«التجارة الأمريكية»: 6% تباطؤ في معدلات التضخم خلال أكتوبر الماضي
تباطأت معدلات تضخم أسعار الاستهلاك في الولايات المتحدة خلال أكتوبر إلى 6%، مقابل 6,3% في سبتمبر، بحسب مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المعتمد من الاحتياطي الفدرالي الأمريكي.
ووفقًا لبيان وزارة التجارة الأمريكية، فإن معدلات التضخم شهدت استقرارًا بنسبة 0,3% بوتيرة شهرية، وهو ما فاجأ المحللين الذين كانوا يتوقعون تسارعا طفيفا بنسبة 0,4%.
ويعتبر التضخم - الذي يسجل منذ عام مستويات مرتفعة جدا غير مسبوقة منذ مطلع الثمانينات- أولوية الاحتياطي الفدرالي الذي عمد إلى زيادة معدلات فائدته الأساسية سعيا لإبطاء الاستهلاك وبالتالي الاقتصاد، ما سيسمح بتخفيف الضغط على الأسعار.
ويعتبر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المؤشر الرئيسي الذي يعتمده الاحتياطي الفدرالي لقياس التضخم، وهو يسعى لخفضه إلى 2%، ما يعتبر مستوى سليما للاقتصاد.
وعكس مؤشر أسعار المستهلك المعتمد خصوصا لمواءمة معاشات التقاعد مع الأسعار، والذي صدرت أرقامه قبل أسبوعين، تباطؤا في التضخم إلى 7,7% بمعدل سنوي، مقابل 8,2% في سبتمبر، متراجعا إلى أدنى مستوياته منذ يناير 2022.
من جهة أخرى، ازدادت دخول الأسر في أكتوبر بنسبة 0,7%، مقارنًة بالشهر السابق بحسب الحكومة، في زيادة تفوق التوقعات وأعلى من سبتمبر (0,4%)، ونتجت هذه الزيادة من رفع الأجور فضلا عن المساعدات الاجتماعية ومساعدات الولايات.
وتسارعت نفقات الأمريكيين مسجلة زيادة بنسبة 0,8% طبقا لتوقعات المحللين، بالمقارنة مع +0,6% في سبتمبر.
وأنفق الأمريكيون على شراء البنزين والسيارات وكذلك على الطعام والمساكن.
وأوضحت روبيلا فاروقي، رئيسة قسم الاقتصاد في معهد "إتش إف إي"، أن النفقات الاستهلاكية تبقى صامدة بوجه تضخم في أعلى مستوياته منذ أربعين عاما وزيادة في كلفة الاقتراض.
وتابعت أن هذه النفقات الاستهلاكية على المنتجات والخدمات يفترض أن تدعم النمو الأمريكي الذي انتعش في الفصل الثاني بعدما سجل انكماشا في النصف الأول من السنة.
وما يدعم الاستهلاك موسم الاعياد الذي انطلق بقوة مع يومي التنزيلات السنوية الجمعة والإثنين.
ومن المتوقع أن تزداد المبيعات لمجمل الموسم بما بين 6 و8% بالمقارنة مع العام الماضي وصولا إلى 960,44 مليار دولار، بحسب توقعات الاتحاد الوطني للتوزيع.
غير أن مخاطر الانكماش لا تزال مخيمة على الاقتصاد الأمريكي.
لكن رئيس الاحتياطي الفدرالي الذي يتصدى للتضخم المرتفع بزيادة كلفة الاقتراض مجازفا بإبطاء الاقتصاد والتسبب بانكماش، أعرب عن تفاؤله الأربعاء.
ورأى جيروم باول أنه من المحتمل جدا أن يتوصل الاقتصاد الأمريكي إلى "هبوط ناعم" يعيد التضخم إلى الهامش المقبول بدون أن يثير انكماشا.