وسائل إعلام بريطانية: الأزمات تضرب العملية التعليمية
تواجه العملية التعليمية فى بريطانيا عددا من الأزمات فى الآونة الأخيرة، وتحدثت وسائل الإعلام فى المملكة المتحدة عن أبرز هذه الأزمات، التى من بينها التغيب بالإضافة إلى تورط الطلاب فى جرائم إلى جانب إصابة الفتيات بعدوى المسالك البولية بسبب عدم وجود مراحيض مخصصة للجنسين فى المدرسة.
عدم وجود مراحيض مخصصة للجنسين
وقالت وزيرة المساواة البريطانية كيمى بادينوتش إن الفتيات فى إحدى المدارس اللاتى لم يكن لديهن إمكانية الوصول إلى حمامات لفرد الجنس تعرضن للإصابة بالتهابات المسالك البولية لأنهن لم يرغبن فى استخدام حمامات متعددة الأجناس.
وأطلقت وزيرة المساواة نداءً للمساهمة، تطلب فيه من الناس الإبلاغ عن الهيئات العامة التى لا توفر مساحات لفرد الجنس، أو لديها سياسات لا تتماشى مع قانون المساواة، لم تذكر اسم المدرسة، ولم تقدم دلائل إضافية على الادعاء؛ مشيرة إلى مثال حيث فشلت المؤسسات فى النظر فى قانون المساواة، بحسب ما أوردته صحيفة الجارديان البريطانية.
وأضافت: "إذا كنت سأقدم مثالًا عن مدرسة كانت بها حمامات متعددة الأجناس وكانت الفتيات الصغيرات هناك لا يرغبن فى استخدام نفس الحمامات التى يستخدمها الأولاد، لذلك لم يذهبن إلى الحمام فى المدرسة وأصابهن التهابات فى المسالك البولية.
جرائم العنف فى مدارس الثانوي
وفى أزمة أخرى، قالت شرطة جنوب يوركشاير بإنجلترا إنه تم اعتقال شاب يبلغ من العمر ١٧ عامًا بشبهة محاولة القتل بعد إصابة ثلاثة أشخاص فى مدرسة ثانوية فى مدينة شيفيلد فى حادث ينطوى على سلاح حاد.
وأضافت الشرطة أنه تم احتجاز الشاب بعد تقارير عن إصابة ثلاثة أشخاص فى أكاديمية بيرلي؛ موضحة أنه: "توجد دوريات فى المكان بعد الاستجابة لتقارير عن حادث سلاح حاد فى المدرسة على طريق بيرلى لين وتم تفتيش شخصين بالمكان بعد تعرضهم لإصابات طفيفة إلى جانب فحص طفل آخر بعد تعرضه للاعتداء.
وطلب زعماء النقابات اتخاذ إجراءات حكومية بعد الحادث. وقال دانيال كيبيدي، الأمين العام لأكبر نقابة تعليم فى المملكة المتحدة: "تكون أفكارنا مع الموظفين والطلاب وأولياء الأمور فى أكاديمية بيرلى فى شيفيلد ومع الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة.
وأضاف "هذا هو حادث آخر مروع يحدث فى أراضى المدرسة، والعنف لا مكان له فى مدارسنا وكلياتنا ويجب أن يشعر الجميع فى المدرسة - الموظفين والطلاب والمعلمين والموظفين الإداريين - بالأمان".
وتابع باتريك روتش، الأمين العام لنقابة التعليم NASUWT: "تكون أفكارنا مع ضحايا هذا الحادث وباقى مجتمع مدرسة أكاديمية بيرلي، و"يوفر هذا الحادث الأخير تذكيرًا إضافيًا بضرورة اتخاذ إجراءات قوية للحفاظ على مدارسنا وطلابنا ومعلمينا آمنين".
سيطرة الغياب عن المدارس بانجلترا
وبسبب كثرة الغياب فى المدارس البريطانية كشفت اكاديمية باسمورز أن ٢ مليون طفل يحتاجون إلى علاج النطق واللغة، مع انتظار العديد منهم لمدة عام أو أكثر للرعاية. ففى عام ٢٠٢٣، تم تصنيف ١٤٠،٠٠٠ طفل كـ "غائبين بشكل كبير" عن المدرسة- زيادة بنسبة ١٣٤٪ منذ قبل الجائحة.
وقال رئيس أكاديمية باسمورزفيك جودارد "الآن، نحن نبذل قصارى جهدنا، وليس أفضل ما يمكن أن نكون عليه. أملى هو أن يتم تعيين مسئول مختص بالشمول بعد الانتخابات العامة، مهما كان من يتولى السلطة".
إذا لم يكن الطفل فى المدرسة مع معدة ممتلئة، ويشعر بالأمان ومجهز بشكل جيد، فلن يهم ما هى سياسة السلوك التى وضعتها، فلن تساعده." جودارد، الذى يعمل مدرسًا منذ ٣٢ عامًا، يراقب الآن ست مدارس فى هارلو بما فى ذلك باسمورز، التى تبقى مفتوحة ٣٦٤ يومًا فى السنة.
أكثر من ثلث طلابها لديهم احتياجات خاصة، "الفقر هو أكبر عامل يعوق شبابنا من النجاح، لم يختف الفجوة بين المتميزين والمهمشين. لقد كان هناك لسنوات، فلماذا نفعل نفس الهراء؟ وتتفق "آن لونغفيلد" المفوضة السابقة للأطفال فى إنجلترا ولديها عقود من الخبرة فى الحملات مع "جودارد".
وقالت لونغفيلد: "المشاكل تتراكم". "نحتاج إلى استثمار فى الوقاية ولكن الخزانة معتمدة بشكل مؤسسى ضد الأطفال. فهى تفضل دائمًا تحمل التكلفة الهائلة عندما تنهار الأمور".
هدف لونغفيلد هو إقناع من يتولى السلطة بأن يصبح "حكومة تضع الأطفال أولًا"، من خلال تعيين وزير مكلف بالأطفال، يشرف على خطة مكلفة لعشر سنوات. تهدف إلى إعادة المستقبل لجيل تم انتزاع الكثير منه، ولوقف هجرة الأشخاص القيمين من الخدمة العامة، مثل جودارد. فيما تعهد زعيم حزب العمال كير ستارمر: "مستقبل أطفالنا سيكون على ورقة الاقتراع".