ياسمين مجدي عبده تكتب: صراع الجيل الواحد
منذ أيام قليلة كنت على موعد مثلي مثل جموع محبي حفلات دار الأوبرا المصرية بالحفل الأول لصاحب الصوت الدافئ الحنون الذي يبعث الطمأنينة في نفوسنا الفنان الكبير مدحت صالح في أولى حفلاته ضمن المبادرة التي بادر بها "الأساتذة" وكلمة الأساتذة المقصود بها أو ما يقصده الفنان مدحت صالح هو إعادة إحياء موروثنا من الأغاني القديمة وألحان كبار فناني وملحني زمن الفن الجميل فما أحلى سماع تلك الأغاني ذات الكلمات العذبة والألحان والنغمات الهادئة فكان يهدف أن ينقي أذننا مما كنا نسمعه في الآونة الأخيرة وعلمت بعد ذلك من مصادر مختلفة أنه وفي نفس التوقيت أقام الفنان الكبير علي الحجار حفلًا كبيرًا داخل أروقة الجامعة الأمريكية لتدشين مبادرته "100 سنة غنا" التي يهدف منها أيضًا إعادة إحياء أغاني زمن الفن الجميل التي بات يستمتع بها الصغار قبل الكبار وهذا ما أسعدني أصبح هناك وعي من فئة الشباب بإدراك مدى حلاوة وعذوبة أغاني الزمن الجميل وما تتمتع به من كلمات وألحان.
ولكن أكتب مقالي هذا يا سادة حول الخلاف القائم بين الفنانين الكبيرين حول هذا الموضوع فلا أعرف ما هو وجه الخلاف من الأساس طالما أن الهدف واحد وهو تنقية آذاننا من التلوث السمعي الذي كنا غارقين فيه ومعرفة الأجيال الجديدة بموروثنا من الطرب الشرقي الأصيل وهذا هو أسمى أهداف الفن المصري إذن لماذا الخلاف يا سادة ...أتساءل وأقول..فهما من جيل واحد الفارق العمري بينهما ليس بكبير إلى تلك الدرجة فكليهما يتمتعا بإحساس مرهف وصوت عذب غناء ترفرف القلوب إذ قال أحدهما " آه" فقط تقشعر منهم أجسادنا فطالما أن الأهداف واحدة وسامية وهي الإرتقاء بالفن المصري فلماذا لا يتوحدا ويجتمعا معًا على طاولة واحدة وكل منهما يعرض على الآخر مشروعه وخطة تنفيذه وأهدافه ويتفقا في التعاون معًا يتناوبا في الحفلات ويبدعا معا في تلك الأغاني ...أيضًا نرى المواهب الجديدة والأصوات التي تتغنى بتلك الأغاني والكنوز الرائعة التي تساهم في إنقاذنا من التلوث السمعي الذي وقعنا فيه في السنوات الأخيرة.
فمن هنا من مقالي هذا أتمنى على الدكتورة نيفين كيلاني وزيرة الثقافة المصرية أن تقوم بتبني تلك المبادرة وتكون هناك جلسة مصالحة في الأول ثم جلسات عدة لمناقشة المشروعين وكيفية دمجهما في مشروع واحد كبير يتم تسميته اسم جديد غير تلك الأسماء السابقة ويتم تعاونهما معًا في الغناء أولا ثم إظهار بعض المواهب الجديدة التي تقف لأول مرة أمام الجمهور وكله أولًا وأخيرًا لصالح الارتقاء بالفن المصري واستعادة مكانته أمام العالم.