حزب العمال الكردستاني ينفي الضلوع في هجوم إسطنبول
نفى حزب العمال الكردستاني ضلوعه في هجوم، أمس الأحد، في إسطنبول قائلا إنه لا يستهدف المدنيين، وذلك في بيان نُشر على موقعه على الإنترنت، اليوم الإثنين.
وقال حزب العمال الكردستاني “ليس واردا بالنسبة لنا استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال”، رافضا مزاعم تركيا بأنه ووحدات حماية الشعب الكردية السورية مسؤولان عن الانفجار الذي أودى بحياة ستة أشخاص.
وجهت الحكومة التركية أصابع الاتهام للمسلحين الأكراد في انفجار أدى إلى مقتل ستة أشخاص في شارع تسوق رئيسي في إسطنبول واعتقلت الشرطة امرأة سورية يشتبه في أنها زرعت القنبلة ضمن حملة شملت اعتقال 47.
وقالت شرطة إسطنبول إن المفجرة المشتبه بها تدعى أحلام البشير، وإنها مواطنة سورية اعتقلت خلال مداهمة ليلية في منطقة كوتشوك شكمجة بالمدينة.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو إن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية مسؤولان عن التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال يوم الأحد، في حادث مشابه لهجمات مماثلة وقعت في السنوات الماضية
وأضاف صويلو أن الأمر بالهجوم صدر في مدينة كوباني بشمال سوريا حيث قامت القوات التركية بعمليات ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية في السنوات الأخيرة.
وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب الكردية هي جناح لحزب العمال الكردستاني. وأيدت واشنطن الوحدات في الصراع بسوريا، مما أذكى التوتر بين الدولتين العضوين في حلف الأطلسي.
وأظهرت لقطات بثتها قناة (تي.آر.تي) الرسمية البشير، بشعر مجعد وترتدي سترة أرجوانية عليها كلمة “نيويورك”، وهي مقيدة اليدين.
وبحسب شرطة إسطنبول، قالت البشير خلال استجوابها إنها تلقت تدريبات من قبل مسلحين أكراد ودخلت تركيا عبر عفرين، وهي مدينة أخرى في شمال سوريا.
وأظهرت تقارير إخبارية تلفزيونية صورا لامرأة فيما يبدو تترك صندوقا أسفل حوض زهور مرتفع في وسط الشارع قبل الانفجار مباشرة.
وقال مسؤول تركي إن احتمال أن تكون داعش مسؤولة عن الهجوم “لم يتم استبعاده تماما”.
أسفر الهجوم عن مقتل ستة أتراك، كل اثنين منهم ينتميان لعائلة واحدة. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الحادث.
وقال وزير الصحة فخر الدين قوجة إن من بين خمسة مصابين يجري علاجهم في الرعاية المركزة هناك اثنان في حالة حرجة. وهؤلاء الجرحى من بين 26 مصابا مازالوا في المستشفى، فيما غادر آخرون.
وأثار الهجوم مخاوف من أن تُستهدف تركيا بمزيد من التفجيرات والهجمات قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في يونيو 2023، والتي تظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس رجب طيب أردوغان قد يخسرها بعد عقدين في السلطة.
واستهدف مسلحون أكراد وإسلاميون ويساريون إسطنبول بهجمات في السابق. وبدأت موجة من التفجيرات والهجمات الأخرى في جميع أنحاء البلاد عندما انهار وقف لإطلاق النار بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني في منتصف عام 2015، قبل الانتخابات في نوفمبر تشرين الثاني من نفس العام.
عبرت دول عديدة عن إدانتها للهجوم وقدمت تعازيها في الضحايا. وشبه صويلو التعازي الأمريكية “بالقاتل الذي يكون بين أوائل الواصلين إلى مسرح الجريمة”.
ونفذت تركيا ثلاث عمليات اجتياح استهدفت وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، وقال الرئيس التركي هذا العام إن هناك عملية أخرى وشيكة.
ويقود حزب العمال الكردستاني تمردا على الدولة التركية منذ 1984 وسقط أكثر من 40 ألف قتيل في الاشتباكات. وتعتبر كل من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.