وثائق رسمية مسربة تكشف عن نوايا إسرائيل المسبقة لتهجير سكان غزة إلى سيناء
كشفت قناة كان الإسرائيلية عن وثيقة خطير جدا لوزارة الاستخبارات، من صفحتين، أخطر ما فيها ماجاء تحت عنوان «حل اللاجئين في غزة هو سيناء».
هيئة البث الإسرائيلية أكدت على ذلك أيضا، وقالت إن وثيقة وزارة الاستخبارات الإسرائيلية تقترح ترحيل النازحين لسيناء.
وبترجمة ما جاء في الوثيقة الإسرائيلية تبين التالي:
أولا: سيتم تنفيذ عمليات إخلاء شمال غزة والسماح بالعمليات البرية.
ثانيا: سيتم تنفيذ عمليات برية متتالية من شمال غزة إلى جنوبها.
ثالثا: سيتم ترك الطرق مفتوحة في جميع أنحاء رفح حتى يتمكن المدنيون من الهجرة.
رابعا: سيتم إنشاء مخيمات في شمال سيناء ولاحقا سيتم بناء مدن لتوطين الفلسطينيين في مصر.
هذه ما جاء بالصفحة الأولى من الوثيقة، أما الصفحة الثانية فتتحدث عن مرحلة ما بعد الحرب، ومن سيستلم دفة الأمور في قطاع غزة، مع ترجيح خيارات ثلاثة على النحو التالي:
الأول: تسليم قطاع غزة للسلطة الوطنية الفلسطينية.
الثاني: تسليم القطاع إلى حكم عربي.
الثالث: توطين الفلسطينيين في سيناء.
وتحت كل خيار من الخيارات السابقة، يتحدث الإسرائيليون عن إيجابيات وسلبيات كل منهم.
مساعٍ إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين
في السياق ذاته، كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز، في تقرير لها، أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، طلب من دول أوروبية الضغط على الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لقبول تهجير الفلسطينيين إلى مصر، حيث سعي نتنياهو إلى إقناع القادة الأوروبيين بالضغط على مصر لقبول اللاجئين من غزة، وفقا لمسؤولين مطلعين.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسئولين أوروبيين قولهم إن الفكرة نوقشت في اجتماعات مع المسؤولين الأوروبيين الأسبوع الماضي.
ووفقا للصحيفة، رفضت الدول الأوروبية الرئيسية، وفي مقدمتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الاقتراح باعتباره غير واقعي، مشيرة إلى مقاومة المسؤولين المصريين المستمرة لفكرة قبول اللاجئين من غزة، حتى على أساس مؤقت.
وذكرت الصحيفة أن مصر أعربت لمسئولين أوروبيين بارزين التقوا الرئيس المصري، ووزير خارجيته سامح شكري، عن قلقها بشدة من أن إسرائيل ستسعى إلى استخدام الأزمة لتصدير مشاكلها مع الفلسطينيين إلى مصر، بل ويمكن أن تقدم على ردود أفعال من شأنها تعريض اتفاقية السلام للخطر بشكل لا توافق أوروبا على المساس به.
ووفقا لما أوردته الصحيفة البريطانية، قال الرئيس المصري، هذا الشهر، إن بلاده ترفض «أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بالوسائل العسكرية أو من خلال التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، والتي ستأتي على حساب بلدان المنطقة».
وأفادت الصحيفة أنه تمت مناقشة دور مصر المحتمل في قمة الاتحاد الأوروبي، لكن القادة اتفقوا في نهاية المطاف على أن مصر يجب أن تلعب دورا في تقديم مساعدات إنسانية واسعة إلى غزة، ولكن لا يتم الضغط عليها لقبول اللاجئين.
قال دبلوماسي غربي إن «نتنياهو دفع بشدة إلى أن الحل هو أن يأخذ المصريون سكان غزة على الأقل خلال الصراع»، موضحا: «لم نأخذ الأمر على محمل الجد لأن الموقف المصري كان دائما واضحا جدا أنهم لن يفعلوا ذلك».
غزة تواجه الإبادة
ولليوم الـ24 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ أن بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة.
وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال، والتي تستهدف منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، مما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى، بينما الذين نجوا من القصف حتى الآن يعانون من أوضاع إنسانية كارثية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 8306 شهداء، منهم 3457 طفلا و2136 سيدة و480 مسنا، إضافة إلى إصابة 21048 مواطنا بجروح مختلفة، بالإضافة إلى 1950 مفقودا تحت الأنقاض، بينهم 1050 طفلا.