأزمة الأوكرانية كما سيثبت الوقت ذلك وإن موقفها يتماشى مع رغبات معظم الدول، وأن الصين لن تقبل أبدا أي إكراه أو ضغط خارجي وتعارض أي اتهامات لا أساس لها أو مريبة ضد الصين.
عقلية الحرب الباردة لدى الغرب
ورسميا.. انتقد نائب وزير الخارجية الصيني، له يوي تشنغ، العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، مؤكدا أن السبب الجذري للأزمة في أوكرانيا «يكمن في عقلية الحرب الباردة وسياسة القوة» لدى الغرب.
وحذر المسؤول الصيني، من أن الناتو في حال توسعه أكثر، فإنه سيقترب من ضواحي موسكو حيث يمكن لصاروخ أن يضرب الكرملين في غضون سبع أو ثماني دقائق، كما أن محاصرة دولة كبرى، لا سيما قوة نووية (روسيا) في زاوية، سيترتب عليه تداعيات مروعة للغاية، بحيث لا يمكن التفكير فيها.
الصين لن تخسر روسيا
وأوضح الباحث الأمريكي، زهيكون زو، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة بكنيل (الولايات المتحدة الأمريكية)، أنه من المستبعد أن تنضم الصين إلى الغرب في فرض عقوبات على روسيا، خاصة وأنه من بين القوى الكبرى، روسيا هي الدولة الوحيدة التي تحافظ على علاقات وثيقة وودية مع الصين، ولا يمكن للصين أن تخسرها في البيئة الدولية المعادية اليوم.
ستبقى العلاقات الصينية الروسية قوية في المستقبل القريب، على الرغم من الأزمة الأوكرانية.
وأضاف الباحث الأمريكي، لصحيفة «أوراسيا إكسبرت» الروسية، إن بعض المحللين يرون أن الدول الغربية تنقل المسؤولية إلى الصين، من خلال مطالبتها التوسط بين روسيا وأوكرانيا.. بينما تركز الصين على قضاياها الداخلية، خاصة قبل المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني في خريف العام 2022.
لذلك، من المستبعد أن تلعب الصين دورا رائدا في عملية الوساطة.
من المستبعد أن تستخدم الصين القوة ضد تايوان
وتابع « زهيكون زو»، إن تصريحات وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، بأن الصين ستدافع بقوة عن سيادتها الوطنية في مواجهة الضغوط الأمريكية المتزايدة، تؤكد على حقيقة أن القادة الصينيين حينما يتحدثون عن حماية سيادة الصين، فإنهم عادة ما يقصدون تايوان وبحر الصين الجنوبي.
ولا شك، وفق حسابات بكين، في أن الولايات المتحدة ستتدخل في الأزمة القادمة في مضيق تايوان. ومع ذلك، ما زالت سياسة بكين تقوم حتى الآن على إعادة التوحيد السلمي مع تايوان. فمن المستبعد جدا أن تستخدم الصين القوة ضد تايوان دون استفزاز.
توطيد أفق التعاون بين موسكو وبكين
وفي تقديره لرؤية الغرب تجاه روسيا والصين.. أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن أفق التعاون بين موسكو وبكين، سيتوطد، وفي ظروف تقويض الغرب بشكل صارخ جميع الأسس التي يعتمد عليها النظام العالمي، قائلا، «يتعين علينا كدولتين كبريين التفكير في كيفية مواصلة حياتنا في هذا العالم».. محذرا من أن الغرب في المرحلة الحالية يطرح أمام نفسه هدف القضاء على روسيا والانتقال إلى مواجهة الصين، مشيرا إلى أن الغرب يرى في بكين خطرا بسبب نموها الاقتصادي الذي بدأ بعد موافقة الصين على قواعد اللعبة الاقتصادية الدولية.
وخاطب لافروف الغرب بالقول: «إنها (الصين) في ملعبكم حاليا وتحقق فوزا عليكم وفقا لقواعدكم. هل يعني هذا لكم أن الوقت حان لتغيير قواعد اللعبة؟ يبدو أن الأمر كذلك».