«ماكرون» يحل البرلمان ويدعو للانتخابات ٣٠ يونيو
شهدت فرنسا حالة من الارتباك السياسى نتيجة إعلان الرئيس الفرنسى إيماويل ماكرون حل الجمعية الوطنية «البرلمان» والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة بعد أن تعرض حزبه لهزيمة ثقيلة فى انتخابات البرلمان الأوروبى.
وقال ماكرون فى خطاب للأمة من قصر الإليزيه الرئاسى: «قررت أن أعيد لكم خيار مستقبلنا البرلمانى من خلال التصويت. ولذلك أقوم بحل الجمعية الوطنية». وأضاف أن التصويت سيجرى على جولتين فى 30 يونيو و7 يوليو.
وتأتى هذه الخطوة فى الوقت الذى أظهرت فيه النتائج الأولى المتوقعة من فرنسا تقدم حزب التجمع الوطنى اليمينى المتطرف بزعامة مارين لوبان فى الانتخابات البرلمانية للاتحاد الأوروبى، متغلباً على الوسطيين المؤيدين لأوروبا بزعامة ماكرون، وفقاً لمعاهد استطلاع الرأى الفرنسية. وهو أيضاً خطر سياسى هائل، لأن حزبه قد يتكبد المزيد من الخسائر، ما يعوق بقية فترة ولايته الرئاسية التى تنتهى فى عام 2027.
وما زاد الطين بلة أن المرشح الرئيسى لحزب التجمع الوطنى، جوردان بارديلا، البالغ من العمر 28 عاماً، اتخذ على الفور لهجة رئاسية بخطاب النصر الذى ألقاه فى باريس، حيث افتتحه بعبارة «مواطنى الأعزاء» وأضاف أن «الشعب الفرنسى أعطى كرامته الحكم، وهو نهائى».
واعترف «ماكرون» بأصوات الهزيمة. وقال «لقد سمعت رسالتك ومخاوفك ولن أتركها دون إجابة»، مضيفاً أن الدعوة إلى انتخابات مبكرة تؤكد مؤهلاته الديمقراطية.
وكانت الانتخابات التى استمرت أربعة أيام فى بلدان الاتحاد الأوروبى السبعة والعشرين بمثابة ثانى أكبر ممارسة للديمقراطية على مستوى العالم، بعد الانتخابات التى جرت مؤخراً فى الهند.
وفى النهاية، كان صعود اليمين المتطرف أكثر إثارة للدهشة مما توقعه العديد من المحللين. وبلغت نسبة تأييد حزب التجمع الوطنى الفرنسى ما يزيد قليلاً على 30%، أى نحو ضعف نسبة حزب التجديد الوسطى المؤيد لأوروبا بزعامة ماكرون والذى من المتوقع أن يصل إلى نحو 15%.
وفى ألمانيا، تراجع الحزب الديمقراطى الاشتراكى الذى يتزعمه المستشار أولاف شولز منذ فترة طويلة عن حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف، الذى صعد إلى المركز الثانى. أشارت التوقعات إلى أن حزب البديل من أجل ألمانيا تغلب على سلسلة من الفضائح التى شملت مرشحه الأول ليرتفع إلى 16,5%، ارتفاعاً من 11% فى عام 2019. وبالمقارنة، فإن النتيجة المجمعة للأحزاب الثلاثة فى الائتلاف الحاكم الألمانى بالكاد تجاوزت 30%.
وتأتى هذه الانتخابات فى وقت اختبار لثقة الناخبين فى كتلة تضم نحو 450 مليون شخص. على مدى السنوات الخمس الماضية، اهتز الاتحاد الأوروبى بسبب جائحة فيروس كورونا والركود الاقتصادى وأزمة الطاقة التى أججها أكبر صراع على الأراضى فى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ولكن الحملات السياسية تركز غالباً على القضايا ذات الأهمية فى كل دولة على حدة بدلاً من التركيز على المصالح الأوروبية الأوسع.
وفى افتتاحية اللومند الفرنسية اشارت إلى أن ماكرون أمام ثلاثة أسابيع لتجنب الأسوا حيث يواجه أمراً متناقضاً وضعه لنفسه بحسب تعبير الجريدة، وذكرت أن ذلك يتضمن الحد من أصوات اليمين المتطرف دون اتباع سياسة قادرة على اقتلاع جذوره.