خبراء: زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية تزيح الكثير من الظنون حول العلاقات بين البلدين
- دكتور خالد عكاشة: المشهد الإقليمي والدولي يجعل من الضروري أن تتحاور القاهرة والرياض بشأن تفاصيله
- اللواء محمد إبراهيم الدويري: التواصل بين مصر والسعودية ضرورة لا غنى عنها لمجابهة التحديات التي تواجهها المنطقة
- دكتور عبد المنعم سعيد: الزيارة تزيح الكثير من الظنون حول العلاقات المصرية السعودية
- دكتور محمد مجاهد الزيات: الزيارة تمثل نقطة انطلاق أخرى لدعم وتطوير الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الدولتين
أكد خبراء المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية ولقاءه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة مهمة، وتأتي قبيل عقد القمة العربية المقررة في 19 مايو المقبل في الرياض، والتي سوف تركز على مبدأ عودة التضامن العربي الذي واجه العديد من المشكلات خلال المرحلة الماضية، وما يتطلبه ذلك من عمل عربي جاد ومكثف من أجل أن تطوى هذه الصفحة إلى غير رجعة.
وأوضح الخبراء- في تصريحات حول زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية، والتي استقبله خلالها الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة، في مدينة جدة- أن توقيت الزيارة يكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى أن هناك ملفات تحتاج الى تشاور عربي كبير؛ فالقمة العربية المقبلة التي ستعقد في السعودية يتعين التشاور بين القطبين العربيين بخصوص القضايا التي ستطرح فيها، وكذلك التطورات الإقليمية والحراك الإقليمي للقوى غير العربية (إيران وتركيا وإسرائيل) التي تتحرك لاكتساب مجالات نفوذ في المنطقة على حساب مصالح القوى العربية، ومن بينها مصر والسعودية.
وقال الخبراء إن التواصل والتنسيق بين مصر والسعودية يحظى دومًا بطابع خاص؛ نظرا إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين على كافة المستويات، من منطلق تعزيز "التضامن العربي"، والحرص الدائم من جانب البلدين على تعظيم العمل العربي المشترك؛ من أجل تحقيق حالة من التوافق والعلاقات الطبيعية بين كافة الدول العربية، وتشكيل "منظومة أمان" تحمي الداخل العربي من أية تداعيات سلبية للتقلبات والتحولات الجارية حاليًا في موازين القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية على المستوى الدولي.
وشدد الخبراء على أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى درجة كبيرة من التنسيق بين دول الإصلاح العربي الأساسية؛ لتحديد رؤيتها فيما يتعلق بتحقيق استقرار إقليمي ينبع من المنطقة، لافتين إلى أن هناك متغيرات كبيرة تجري في المنطقة؛ فهناك حضور روسي وأمريكي وصيني كبير، وتحركات كبيرة في دول الجوار الإقليمي وهي أمور تحتاج إلى البحث والتنسيق والتدعيم؛ نظرًا إلى أن التحركات المقبلة من قبل الطرفين سوف تكون بالغة الأهمية.
الدكتور خالد عكاشة
من جانبه.. أكد المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية الدكتور خالد عكاشة أن التواصل والتنسيق بين مصر والسعودية يحظى دومًا بطابع خاص؛ نظرا إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين على كافة المستويات، من منطلق تعزيز "التضامن العربي"، والحرص الدائم من جانب البلدين على تعظيم العمل العربي المشترك؛ من أجل تحقيق حالة من التوافق والعلاقات الطبيعية بين كافة الدول العربية، وتشكيل "منظومة أمان" تحمي الداخل العربي من أية تداعيات سلبية للتقلبات والتحولات الجارية حاليًا في موازين القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية على المستوى الدولي.
وقال اللواء خالد عكاشة إن اللحظة الراهنة تحمل على المستوى الإقليمي والدولي مجموعة من التحديات والتفاعلات والتحولات المتعلقة بمجموعة من الملفات الساخنة، بدءًا من الأزمة الأوكرانية وتداعياتها متعددة الأبعاد، مرورًا بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتفاعلات الجارية في عدة أقطار عربية مثل العراق والسودان وليبيا ولبنان واليمن، وصولًا إلى ملف الساعة في منطقة الشرق الأوسط- من المنظور العربي الحالي- وهو عودة دمشق إلى المنظومة السياسية والاقتصادية العربية، وكذلك النهج البراجماتي الذي بدأت الرياض في انتهاجه في مقاربتها للعلاقات مع طهران، والذي يتوافق مع الرؤية المصرية الرامية إلى إيجاد روابط للتعاون السلمي والسياسي، والابتعاد قدر الإمكان عن إذكاء حالة التوتر والعداء في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد "عكاشة" أنه في ظل هذا المشهد، يبدو من الضروري والحيوي أن تتحاور القاهرة والرياض بشأن تفاصيل الوضع الإقليمي والدولي، بذهنية أخوية تضع في الحسبان التاريخ الطويل من العلاقات متشعبة الأركان بينهما، وتتجاهل بشكل تام أية محاولات للتأثير على هذه العلاقة والإبطاء من وتيرتها الديناميكية المتفاعلة مع الهموم العربية والتطورات على الساحة الدولية.
اللواء محمد إبراهيم الدويري
بدوره.. أوضح اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن القيادة السياسية المصرية سوف تظل حريصة على أن تبذل كل جهودها من أجل تدعيم العلاقات العربية- العربية؛ من منطلق قناعتها الكاملة أن العمل العربي المشترك يمثل الحصن القوى للحفاظ على الأمن القومي العربي وعلى المصالح العربية، وذلك في ظل المتغيرات المتسارعة على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف أنه في هذا الإطار، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية وما تعكسه من مدى حرص الدولتين على استمرار التنسيق بينهما في كافة المجالات، على قاعدة أن كلًا من مصر والسعودية تمثلان محور الاستقرار في المنطقة، وأن التواصل الثنائي بينهما يمثل ضرورة لا غنى عنها؛ من أجل مواجهة كافة التحديات التي تواجهها المنطقة.
وأشار "الدويري" إلى أن هذه الزيارة الرئاسية المهمة تأتى قبيل عقد القمة العربية المقررة في 19 مايو المقبل في الرياض، والتي سوف تركز على مبدأ عودة التضامن العربي الذي واجه العديد من المشكلات خلال المرحلة الماضية، وما يتطلبه ذلك من عمل عربي جاد ومكثف من أجل أن تطوى هذه الصفحة إلى غير رجعة.
د. عبد المنعم سعيد
من ناحيته.. قال الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السعودية تعد خبرًا مبشرًا بأمور كثيرة: أولها أنه يزيح كثيرًا من الظنون حول العلاقات المصرية السعودية بشكل خاص والعلاقات المصرية الخليجية بشكل عام، فقد كان هناك الكثير مما يجري على شبكات التواصل الاجتماعي يتم تحريكها من قبل جماعة الإخوان والكثير من المعادين للدولة المصرية في اتجاه وجود انشقاقات وشروخ في المنطقة، وهذا اللقاء يزيل الكثير من الغيوم.
وأضاف أن الزيارة تأتي كذلك بعد أمور كثيرة حدثت خلال المرحلة السابقة، وفي مقدمتها: الاتفاق السعودي الإيراني، وكذلك المحادثات المصرية التركية، ومؤخرًا المحادثات المصرية السورية، والتفاعل الذي جرى أثناء فترة الزلازل التي ضربت سوريا وتركيا من قبل مصر والسعودية ودول الخليج على سبيل المساعدة الكبيرة، بغض النظر عن العلاقات السياسية أو التقييمات المختلفة في الواقع الحالي.
وأكد "سعيد" أنه من المعروف أن مصر والسعودية هما حجر الزاوية في العالم العربي؛ بحكم الجوار الجغرافي ورابطة البحر الأحمر والرابطة التاريخية، وينظر لقاء اليوم في أمور كثيرة ليس فقط ما فات منها ولكن ما سوف يأتي؛ إذ إن المرحلة المقبلة تحتاج إلى درجة كبيرة من التنسيق بين دول الإصلاح العربي الأساسية، لتحديد رؤيتها فيما يتعلق بتحقيق استقرار إقليمي ينبع من المنطقة.
ولفت إلى أن هناك متغيرات كبيرة تجري في المنطقة؛ فهناك حضور روسي وأمريكي وصيني كبير، وتحركات كبيرة في دول الجوار الإقليمي، وهي أمور تحتاج إلى البحث والتنسيق والتدعيم؛ نظرًا إلى أن التحركات المقبلة من قبل الطرفين سوف تكون بالغة الأهمية.
د. محمد مجاهد الزيات
من جانبه.. أكد الدكتور محمد مجاهد الزيات المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السعودية ولقاءه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تكتسب أهمية خاصة، وتعبر عن طبيعة العلاقات المصرية السعودية المتطورة، والتي تمثل ركيزة للحراك الإقليمي بصفة عامة؛ للتعامل مع التطورات الحالية، وتبادل الآراء فيما يتعلق بالمصالح المتبادلة ومواجهة التحديات التي يواجهها الأمن القومي العربي.
وقال إن العلاقات المصرية السعودية قد تطورت في السنوات الماضية لتصل إلى نوع من الشراكة الاستراتيجية، والتي عبرت عنها مواقف البلدين والتنسيق والتشاور المستمر؛ لاستيعاب أي تباين في الرؤى، بما يفضي إلى اتخاذ مواقف تدعم مصالح البلدين.
وشدد "الزيات" على أن توقيت الزيارة يكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى أن هناك ملفات تحتاج إلى تشاور عربي كبير؛ فالقمة العربية المقبلة التي ستعقد في السعودية يتعين التشاور بين القطبين العربيين بخصوص القضايا التي ستطرح فيها، وكذلك التطورات الإقليمية والحراك الإقليمي للقوى غير العربية (إيران وتركيا وإسرائيل) التي تتحرك لاكتساب مجالات نفوذ في المنطقة على حساب مصالح القوى العربية، ومن بينها مصر والسعودية، بالإضافة إلى المتغيرات الجديدة التي تشهدها السياسة الخارجية السعودية على مستوى الإقليم.
وأضاف أن هناك قضايا وملفات اشتباك يمكن أن يكون هناك تعاون مصري سعودي فيما يتعلق بتطوراتها، ومن بينها: العلاقات السعودية الإيرانية، والعلاقات السعودية والمصرية مع العراق، وسبل حل الأزمة في لبنان، والأزمة اليمنية وإمكانية أن تقوم مصر بدور للتوصل إلى حل سياسي لها.
وخلص المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى أن الزيارة تمثل نقطة انطلاق أخرى لدعم وتطوير الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الدولتين، وتثبيت المواقف المصرية السعودية لدعم الاستقرار في المنطقة، ومواجهة التحديات التي تؤثر على الأمن القومي لكلا البلدين والأمن القومي العربي بصفة عامة.