رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك لـ”الأهرام”: نؤيد جهود الرئيس السيسي لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة
أكد رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك دينيس بيسيروفيتش، تأييد بلاده جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، والانطلاق في عملية إيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية.
وشدد بيسيروفيتش، في حوار خاص مع رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" ماجد منير، على أن القضية الفلسطينية ظلت منذ عقود قضية عالمية، ذات أهمية من الدرجة الأولى للسلام العالمي، والأحداث الجارية في غزة تؤكد ذلك، قائلا: "نأمل أن الوقت قد حان للتوصل إلى حل سلمي وعادل يشمل وجود دولتين متساويتين، فلسطين وإسرائيل".
وأكد ضرورة التوصل إلى هدنة فورية، لوقف معاناة الأبرياء وإيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الشعب الفلسطيني بشدة، معتبرا أن قتل المدنيين الأبرياء في غزة يمثل "وصمة عار" على جبين الإنسانية.
وقال إنه:" إلى جانب المشاركة المكثفة لأهم الجهات الدولية الفاعلة، ينبغي إطلاق عملية إقامة سلام دائم وعادل، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا على مبدأ «حل الدولتين».. إننا نعتقد أن الفلسطينيين يجب أن تكون لهم دولة ذات سيادة، تعمل على تطوير أفضل علاقات ممكنة مع دولة إسرائيل وباقي الدول المجاورة.. كما نعتقد أنه لا يوجد حل ومسار آخر يؤدي إلى حل دائم للصراع".
وشدد على أن الحل العادل للقضية الفلسطينية سيفتح مستقبلا أكثر إشراقا للمنطقة بأكملها، ويسهم بقوة في تحقيق الأمن وتهدئة العلاقات في العالم إلى حد كبير، مشيرا إلى أن البوسنة والهرسك لديها علاقات دبلوماسية كاملة مع دولة فلسطين.
وفيما يتعلق بأهم القضايا التي تم تناولها خلال لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أشار رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك دينيس بيسيروفيتش، إلى أن زيارته الرسمية لمصر هي أول زيارة يقوم بها رئيس لمجلس رئاسة البوسنة والهرسك منذ 14 عاما، معتبرا أن الزيارة والمباحثات مع الرئيس السيسي حدثا في غاية الأهمية، أظهرت استعداد البوسنة لتعزيز العلاقات الثنائية.
وقال إنه أكد خلال الاتصال الهاتفي مع الرئيس السيسي، في نوفمبر من العام الماضي، استعداد بلاده للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية مع مصر، مضيفا: " هنا أنتهز الفرصة لأهنئه بحرارة مرة أخرى على إعادة انتخابه رئيسا لمصر، متمنيا له أن يواصل قيادة بلاده بنجاح في عالم يفيض بالتحديات الخطيرة".
وأفاد بأنه ناقش مع الرئيس السيسي، دفع التعاون الثنائي، بخاصة في الجانب الاقتصادي، مشيرا إلى أن المباحثات كانت فرصة للنظر في عدد كبير من القضايا الأخرى على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وشدد على أن مصر كيان مهم في العلاقات الدولية، كما أن تبادل الآراء المستمر حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك أمر مهم لبلاده، موضحا أنه أطلع الرئيس السيسي على الوضع الحالي في البوسنة والهرسك، ومساراتها في النشاط السياسي الخارجي، خاصة ما يتعلق بتوجهها لتكون جزءا في الاندماج الأوروبي ــ الأطلسي وعضوا موثوقا به في المجتمع الدولي.
ونوه إلى أن البوسنة والهرسك ومصر لديهما وجهات نظر متقاربة أو متطابقة بشأن العديد من القضايا والتحديات الدولية، معربا عن اعتقاد بأن الجانبين يتعاونان بشكل جيد خاصة في العديد من المنتديات متعددة الأطراف.
وبشأن تقييمه للعلاقات بين بلاده ومصر، قال رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك دينيس بيسيروفيتش، إن "البوسنة والهرسك تتمتع بعلاقات جيدة وودية مع مصر، وهو ما تم تأكيده مرات كثيرة عبر التاريخ، حيث أثبتت مصر قوة «علاقات الصداقة» في أصعب الفترات على بلدنا وشعبنا إبان العدوان خلال تسعينيات القرن الماضي".
وأضاف "في ذلك الزمن العصيب قادت مصر، باعتبارها قوة إقليمية ودولة عربية مؤثرة للغاية، تحركا قويا على المستوى الدولي لوقف الحرب وإحلال السلام.. ولا ننسى الدور الفاعل في عملية إعادة إعمار البلاد.. ولهذا السبب، وبعد وقت قصير من إعلان الاستقلال، في عام 1993، افتتحت البوسنة والهرسك سفارة لها في القاهرة، بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين.. وبعد فترة من التعاون الثنائي الجيد على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي، كان هناك للأسف نوع من الركود في العلاقات".
ومضى قائلا: "إننا نضع في اعتبارنا أن مصر دولة مهمة، ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن أيضا في إفريقيا والعالم الإسلامي؛ نظرا لكونها قوة اقتصادية إقليمية ودولة ذات سوق ضخمة وإمكانات كبيرة، فإننا نريد أن نعمل بجد أكبر لنصبح شركاء تجاريين مهمين.. كما أن هناك فرصا كبيرة لتكثيف التعاون العسكري الشامل بين البلدين".
وتابع:" أود أن أذكركم بأن القوات المصرية شاركت في قوات حفظ السلام في البوسنة والهرسك، وهو ما نقدره جدا، كما أن مصر من الدول التي تم من خلالها تنفيذ برنامج «التجهيز والتدريب»، وفقا للاتفاق المبرم مع الحكومة الأمريكية".
وبخصوص أبرز مجالات التعاون الممكنة بين القاهرة وسراييفو، أكد رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك دينيس بيسيروفيتش، متانة العلاقات بين بلاده ومصر، معتبرا أنه من هذا المنطلق يمكن تحسين العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين بشكل كبير.
وشدد على أن البوسنة والهرسك ومصر تتمتعان بتاريخ غني وتراث ثقافي يوفر أساسا متينا للتعاون، وأن التركيز على التعاون يمتد إلى عدة مجالات، وفي المقدمة تعزيز العلاقات الاقتصادية.
وأفاد بأنه رؤيته لتطوير شراكة بلاده الاقتصادية مع مصر، خلال فترة رئاسته «مجلس رئاسة البوسنة والهرسك»، تركز على تعزيز التدابير التي من شأنها تسهيل التجارة الثنائية وتشجيع الاستثمارات وخلق بيئة أعمال مواتية، وتنشيط الشراكات، وهي أسس جيدة في هذا السياق.
وشدد في هذا الإطار على أهمية تكثيف زيارات ممثلي قطاع الأعمال بالبلدين لخلق علاقات جديدة بينهما، تفضي إلى تحقيق التعاون، وعرض وترويج المشروعات التي تحظى باهتمام المستثمرين.. وفي نهاية المطاف، ومن خلال التعاون الاقتصادي القوي، نسهم في ازدهار وتقدم البوسنة والهرسك ومصر.
ونبه إلى أن الفرص الاستثمارية الواعدة في البوسنة والهرسك ومصر تشمل قطاعات رئيسية مختلفة، من أبرزها صناعة المواد الغذائية، وخاصة المنتجات الحلال والعضوية، وأيضا الصناعات المعدنية، والتصنيع العسكري، وصناعة الأدوية ومجال البناء، بالإضافة إلى قطاعات أخرى كالسياحة وتطوير البنية التحتية والطاقة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والتي توفر إمكانات استثمارية ضخمة.
وأفاد بأنه تم تحديد الكثير من الفرص الاستثمارية في العديد من قطاعات الاقتصاد المصري، مؤكدا أن مصر، بفضل موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة وسوقها الاستهلاكية المتنامية، تجتذب المستثمرين في قطاعات السياحة والعقارات والطاقة والتصنيع والزراعة، معلنا عن التخطيط لإطلاق مبادرات وتنظيم لقاءات لرجال الأعمال من البلدين، من أجل دفع التعاون الاقتصادي.
وشدد على أهمية التبادل الثقافي الذي يلعب دورا رئيسيا في تعميق العلاقات الثنائية، خاصة وأن تبادل زيارات الفنانين، وتنظيم الفعاليات الثقافية، والحفاظ على التراث، والتعاون في مجال التعليم، يحتل مساحة مهمة من التعاون بين سراييفو والقاهرة.
وأعرب رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك عن رغبة بلاده في توسيع التعاون مع الأزهر الشريف، قائلا إنه اتفق مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على وجود «تمثيل دائم» لجامعة الأزهر في سراييفو لتعميق هذا التعاون بالغ الأهمية.. معبرا عن اعتقاده بأنه يمكن إحراز تقدم كبير في مجال التعليم العالي بين البلدين.