الأونروا تعلن نفاد الموارد الغذائية
مصير مأساوي تسير إليه منظمة الإغاثة الدولية “الأونروا” في قطاع غزة التي تعاني من الحصار منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، بسبب التقويض الدولي وتعنت الاحتلال الإسرائيلي من إدخال المساعدات الكافية لمساندة المنظمة في دورها الإغاثي والإنساني داخل القطاع.
وأوشكت المنظمة الإعلان عن توقف مساعداتها ونفاد كميات الموارد لديها، والذي سيؤدي إلى انهيار قطاع غزة وما يأويه من مئات الآلاف من النازحين الذين أجبروا على النزوح والهجرة من الشمال إلى الجنوب وتكدسوا داخل الخيم التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية.
قرب نفاد الموارد
واتساقًا مع ذلك، أعلن عدنان أبوحسنة، المستشار الإعلامي لـ"الأونروا"، إن ما يحدث في قطاع غزة الآن هو مأساة كبيرة، حيث يتم تحريك حوالي مليون فلسطيني من منطقة رفح إلى المنطقة المواصي الممتلئة بالنازحين.
وأضاف: “أن غزة تعيش أسوأ لحظاتها حتى أسوأ من اللحظات التي كانت في بداية هذه الحرب التي أغلقت فيها إسرائيل المعابر مدة 14 يومًا تقريبًا من 7 أكتوبر حتى 11 أكتوبر، واليوم ونحن نقترب من 20 يوم على إغلاق هذه المعابر يعني أقرب من 3 أسابيع فإن حجم ما دخل حتى الآن 69 شاحنة تقريبًا عبر معبر كرم أبوسالم”.
وحذر من أن الموارد لدى الأونروا بدأت تنفد، مؤكدًا: “أن القضية الأساسية الآن في قطاع غزة هي الوقود لأنه ينفد، والمواد الغذائية تنفد ونحن سنكون أمام لحظات فارقة خلال الأيام القادمة للإعلان بأننا لم يعد لدينا شيء نوزعه في قطاع غزة”.
يقول هاني جودة، رئيس شبكة مناصري لاجئي فلسطين، أن الأونروا تقدم خدمات عديدة لأهالي غزة وبرز دورها بشدة خلال الحرب الحالية بين الاحتلال الإسرائيلي وقوات حماس، لكونها المؤسسة الإغاثية الأولى.
يوضح أن الوضع كارثي وهناك ضغط دولي شديد على الأونروا لإعاقة المساعدات التي تقدمها للقطاع والضغط عليها لفرض مزيد من الحصار والمعاناة على شعب غزة، وإذا نفدت الموارد منها يعني انتهاء المساعدات التي تقدم للشعب الفلسطيني.
يقول: “كل النازحين يعتمدون بشكل أساسي على الخدمات التي تقدمها الأونروا والموارد التي تخرج منها، رغم أنها لا تكفي الأعداد الضخمة ولا تستوعب حجم الكارثة التي يمر بها القطاع، ولكن في حال توقف أو نفادها ستكون كارثة لأنه لا غنى عنها”.
يؤكد رئيس شبكة مناصري لاجئي فلسطين، أن قطاع غزة يمر بأشد مجاعة في تاريخه بسبب قلة الطعام والشراب وعدم كفايته لكل النازحين في مراكز الإيواء: “البعض يستمر يومين أو أكثر بلا طعام وهناك أمراض غذائية متعددة”.
دول ترفض دعم الأونروا
ومؤخرًا بدأ الاحتلال الإسرائيلي في الترويج ضد مؤسسة الأونروا التي تعتبر المؤسسة الإغاثية الأولى في غزة، ويتم تمويلها من عدة دول حول العالم، حتى استجابت بعض الدول وسحبت التمويل منها اليابان والنمسا والولايات المتحدة وألمانيا وأستراليا وإيطاليا وفنلندا وبريطانيا.
وبحسب بيانات المنظمة من الموقع الرسمي لها فهي تحتاج أكثر من مليار و600 دولار سنويًا، ويتم صرف 38% من تلك الميزانية على القطاع، ولكن الأرقام اختلفت وتضاعفت عقب حرب السابع من أكتوبر.
عدد النازحين في الحرب
ويؤكد هاني جودة أن مراكز الإيواء لم تعد قادرة على استيعاب أعداد أكثر بسبب نقص الموارد: “لابد من تدخل ودعم دولي للمنظمة الإغاثية الوحيدة في القطاع حتى لا تنهار وسط وضع كارثي حالي".
قرابة 450 ألف شخص نزحوا قسرًا من رفح في جنوب قطاع غزة منذ صدور أمر الإخلاء الإسرائيلي الأول في 6 مايو الماضي، بينما نزح منذ 7 أكتوبر 2023 وفق الأونروا مليونا و900 ألف من سكان قطاع غزة تركوا منازلهم.