مصراوي 24
بوتين يلتقي مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني في روسيا |ماذا حدث؟ رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن مدبولي يوجه بعقد اجتماع مع مسئولي قطاع السيارات وممثليه لمناقشة المعايير التي يمكن وضعها لتحقيق مستهدفات الدولة رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً لبحث المعايير والضوابط النوعية لتنظيم سوق السيارات في مصر باسل رحمي: 75 مليون جنيه للمشروعات الصغيرة بنظام التأجير التمويلي بجميع محافظات الجمهورية البترول: «بيكر هيوز» العالمية تتجه لضخ استثمارات جديدة في مصر الصحة العالمية: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حققت هدفها تراجع مؤشرات البورصة بختام تعاملات الخميس رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن الامام الاكبر يهنئ الرئيس السيسى والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوى الشريف وزير البترول يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنفيذى لشركة بيكر هيوز العالمية والوفد المرافق له وزير الصحة يستقبل رئيس اتحاد المستشفيات العربية لمناقشة سبل التعاون المشترك لدعم القطاع الصحي
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 23 نوفمبر 2024 06:16 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ

أحمد الخميسي يكتب: مغالطات الترجمة إلى العامية

أصدرت إحدى دور نشر منذ أيام ترجمةرواية إرنست همنجواى" العجوز والبحر" التي نشرها الكاتب منذ سبعين عاما وترجمت إلى العربية من قبل عشرات المرات. الجديد أن الترجمة هذه المرة بالعامية، تحديدا العامية القاهرية. ويأتي ذلك العمل في سياق محاولة ترجمة الأدب وأحيانا تأليفه بالعامية, من ذلك رواية ألبير كامو " الغريب" المترجمة إلى العامية، ومن قبل مسرحية شكسبير" عطيل" 1989، ومسرحيته "حلم ليلة صيف" 2016، بل ورسالة الغفران لأبي العلاء المعري 2016، كما صدرت بالعامية رواية مصطفى مشرفة " قنطرة الذي كفر" مطلع الستينيات، وكتاب لويس عوض" مذكرات طالب بعثة" 1965، بل وحصلت رواية بالعامية اسمها " المولودة" على جائزة أدبية. السؤال هنا: ما الهدف من اللجوء إلى العامية؟ بعبارة أدق كيف يبررون هذا ؟ يدعي البعض أنه يتوخى مخاطبة شريحة عريضة ممن لا يقرأون اللغة الفصيحة. هكذا بقدرة قادر يتضح أن لدينا قراء يسألون في المكتبات كتابا بالعامية لأنهم يحسنون فقط القراءة بالعامية! هذا مضحك وغير صحيح، لأن من يقرأ الحروف العربية( وهي حروف العامية) سيقرأ اللغة الفصيحة التي يسرتها وسائل الاعلام. إذن أيكون الدافع شيئا آخر مثل الادعاء بأن " العامية " لغتنا القومية؟ ينبغي أن نتمسك بها؟. هنا نسأل: أي عامية تقصد؟ العامية القاهرية، أم الصعيدية، أوالسواحلية، أوعامية بدو سيناء، أم عامية أهل النوبة، أي عامية من أولئك تقصد أنها لغتنا القومية؟! الحقيقة أن العامية كانت ومازالت لهجة، واللهجة ظاهرة ملازمة لكل لغات العالم، لأن اللهجة، أو الكلام اليومي، مختبر اللغة الفصيحة، مختبر تنبذ فيه الكلمات الصعبة، وتدخل فيه كلمات جديدة، ينحي أشكال التعبير القديمة، ويبدع جديدة، إلى آخره، وبعد أن تقوم العامية بذلك الفرز والتصحيح، تستوعب الفصيحة كل هذا وتواصل به البقاء، وتظل لغة قومية، فالعامية على حد قول فؤاد حداد " بنت الفصحى"، تأخذ منها وتعطيها. ومن المفهوم بالطبع أن تتجه فنون مثل السينما والاذاعة وشعر العامية والمسرح إلى العامية، لأن تلك الفنون تخاطب قطاعا واسعا قد لا يحسن القراءة فيه عدد ضخم ، لكن من السخف أن تتجه العامية إلى الكتاب المطبوع تأليفا وترجمة بينما لا يسأل عن الكتب سوى قاريء! اللغة كل لغة لا تقوم إلا على معجم كلمات ومنظومة قواعد، وليس للعامية معجم كلمات بعيدا عن اللغة الفصيحة، وتسعون بالمئة من العامية كلمات فصيحة لا يتسع المجال هنا لضرب الأمثلة. أيضا ليس للعامية منظومة قواعد رغم كل محاولات المستشرقين لوضع قواعد لها، لأنها ببساطة لهجة وليست لغة، ولو كانت لغة لكان علينا القول بان لدينا في مصر ست لغات على الأقل. لكن الأهداف من وراء كل تلك المحاولات الحثيثة لتضخيم العامية هي أولا: ضرب اللغة الفصيحة الميسرة التي تجمع كل فئات وطبقات الوطن، مما يعني مباشرة تفتيت الوطن ذاته بهدم أقوى مرتكزاته أي وسيلة التفاهم بين الجميع. ثانيا : ضرب فكرة الثقافة العربية التي تقوم على اللغة المشتركة، وعلى أنني أقرأ هنا بدر شاكر السياب وأفهمه، وهم يقرأون في سوريا نجيب محفوظ ويفهمونه، وفي المغرب يفهمون أعمال بهاء طاهر، إلى آخره. وقد يتصور البعض أنه بتلك المحاولات واعتماد اللهجة يحل مشكلات اللغة الفصيحة( ولها مشاكلها الكثيرة) ، لكن الحل يكمن في تطوير الفصحى وتقريبها للناس. أخيرا لقد كان تفتيت اللغة التي توحد الأمة ومازال هدفا للمستشرقين أنصار الاستعمار الانجليزي، وفي ذلك السياق وضع ويلهلم سبيتا كتابه" لهجات المصريين العامية"عام 1880، وتبعه وليم ويلكوكس أحد رجال الاستعمار البريطاني وكان مهندسا للري في مصر حين ترجم مقطوعات لشكسبير بالعامية في 1892، ومازال البعض يخوضون في ذلك عن وعي، والبعض الآخر عن جهل وخلط بين اللغات واللهجات.