ختام فعاليات الأسبوع الدعوي بمسجد السلام بالوراق بالجيزة
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف اختتمت فعاليات الأسبوع الدعوي بمسجد السلام بالوراق بالجيزة اليوم الأربعاء 25/ 1/ 2023م بعنوان: "الوفاء بالعهد"، حاضر فيه الأستاذ الدكتور/ غانم السعيد عميد كلية اللغة العربية سابقًا، والشيخ/ محمود محمد حسن إمام وخطيب المسجد، وقدم له الأستاذ/ محمد جمعة المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ ماهر الفرماوي قارئًا، والمبتهل الشيخ/ أحمد راشد مبتهلا، وبحضور الشيخ/ عبد الخالق عطيفي وكيل مديرية أوقاف الجيزة، والشيخ/ محمد حسين قاسم مدير شئون الإدارات بمديرية أوقاف الجيزة، والدكتور/ أحمد أبو طالب مسئول الإرشاد الديني بالمديرية، والشيخ/ خلف عبد القادر مدير إدارة الوراق، ومجموعة من أئمة الإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد الدكتور/ غانم السعيد أن الوفاء بالعهد خلق ضمن منظومة أخلاقية إسلامية كبيرة وهي أساس التعامل مع الآخرين، هذه المنظومة الأخلاقية بقدر ما يلتزم بها المسلم بقدر ما تتألق شخصيته، وهو من الأخلاق التي تحدد شخصية المسلم، وعندما التزم المسلون بهذه المنظومة سادوا الدنيا في مدة وجيزة، وهو من أعظم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، وأمر بها، حيث يقول سبحانه: "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا"، ويقول سبحانه: "وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ"، موضحًا أن الوفاء بالعهد من شيم الأوفياء، ومن خصال الأصفياء، يُحمد عليه صاحبه، ويُذم كل من تخلى عنه بالفطرة البشرية، والمسلم أولى الناس بالوفاء؛ لأن ديننا يأمرنا بالوفاء بالعهد.
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمود محمد حسن أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان أحرص النَّاس على أداء الأمانات والودائع للنَّاس حتى في أصعب وأحلك الأوقات، وقد كان كفار قريش يودعون نفائس أموالهم عنده، لما يتوسَّمون فيه مِن هذه الصِّفة، وعندما خرج (صلى الله عليه وسلم) مهاجرًا مِن مكَّة إلى المدينة، قال (صلى الله عليه وسلم) لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنه): "نَمْ على فراشي، واتَّشح ببردي الأخضر، فنم فيه، فإنَّه لا يخلص إليك شيء تكرهه، وأمره أن يؤدِّي ما عنده مِن وديعة وأمانة"، وقد حذرنا (صلى الله عليه وسلم) من الغدر فقال: "إنَّ الغادِرَ يَنْصِبُ اللَّهُ له لِواءً يَومَ القِيامَةِ، فيُقالُ: ألا هذِه غَدْرَةُ فُلانٍ".
كما أكد أن الإنسان بحسن خلقه يبلغ أعلى الدرجات يوم القيامة، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): " إنَّ اللهَ ليُبَلِّغُ العبدَ بحسنِ خلقِهِ دَرَجَةَ الصَّوْمِ والصَّلاةِ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقربَكم منِّي في الآخرةِ محاسنُكم أخلاقًا"، وأن الإنسان وإن لم يكن كثير النوافل فإنه بحسن خلقه يُحصِل الجنة، فقد جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن كَثرةِ صَلاتِها وصَدقَتِها وصيامِها، غيرَ أنَّها تُؤذي جيرانَها بِلِسانِها؟ قال: "هيَ في النَّارِ"، قال: يا رَسولَ اللهِ، فإنَّ فُلانةَ يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صيامِها وصَدقَتِها وصَلاتِها، وإنَّها تَتَصدَّقُ بالأَثوارِ مِن الأَقِطِ، وَلا تُؤذي جيرانَها بِلسانِها؟ قال: "هيَ في الجنَّةِ"، فعلينا أن نتأسى بسنة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) في أخلاقه، فقد كان (صلى الله عليه وسلم) المثل الأعلى في مكارم الأخلاق ومنها هذه الصفة الكريمة ألا وهي الوفاء بالعهد، فقد كان يفي بعهده ولم يعرف عنه في حياته أنه نقض عهدًا قطعه على نفسه قط، حتى مع المخالفين.