انطلاق الأسبوع الثقافي بمسجد علي بن أبي طالب (رضي الله عنه ) بمحافظة الجيزة
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف انطلقت فعاليات الأسبوع الدعوي بمسجد علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) بالدقي بمحافظة الجيزة اليوم الأحد 26/ 11/ 2023م بعنوان: "الرحمة خلق الأنبياء"، حاضر فيه الدكتور/ السيد مسعد مدير مديرية أوقاف الجيزة، والشيخ/ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقدم له الأستاذ/ سعد المطعني المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ عيد رمضان محمد قارئًا، وبحضور جمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد الدكتور/ السيد مسعد أن الرحمة صفة كمال في الطبيعة البشرية وهي جمال يزين الخلق، فهي تحمل صاحبها على البر، وتجعله يرق لآلام الخلق، فيسعى لمواساتهم وإزالة أحزانهم، ويتجاوز عما يقع من أخطائهم وهفواتهم فيلتمس لهم الأعذار ويتمنى هدايتهم، مشيرًا إلى أن خلق الرحمة من أخلاق هذا الدين، وصفة من صفات الأنبياء والمرسلين، وسمة من سمات عباد الله الصالحين، مبينا أن مظاهر الرحمة تتجلى في رحمة النبيّ (صلى الله عليه وسلم) بالمسلمين من أمّته من الضعفاء، والأطفال، والنساء، والمرضى، والأصحاب، وحتّى الشهداء، في العديد من المواقف؛ فمن رحمة النبيّ بالأطفال أنّه كان كالأب الحاني عليهم؛ فيُقبّلهم، ويُلاعبهم، ويضمّهم فقد مدح الله (عز وجل) نبيه (صلى الله عليه وسلم) بالرحمة فقال (سبحانه): "بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ"، مضيفا أن الرحمة في الإسلام لا تقتصر على البشر، بل تجاوزتهم إلى سائر الكائنات، مختتما حديثه بأن رحمة الله بعباده أن شرع لهم من الأحكام والمبادئ والأخلاق ما ينفعهم في دنياهم وفي أخراهم، فامتثال أوامره سبيل إلى رحمته، واجتناب نواهيه سبيل إلى رحمته، والوقوف عند حدوده سبيل إلى رحمته.
وفي كلمته أكد الشيخ/ خالد الجندي أن الرحمة خلق من الأخلاق الإسلامية الحميدة، التي حث الدين الإسلامي على الالتزام بها وبمبادئها، وهي خلق الأنبياء (عليهم السلام)، مبينا أن الرحمة تعني فعل الإنسان الخير، وتقديمه للآخرين، والإحسان إليه، مضيفا أن الرحمة في أفقها الأعلى وامتدادها المطلق صنعة المولى تباركت أسماؤه، فإن رحمته شملت الوجود وعمت الملكوت، فحينما أشرق شعاع من علمه المحيط بكل شيء أشرق معه شعاع للرحمة الغامرة، ولذلك كان من صلاة الملائكة لله (عز وجل): "رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ"، ولعظم الرحمة وأهميتها وصف الله تعالى بها نفسه، مرة باسم الرحمن، ومرة باسم الرحيم، فهو رحمن الدنيا، رحمة تعم المؤمن والكافر، ورحيم الآخرة حيث تخص رحمته المؤمنين وحدهم قال (سبحانه):" وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا"، مختتما حديثه بأن الله سبحانه جعل الرحمة صفة أصيلة في الرسول (صلى الله عليه وسلم) فقال (سبحانه): " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ"، وقال (سبحانه):"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ" وجعله رحمة لكل البشر، فقال (سبحانه): "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ".