ياسمين مجدي عبده تكتب: شهر الفرحة
كل عام وأنتم بخير..منذ بداية شهر رمضان الكريم اتخذت بعض القنوات التليفزيونية الأرضية منها والفضائية شعارًا لها طوال الشهر الكريم وهو "رمضان شهر الفرحة" ولكن للأسف أرى من وجهة نظري أن هناك سوء فهم لتلك الكلمة من جانب تلك القنوات.
فهل تعرف عزيزي القارئ معنى كلمة شهر الفرحة؟ فهو شهر مكون من ثلاثين يومًا يأتينا مرة كل عام زيارة سريعة خفيفة ويجلب معه كل مظاهر الفرح والخير والبركات والفرحة.. فرحة المسلمين بقدوم هذا الشهر الكريم التي يتسم بروح دينية عالية تغلب على أغلب المصريين خلال هؤلاء الثلاتين يومًا ننسى خلالها آلامنا وأوجاعنا وهمومنا اليومية.
فيقوم معظم الناس في الشوارع والمنازل والمساجد بتعليق الرايات والزينات والأنوار المبهجة ابتهاجًا بقدوم شهر البهجة .. نحن نفهم ذلك ولكن للأسف هناك معظم البرامج والمسلسلات التي يحرص بعض نجومها وصناعها على أن تذاع خلال الشهر الكريم لأنها تحظى بنسب مشاهدات عالية حتى لو كانت مواضيعها بعيدة كل البعد عن طبيعة هذا الشهر المبارك والتي من المفترض أن تساهم في هذه الحالة العامرة بالروحانيات والجمال في فرحة المصريين بقدوم هذا الشهر..
فمن المفترض على سبيل المثال أن تكثر في هذا الشهر جرعة المسلسلات الدينية التي تسمو بالروح ونتعلم منها وخاصة الأجيال الصاعدة تتعلم منها تعاليم الدين الإسلامي ونتعلم من الأئمة والصحابة التحلي بالأخلاق الحميدة التي يمكن لجموع الآباء الاسترشاد بها في تنشأة الأجيال الجديدة ومن الممكن إدخال بعض المسلسلات الكوميدية التي تضفي روح من الدعابة والبهجة التي يمكنها رسم الابتسامة على شفاه المصريين في نهاية اليوم ولكن رأيت معظم الشاشات اكتظت ببعض نوعيات من المسلسلات المليئة بمشاهد العنف والأكشن مثل مسلسل "الكتيبة 101" الذي يحكي عن بطولات الجيش المصري في التصدي لجموع الجماعات الإرهابية خارج مصر وداخلها.
فكم جميل أن نذكر الأجيال الجديدة القادمة ماذا فعل من قبلهم لحمايتهم وحماية هذا البلد من الاحتلال الغاشم من جموع الإرهابيين ولكن رأيت من وجهة نظري أنه بات موضوع مكرر ولا داعي لتكراره العام يلو الآخر لقد أصبح لدينا مخزون كاف من الأعمال الدرامية التي يمكن أن نعتبرها بمثابة مرجع هام نسترجعه وقتما نحتاجه كما أناشد جموع المنتجين عرض تلك النوعية من المسلسلات في أوقاتها المناسبة ناهيكم يا قرائي عن المسلسلات التي تبرز دور المرأة في المجتمع فنحن نعرف كم كان مهمًا في الفترة الأخيرة فهي العمود الفقري لهذا المجتمع ولكن كثرت بشكل مبالغ فيه المسلسلات التي تركز على هذا الموضوع بلا داعي فمن الواضح أننا بالفعل نحتاج للتركيز على دور المرأة لتوعية البنات الصغار كم لابد أن يكونوا إيجابيين تجاه مجتمعهم وكم تضحي المرأة من أجل صلاح هذا المجتمع وكم لابد أن يرد الأجيال الجديدة من النشأ الصاعد الجميل لهذا البلد الذي نشأ وترعرع من خيراته وكثرت أيضا في هذا الشهر المسلسلات التي تتحدث عن أهالي الصعيد الكرام وكم يتسموا بالشهامة والكرم والرجولة فتلك المسلسلات تعمل على تعريفنا بعادات وتقاليد أهل الصعيد الكرام في المناسبات المختلفة والتي بات معظمها يعرفها عن ظهر قلب فأصبحت تكرارها ممل للكثيرين حيث أنها تتسم بالكآبة والملل في بعض الأحيان ولا تناسب طبيعة الشهر الكريم فأناشد بعض الجهات المنتجة في التقليل منها حتى لا تفقد نسب مشاهدتها..
تلك هي بعض القيم الجميلة التي لابد من ترسيخها في العقل والوجدان ولكن هناك أوقات أخرى كثيرة يمكن أن يتم عرض تلك المسلسلات فيها غير شهر رمضان والذي أتمنى على الجهات المنتجة طرح مساحات أكثر لعرض المسلسلات والبرامج الكوميدية والدينية التي تتناسب مع أجواء وطبيعة الشهر الكريم.