الحكومة الإسرائيلية تستبيح الدماء الفلسطينية بغرض إرضاء المستوطنين
تنتهج حكومة الاحتلال الإسرائيلي سياسة التصعيد ضد الشعب الفلسطيني بشكل ممنهج، وذلك من أجل إرضاء المستوطنين المتطرفين، سواء من خلال السماح لهم باقتحام المسجد الأقصى المبارك، أو استباحة الدم الفلسطيني وزيادة عمليات الاقتحام و الاعتقال بين صفوف المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية و القدس المحتلة.
وبلغت الاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية ذروتها ضد المدنيين الفلسطينيين من خلال الاستمرار باقتحام المسجد الأقصى وباحاته ، واستخدام القوة العسكرية ضد المصلين والمعتكفين في الحرم الشريف، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وفي استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين في شهر رمضان الكريم.
وأمام هذه الانتهاكات رأي محللون سياسيون و حقوقيون فلسطينيون خلال حديثهم لقناة ”الغد” أنه يجب بذل كافة الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين في كافة مناطق الأرض الفلسطينية المحتلة ووقف تصعيدها العسكري.
أوضاع متفجرة
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر أيمن شاهين، إن هذا التصعيد والإرهاب الدولي الذي تمارسه إسرائيل لن يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، ونحن نشهد منذ أيام وأسابيع حالة تصعيد خطيرة في الضفة الغربية والقدس، مشيرا إلى أن التصعيد الإسرائيلي أدى لاستشهاد عدد كبير من الفلسطينيين والوضع متفجر في الضفة الغربية.
وأوضح شاهين خلال حديثه لقناة ”الغد”، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تحاول أن تفرض على الفلسطينيين نموذجا ونمطا للحياة أو ما يطلق عليه السلام الاقتصادي، وواضح جدا أن الشعب الفلسطيني يرفض خطة السلام الاقتصادي وما تريده إسرائيل للفلسطينيين أن يعيشوه من خلال مصادرة أرضهم يوما بعد يوم، والتضييق على حياتهم بشكل مستمر”.
إرهاب إسرائيلي
وحول موقف الفصائل الفلسطينية والرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، إن المقاومة الفلسطينية حتى الآن صابرة و تتعامل بحكمة مع ما يجري، وتتعامل مع الوسطاء و خاصة الوسيط المصري، كما جرى قبل عام في سيف القدس.
وأضاف: “لم تبدأ الفصائل المعركة مع الاحتلال ولم ترد مع بداية التنكيل والاعتداءات الإسرائيلية، ولكن عندما توفرت الحاضنة والضغط الشعبي المؤيد لها، ذهبت إلى المواجهة مع الاحتلال”.
وأضاف عبدو خلال حديثه لقناة ”الغد”، “من المتوقع أن تصبر المقاومة ولا تبدأ من الآن، نحن في منتصف شهر رمضان ومازال الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يعتدي ويمارس عدوان أوسع على القدس، لذلك الجميع عليه أن يتوجه للاحتلال وأن يوقف التصعيد ومن يصعد هو الاحتلال المستوطنين و ليس الفلسطينيين”.
وقال رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي: “ما يحدث في الأقصى ممارسة لأعلى درجات الإرهاب والتنكيل ضد الفلسطينيين، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، ما كانت لتتسارع لولا الصمت الدولي والانحياز الأمريكي”.
وأكد عبد العاطي خلال حديثه لقناة ”الغد”، أن المطلوب اتخاذ إجراءات عملية من شأنها ضمان المساهمة في وقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة بما يشمل السماح وتشجيع المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في مدينة القدس، والعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة.
جمعة حزينة
وعاش الشعب الفلسطيني أمس “جمعة حزينة” وذلك بعد أن اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال باحات المسجد الأقصى المبارك، وأطلقت وابلا من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية المغلفة بالمطاط تجاه المصلين، ما أدى إلى وقوع إصابات، وبينهم حالات خطيرة.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه الطبية تعاملت مع نحو 344 إصابة في الضفة الغربية و القدس المحتلة، و قال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، محمد فتياني، في تصريحات لـ ”الغد” أنه تم فتح مستشفى ميداني لتخفيف الضغط عن غرف الطوارئ بالمستشفيات” بعد تصاعد المواجهات في محيط المسجد الأقصى.