تقرير دولي: الاقتصاد اللبناني على حافة الهاوية جراء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل
يعيش الاقتصاد اللبناني وضعا صعبا في الوقت الحالي مع التصعيد الكبير بين حزب الله اللبناني ودولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ تتفاقم الأزمة ويهرب ما تبقى من السياح في البلاد، ليؤثر على أهم قطاع دخل للبنان.
وذكر تقرير نشرته وكالة الغوث التابعة للامم المتحدة “رليف ويب” أن لبنان هشة للغاية تجاه الحرب، وأن أي حرب محتملة قد يقود إلى انهيار الاقتصاد بشكل كامل، موضحة أن الاقتصاد على حافة الهاوية وربما ينهار تماما، مع انهيار قطاع السياحة وتوقف الرحلات الجوية مع العديد من الدول جراء التصعيد الحالي.
ولفت التقرير إلى أنه حتى قبل التصعيد الأخير، فإن لبنان على مسار محفوف بالمخاطر، ويواجه تدهورا متوقعا على الجانب الإنساني مع بداية العام المقبل، إذ تواجه البلد أزمة اقتصادية غير مسبوقة وطويلة الأمد على مدى السنوات الأربع الماضية، اتسمت بعدم اليقين السياسي. ومستقبل اقتصادي قاتم.
وفي جنوب لبنان، نزح عشرات الآلاف من المواطنين حتى الآن خوفا من الحرب، تاركين مزارع الزيتون دون قطف، ليبحثوا عن الأمان رغم الأزمة الاقتصادية وعدم وجود المال الكافي الذي يغطيهم خلال مدة النزوح.
لقد أدى الانهيار الاقتصادي في لبنان إلى انخفاض قيمة عملته بشكل حاد، وأجبر ارتفاع تكاليف المعيشة معظم الناس ــ اللبنانيين وكذلك اللاجئين الفلسطينيين والسوريين ــ على الاعتماد بشكل كبير على المساعدات الدولية والدولارات القادمة من الخارج.
بينما تبحث عائلات من جنوب لبنان عن ملجأ في مناطق أكثر أماناً شمالاً، تواجه المجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد ضغوطاً متزايدة وسط الصراعات الاقتصادية التي طال أمدها في لبنان.
ويلفت التقرير إلى أنه في حالة نشوب حرب واسعة النطاق، سوف ينزح أكثر من مليون مواطن من المحافظات الجنوبية في لبنان إلى بيروت والبقاع، حيث لا تتوفر الخدمات الحيوية وانها مناطق فير مهيأة لتحمل ضغوط النزوح الجماعي والحرب.
ويشير التقرير إلى أن المدارس في لبنان تكافح للبقاء مفتوحة وليس لديها تمويل كافي للعمل، ويقود التدفق الحالي للنازحين من جنوب لبنان إلى مدن أخرى مثل صور إلى الضغط على المدارس، مع مخاوف أن تتحول إلى مرافق وملاجئ للاجئين.
كما يؤدي التصعيد من جانب حزب الله إلى تعطيل سبل العيش بالنسبة للآلاف من السكان،فقدعانى قطاع المطاعم من انخفاض في الأعمال بنسبة 80٪ منذ انطلاق الحرب، كما تأثرت السياحة بشدة، والتي تشكل 20٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
كل ذلك يترافق مع توقف رحلات الطيران وتحذيرات قدمتها الدول الهامة للسياحة مثل استراليا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بأثناء مواطنيها عن زيارة لبنان، بل وطالبت الموجودين بسرعة المغادرة خوفا من الحرب التي تلوح في الأفق.
وتكشف تقارير صحفية أن غالبية اللبنانيين لا يريدون جر لبنان إلى حرب قد تكون مدمرة لهم وللبلد، ويستنكرون مساعي حزب الله، المدعوم من إيران، في الدخول في هذه الحرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ويرى الكثير من المواطنين أن حزب الله يجر لبنان واقتصاده إلى الغرق، فبسبب سياسته التصعيدية تنهار العديد من القطاعات الاقتصادية الهامة وتتفاقم الأزمة الاقتصادية والتي قد تقود إلى مخاطر إنسانية في البلد.