أبو الغيط يدعو إلى زيادة حجم المساعدات لتخفيف الظروف الإنسانية فى فلسطين
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن حرص جامعة الدول العربية على التعاون فى ملتقى الاستثمار السنوى نابع من قناعتها التامة بأهميته فى الترويج لفرص الاستثمار فى الإمارات وفى المنطقة العربية ودوره في جمع قادة الشركات الرائدة وأصحاب الأعمال وصانعي السياسات الاقتصادية في مكان واحد، في ابوظبي، لتبادل الخبرات وبناء شراكات جديدة تعود بالنفع على كافة الأطراف.
وأضاف في كلمته أمام الملتقى اليوم الثلاثاء، أن هذا الملتقى حظى بدعم كبير من القيادة الإماراتية منذ إطلاقه، مما كان له الأثر الطيّب على تنوّع جلساته وزيادة عدد المشاركين فيه على نحو لافت، إذ ارتفع عدد الدول المشاركة في فعالياته من 40 في عام 2011 إلى 175 دولة خلال هذه الدورة.
وأوضح أن المشاركة في الملتقى تأتي للبحث عن فرص جديدة للشراكة، أو لمناقشة سبل تحسين مناخ الاستثمار وإزالة العوائق التي تحول دون تطوير المشروعات القائمة وإطلاق أخرى جديدة مشددا على أهمية الاستقرار وتأثيره على بيئة الأعمال.
الاستقرار هو بحق شرط الاستثمار، هكذا قال أبو الغيط، فهو العامل الأهم لتحقيق نمو قابل للاستدامة والاستمرا مشيرا إلى خطورة الأزمات التي مرت بها المنطقة العربية مؤخرا، والتي حالت دون استقطابها لرؤوس الأموال الكافية بالرغم من الجهود التي بذلتها الدول والفرص الهائلة التي تتوفر عليها حيث أثّرت الظروف التي تتشابك وتتزامن فيها أزمات عالمية مع اضطرابات مزمنة داخل بعض دول المنطقة و أثرت بشكل سلبي على فرص النمو وعطّلت مسيرة التنمية الشاملة في بعض ربوعها.
وأضاف الأمن العام أن الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة مثال واضح على تأثر الاستثمار وريادة الأعمال بغياب الاستقرار، إذ أضافت تلك الحرب الغاشمة التي استهدفت البشر والحجر في فلسطين بلا أي اعتبار أخلاقي أو وازع من ضمير أو إنسانية أو اعتبار لقانون الحرب، موضحا أنها أضافت عبئا ثقيلا على الاقتصاد الفلسطيني، بسبب استهداف إسرائيل المتعمد لكل الاستثمارات والبنى التحتية والانجازات التي تحققت، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، سعيا منها إلى كسر الصمود الفلسطيني عبر ممارسة أقسى صور العقاب الجماعي التي عرفها القرن الحادي والعشرين داعيا إلى زيادة حجم المساعدات العاجلة لتخفيف الظروف الانسانية المأساوية التي نراها بحزن كل يوم.
وأشار إلى أن تلك الحرب قد خلّفت تبعات إقليمية بالغة السلبية والخطورة إذ تراجعت حركة السياحة في دول الجوار واستُهدِفت سلاسل الإمداد العالمية، وتأثرت عوائد الممرات البحرية، واضطربت أسعار الطاقة بما ينعكس سلباً على أسعار الغذاء والسلع الأساسية.
لكن الصورة ليست قاتمة في كل جوانبها، بحسب أبو الغيط، فبالرغم من التحديات المتعاظمة نما الناتج المحلي العربي الاجمالي في عام 2023 ليبلغ 3.5 ترليون دولار، وقد توقع صندوق النقد الدولي بأن يتحسن أداء الاقتصادات العربية لينمو بمعدل 3.6 بالمئة في عام 2024 مدفوعا بنمو الدول النفطية وبطبيعة الحال يبقى ذلك مرهونا بانعكاسات الحرب على غزة التي آمل أن تنتهي فورا.
وأشار إلى الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي في مجال الاستثمارات خلال الفترة المقبلة موضحا أنه سيشكل قاطرة المستقبل إذ يتيح إمكانيات هائلة لدراسة الأسواق على نحو أعمق وأكثر تجردا وموضوعية مسلحا بالبيانات الضخمة والقدرات الحاسوبية المتصاعدة باستمرار، وتقديم استشارات دقيقة بشأن تطورات الأسواق على المديين المتوسط والطويل وقد خصصت كبرى الشركات الرقمية مبالغ طائلة لتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي إدراكا منها بعوائده المحتملة وأهميته في المستقبل القريب.
ودعا إلى تعزيز الاستثمار العربي في شركات الذكاء الاصطناعي ودعم حاضنات الشركات الرقمية الناشئة ووضع سياسات عربية لبناء القدرات وتطوير التشريعات في هذا الشأن، فضلا عن دفع البحث والتطوير على نحو يمكّن العالم العربي من مواكبة هذه الثورة الكبرى التي توشك أن تغير الاقتصاد العالمي جذريا وبشكل شامل.