مصراوي 24
بوتين يلتقي مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني في روسيا |ماذا حدث؟ رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن مدبولي يوجه بعقد اجتماع مع مسئولي قطاع السيارات وممثليه لمناقشة المعايير التي يمكن وضعها لتحقيق مستهدفات الدولة رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً لبحث المعايير والضوابط النوعية لتنظيم سوق السيارات في مصر باسل رحمي: 75 مليون جنيه للمشروعات الصغيرة بنظام التأجير التمويلي بجميع محافظات الجمهورية البترول: «بيكر هيوز» العالمية تتجه لضخ استثمارات جديدة في مصر الصحة العالمية: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حققت هدفها تراجع مؤشرات البورصة بختام تعاملات الخميس رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن الامام الاكبر يهنئ الرئيس السيسى والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوى الشريف وزير البترول يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنفيذى لشركة بيكر هيوز العالمية والوفد المرافق له وزير الصحة يستقبل رئيس اتحاد المستشفيات العربية لمناقشة سبل التعاون المشترك لدعم القطاع الصحي
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 23 نوفمبر 2024 06:25 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ

أحمد الخميسي يكتب: أشـواق شـاقــة

وحين تسألينني بخفوت:" من أنتَ؟". أقول لك بملء القلب:" أنتِ"، وتديرين وجهك بحيرة وألم إلى ناحية أخرى، أقول لك:" أنت"، وتجرح قلبي بحة صوتي إلى لا أحد، وأراك شجرة فتية واحدة في الكون، وأجلس مستندا إلى جذعكِ بظهري وحياتي وقلبي. أتطلع إلى أعلى حيث فاكهتك، حيث عينيك الجميلتين، أحدق بهما، لعلني أراني وأنا أراك. وأنا جالس في ظلك، يغمرني زمانكِ، الفجر منكِ، والمساء منكِ، فيغمرني مكانكِ، البيوت أنتِ، والغابات أنتِ، وإذا طالت جلستي وأمطرت السماء على كتفي أعرف أن المطر أنت. تتقطر الأزمنة والأمكنة من شعرك المرسل، وتنزلق تغمرني. المجرات التي تدور، الجبال العالية والسفوح.

يا قلبي الذي هناك وقلبك الذي هنا، ألـيس الحب أن تكون بـيننا مئات الأميال وتتنفـسين هـناك فـتنفتح رئتاي هـنا؟ تـتجولين في المدن البعيدة فتكل قدماي هنا؟ تغمضين عينيك فيسرقني النعاس؟ أليس الحب ألا يبقى مني شيء ليس أنتِ؟. أستند بعمري إليك؟ أطوق عودك الأخضر. أحدق بعينيك المشعتين الشاردتين لعلني أتذكر من أنا؟ أومن كنت قبل أن ألقاك؟ لكنك تنظرين إلى شيء بعيد، وتجرح قلبي بحة صوتي إلى لا أحد.

أراك تهبطين من بيتك فتخرج الشمس تنير الطريق لأجلك وحدك، تتلفتين حولك، تعبرين، تتوقفين عند بابي. تساوين شعرك. تنصتين إلى دقات قلبي العالية وراء الباب. أفتحه بيد مرتجفة، وأقف مأخوذا بجمالك الذي يتجدد كل لحظة. أضغط يديك بين يدي. كل شيء معد لكي تكوني معي، الأقداح وقطع الخبز الصغيرة، والكلمات التي سنتبادلها بارتباك ثم بحيوية، كل شيء حتى الصمت المشبع بعشقي ونظرتي المتيمة، الصمت القلق من نظرتك المشعة الحائرة مثل غزالة مطاردة. يدور قلبي في جمالك، وأعلم أنني سأحبك بكل قوة حضوري في الدنيا وأنا حي، وكل قوة غيابي حينما أغيب، أعلم ذلك، وتجرح قلبي بحة صوتي إلى لا أحد.

أدرت ظهرك، ورحنا نفترق، ببطء، وصعوبة، كما تفارق الوردة غضنها فيبقى فيها دمه ويبقى فيه عطرها. ألتقط شظايا القلب المكسور من الأرض، أقول لنفسي كل كسرة منها قلب صغير قادر على أن ينهض ويحب، أضعها على كفي وأنفخ فيها، فلا أرى سواك في أفق يرتجف من النور والحنان. ويغمرني الحزن، وأنت تذبحين ما بيننا بعذوبة العشق نفسها، بالرقة نفسها، وفي صمت. لا أحزن على على كل ما قلته لك، لكن على ما لن أقوله، وعلى بحة صوتي تجرح في الفضاء قلبي .. إلى لا أحد.

كنت من قبل أعرف المعادن التي خلق منها الحب. العشق من ياقوت القلب. الشوق من فضة الخيال. القبلة من ذهب مشتعل. قلق الانتظار من النحاس. ولم أكن أدري مما خلق الصمت بين المحبين؟ حتى هبط الصقيع وتجمدت الأغاني في حلوق الطير فعرفت أن الصمت خلق من الحديد. كم خمشته يداي ونزفت فوقه وبقى موحشا ثقيلا، يفوح الزهر من تحته بآخر وأجمل أنفاسه خافتة تحوم حتى يشبع الهواء منها، وأنا أواصل سيري أبحث عنك حتى تجرح قلبي بحة صوتي في الفضاء.. ياقلبي الذي هناك وقلبك الذي هنا.. إلى متى تبقى عيناك حلالا على خيالي، حراما على حياتي؟