في اليوم السابع لملتقى الفكر بمسجد الإمام الحسين الشيخ علي خليل: الأخلاق التي دعا إليها الإسلام كانت سبب انتشاره في مشارق الأرض ومغاربها
في إطار نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أقيم مساء الاثنين 18/ 3/ 2024م ملتقى الفكر بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، تحت عنوان: "حفظ الجميل"، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية يوميًّا عقب صلاة التراويح، حاضر فيه الشيخ/ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية (متحدثًا)، والشيخ/ علي خليل رئيس قطاع المعاهد بالأزهر سابقًا (متحدثًا)، والقارئ الشيخ/ أحمد تميم المراغي قارئًا ومبتهلًا، وبحضور الدكتور/ هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور/ محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، وقدم للملتقى الإعلامي الأستاذ/ حسن الشاذلي.
وفي كلمته أكد الشيخ/ علي خليل أن بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) جاءت على فترة من الرسل، وبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) ليعلنها صريحة: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ ، وفي روايةٍ (صالحَ) الأخلاقِ" وقد جاءت بعثته (صلى الله عليه وسلم) بين أمر بالفعل، وأمر آخر بالترك، وذلك لزرع المودة والمحبة والرأفة والرحمة والشفقة وحفظ الجميل، فمن أسدى إليك معروفا لا بد أن تعترف له بالجميل، واللئيم هو الذي يتمرد على المعروف، وقد علمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أن نتعامل مع الناس بما يليق بقيم وأخلاق الدين الإسلامي، قال تعالى: "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ" فالإحسان مطلوب ومقابلة الإحسان بالمعروف مطلوبة، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "من سأل باللهِ فأعطُوه، ومن استعاذ باللهِ فأَعِيذُوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صَنَع إليكم معروفًا فكافِئوه، فإنْ لم تَجِدوا ما تكافِئونَه فادْعُوا له حتى تَرَوا أنَّكم قد كافَأْتُموه"، فهذه الأخلاق كانت سببًا في انتشار الإسلام من المشرق إلى المغرب، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "مَن أُعْطِىَ عطاءً فوجَدَ فليَجْزِ به، فإن لم يَجدْ فليَثْنِ به، فمن أَثْنى به فقد شَكَرَه، ومَن كَتَمَه فقد كَفَرَه"، ومن صور حفظ النبي (صلى الله عليه وسلم) للجميل ما ورد عن أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) أنه (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) كان إذا ذكَرَ خَديجةَ أَثْنى عليها، فأحسَنَ الثناءَ، قالت: فغِرْتُ يومًا، فقُلْتُ: ما أكثرَ ما تذكُرُها حَمراءَ الشِّدْقِ، قد أبدَلَكَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) بها خَيرًا منها، قال: "ما أبدَلَني اللهُ (عزَّ وجلَّ) خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ (عزَّ وجلَّ) ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ".
وفي كلمته أكد الشيخ/ خالد الجندي أن الله (عز وجل) خَلَّقَنَا بخلق الحياء، وأن الأخلاق الحميدة عطايا إلهية ومنح ربانية، وقد أجمع الأنبياء والرسل على الدعوة إلى خلق الحياء، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ ممَّا أدرك النَّاسُ من كلامِ النُّبوَّةِ الأولَى : إذا لم تستحْيِ فاصنَعْ ما شئتَ"، ومن أهم ما تعلم الأنبياء والرسل من الله (عز وجل) حفظ الجميل قال تعالى: "أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ"، وأن حفظ الجميل مع الله (تبارك وتعالى) يقتضي أن تعترف بفضل الله عليك، ثم تقدم واجبات الشكر.
موضحًا أن أعظم جميل أعطانا الله إياه هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال تعالى: "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ"، وأن من أسباب حفظ الجميل، وموانع العذاب الشكر قال تعالى: "مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا"، والاستغفار قال تعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"، والدعاء قال تعالى: "قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا"، والعفو فلن تجد ردا لهذا الجميل غير عفو الله عنك قال تعالى: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ".
مؤكدًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) عاش حياته حافظًا للجميل، موفيًا للمعروف، مدركًا للخير، رادًّا له.