ننشر القصة كاملة للمرأة المجهولة حديث مواقع التواصل الإجتماعي فى سوريا
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي فى سوريا بحالة من الغضب بعدما نشرت منصة الصحة الحكومية، منشوراً لسيدة تبدي استعدادها لـ تأجير رحمها ، وقد بررت السيدة وفقاً للمنصة أنها قدّمت مثل هذا العرض بسبب وضعها المادي المزري وعدم تمكنها من إعالة أطفالها بعد وفاة زوجها.
وجاء في المنشور (الترويجي) الذي نشرته المنصة عبر صفحتها الرسمية وبررت لصاحبته ما ستقوم به مسبقاً، أن السيدة التي أبدت استعدادها لتأجير رحمها هي أم لأربعة أطفال وتوفي زوجها أثناء رحلة اللجوء وتعاني من ظروف صعبة وقد سمعت بما يسمى تأجير الرحم فقررت ترك رقمها لدى (المنصة) من أجل التواصل معها في حال جاءت سيدة مقتدرة لا تلد أطفالاً وتريد إجراء هذا النوع من العمليات".
ورغم تعاطف البعض مع السيدة ووضعها المزري دون التطرق للمسبب الأساسي الذي دفعها لما ستقدم عليه انتقد الكثير من المعلقين على المنشور فكرة السيدة معتبرين إياها سترتكب (عين الحرام)، ومعتبرين أن الصفحات الحكومية الرسمية بطرحها هكذا مسألة على العلن، (مروّج) للفكرة ومساعد على انتشارها بما في ذلك وزارة الصحة نفسها رغم أن القانون في سوريا، يعتبر العمليات الطبية من هذا النوع جريمة ويُعاقب المتورطين فيها (المستأجرة والمؤجّرة والطبيب الذي سيجري العملية).
كما اعتبر البعض، أن هذه السيدة اختارت أسهل الأمور للحصول على المال، رغم توفر العديد من المهن المناسبة لها ومن المنزل أو في منشآت تضمن لها نوعاً ما العيش الكريم، فيما دعت أخرى السيدة للعمل في (المونة) بدلاً من التوجه لهكذا فكرة.
ومن المعروف أن غالبية المجالس الإسلامية في الدول العربية والإسلامية حرّمت هذه العمليات تحريماً قاطعاً لما فيه من (خلط للأنساب)، مشيرين أن الطفل المولود من رحم (مؤجّر) لا يثبت نسبه، ولا يترتب عليه حق، فالابن لأمه صاحبة الرحم ومن حقها الاحتفاظ به ومخالفة العقد أو الاتفاق غير القانوني مع الأم الأخرى، وعادة ما يتم الخلط بين تأجير الرحم والإرضاع، موضحين أن الجنين يتغذى من دم أمه صاحبة الرحم حتى ينتهي تكوينه وولادته وبالتالي فهو أصبح لحما ودماً ينتمي للأم صاحبة الرحم وعليه فإنها تكون والدته الحقيقية وهنا يختلف الوضع عن المرضعة.
ونقلت وسائل إعلام سورية عن أحد أطباء النساء والأطفال قوله : "إنه وبعيداً عن إجماع غالبية العلماء المسلمين على تحريم هذه الظاهرة وتجريمها، فإن هناك العديد من المخاطر التي تنضوي عليها مثل هذه العمليات، فغالبية الأطفال الذين يولدون من رحم غير رحم أمهم يكونون ضعاف البنية والقوام وأجسامهم غير مقاومة إطلاقاً للأمراض، كما أنه في بعض الحالات كان هناك تشوّهات (خلقية) في الأطفال المولودين من مثل هكذا عمليات، فضلاً عن المخاطر الأخرى التي تصيب المرأة (المستضيفة) كالتسمم بسبب عدم تطابق الهرمونات.