الهلال الأحمر السوداني: الخرطوم أصبحت منطقة حرب
قال أسامة أبو بكر المسؤول الإعلامي في الهلال الأحمر السوداني، اليوم الأربعاء، إن الخرطوم أصبحت منطقة حرب، والوضع فيها مأساوي للغاية، محذرًا من عواقب وخيمة إذا انهار النظام الصحي.
السودان منطقة حرب
وأضاف أبو بكر في حديثه لشبكة “العربية ”: "ليس لدينا عدد محدد للقتلى أو الإصابات جراء الاشتباكات في السودان ".
وتابع "الطرق ليست آمنة للوصول للمستشفيات بالخرطوم"، مبينًا أن الهلال الأحمر غير قادر على تأمين سبل الخروج للمحتاجين.
ووجه نداء بالمساعدة قائلًا: "نحتاج إلى مسارات آمنة بشكل عاجل لإيصال المساعدات"، كما قال "نعاني من نقص المساعدات
الصليب الأحمر يحذر من كارثة
في الوقت ذاته، أكد الصليب الأحمر أن الوضع في الخرطوم مأساوي للغاية، محذرا من انهيار النظام الصحي.
وقالت أليونا سينينكو المتحدثة الرسمية للجنة الصليب الأحمر في إفريقيا، إنه إذا انهار النظام الصحي في السودان سنكون أمام كارثة، مشيرًا إلى أنه لا إحصائية دقيقة عن أعداد الوفيات جراء الاشتباكات في السودان.
كذلك طالبت بفتح مسارات إنسانية فورا في السودان، مبينة أن عشرات الجثث ملقاة في طرقات الخرطوم منذ أيام.
وقالت المسؤولة في الصليب الأحمر "الكوادر الطبية تواجه صعوبات في التحرك بالسودان".
الصحة السودانية تنفي
في المقابل، نفت وزارة الصحة السودانية التواصل بينها وبين الهلال الأحمر والصليب الأحمر بشأن الوضع الصحي في البلاد.
وقال المتحدث باسم الوزارة محمد إبراهيم "لا مؤشرات على قرب انهيار النظام الصحي في البلاد"، معلنًا عن وقوع 96 قتيلا منهم 12 من العسكريين جراء الاشتباكات، و1572 إصابة بينهم 171 عسكريًا.
كما تابع "الهدنة ستسمح لنا بإعادة ترتيب أولوياتنا"، مشيرا إلى خروج 9 مستشفيات عن الخدمة.
عدد القتلي
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس جيبريسوس، أعلن في وقت سابق، اليوم الأربعاء، عن مقتل 300 شخص وإصابة أكثر من 2600 آخرين منذ بداية الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
إضافة إلى ذلك، توقفت العشرات من مرافق الرعاية الصحية القريبة من الاشتباكات في الخرطوم والبؤر الساخنة في أنحاء البلاد عن العمل، نتيجة للأضرار التي لحقت بها، أو تم إخلاؤها لأسباب تتعلق بالسلامة.
كما أدت الاشتباكات بين الجانبين إلى تضرر تسعة مستشفيات في الخرطوم. وفي المجمل، خرج 39 من أصل 59 مستشفى في المناطق المتضررة جراء القتال عن الخدمة أو أُجبرت على الإغلاق، وفق ما أفاد أطباء، سواء بسبب نفاد المعدات أو احتلال المقاتلين لها أو بسبب عدم تمكن أفراد الطواقم الطبية من العودة إلى تولي مهامهم.
أما مخزونات المواد الغذائية - وهي محدودة تقليديا في بلد يشهد في الأوقات العادية تضخما مرتفعًا جدًا - فهي تتلاشى، إذ لم تدخل أي شاحنة مؤن إلى العاصمة منذ السبت.
وفي بلد يبلغ عدد سكانه 45 مليون نسمة يعاني أكثر من ثلثهم من الجوع، يقول العاملون في المجال الإنساني والدبلوماسيون إنهم لم يعودوا قادرين على أداء عملهم بعد مقتل ثلاثة موظفين في برنامج الأغذية العالمي في دارفور، غرب البلاد، فيما تندد الأمم المتحدة بنهب مخزونها ومنشآتها.