وزيرة التضامن تصطحب وكيل أمين عام الأمم المتحدة فى جولة بمركز لعلاج الإدمان
استقبلت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، غادة وإلى وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة بفيينا والدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان واصطحبتها في جولة تفقدية لمركز امبابة لعلاج الإدمان باعتباره مركز نموذجي يضاهي المراكز العالمية ويقدم جميع الخدمات العلاجية مجانا للمرضى ووفقا للمعايير الدولية، حيث تم إنشاء المركز بالشراكة بين صندوق مكافحة الإدمان والأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة،وذلك بحضور الدكتور عمرو عثمان مساعد وزير التضامن الاجتماعي ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي وخبراء مكتب الامم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة والدكتورة منن عبد المقصود امين عام الامانة العامة للصحة النفسية وبمشاركة 200 متعافي من الإدمان.
ويأتي ذلك ضمن سلسلة فاعليات صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى،برئاسة نيفين القباج وزيرة التضامن ورئيس مجلس إدارة الصندوق، باليوم العالمى لمكافحة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها والذى يحتفى به العالم في نهاية شهر يونيو من كل عام.
جميع أعمال أثاث مركز امبابة لعلاج الإدمان تمت بسواعد المتعافين في مبادرة تعد الأولى من نوعها
ويعد مركز إمبابة أحد أكبر المراكز العلاجية المتخصصة في علاج وتأهيل مرضى الإدمان على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتبلغ مساحتة 10 آلاف متر تمثل المساحة الإنشائية 60% من المساحة الكلية ويضم 242 سريرا و4 عيادات خارجية وقسم للرجال وقسم للسيدات وقسم للمراهقين أيضا قسم للتشخيص المزدوج "نفسى وإدمان" كما تم تجهيز غرف لاستقبال مرضى الإدمان من ذوى الهمم، كما يتضمن المركز صالات ألعاب رياضية وملعب كرة قدم "خماسي" وتنس طاولة وبلياردو وصالات جيم للرجال وأيضا للسيدات وقاعة موسيقى وقاعة حاسب إلى ومسرح ومكتبة ومطعم ومغسلة وورش تدريب مهني " للرجال والسيدات" لتعليمهم حرف مهنية يحتاجها سوق العمل ضمن برنامج "العلاج بالعمل" كما أن جميع أعمال الأثاث بالمركز تمت بسواعد المتعافين من الإدمان داخل ورش التدريب بمراكز العزيمة التابعة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان فى مبادرة تعد الأولى من نوعها .
واستهلت وزيرة التضامن الاجتماعي كلمتها بالترحيب بوكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والسادة وزراء الصحة والتخطيط،لافته إلى ان احتفال اليوم تتويجا لسلسة الفعاليات بوجود غادة وإلى وزيرة التضامن الاجتماعي السابق ووكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة بفيينا الحالي، كما أن إختيار مركز امبابة لعلاج الإدمان لهذه الفعالية الدولية يحمل العديد من الدلالات لعل أهمها أنه مركز وطني يجسد كافة المعايير الدولية لعلاج الإدمان بصورة جلية، فيما يتعلق بسحب المخدر والتأهيل النفسي والاجتماعي والبدني والتدريب المهني والتمكين الاقتصادي،ويقدم خدماته لجميع مرضى الإدمان دونما تمييز،للرجال والنساء والمراهقين وذوي التشخيص المزدوج أو من ذوي الاضطرابات النفسية المصاحبة للتعاطي بالإضافة إلى مركز تدريب إقليمي لبناء قدرات الكوادر العاملة فى المجال ولقد أضحى هذا المركز نموذجا استرشاديا لدول الإقليم جميعها؛ حيث زاره خلال الفترة الماضية العديد من الوفود من بينها وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة بدولة قطر، ووفد رفيع المستوى من البرلمان العراقي، ووفد من وزارة الداخلية بدولة العراق، وممثلين عن القيادة العامة لهيئة شرطة دبي وأكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى العديد من وفود منظمات المجتمع المدني بالمنطقة مثل مؤسسة العنود بالمملكة العربية السعودية.
تقديم الخدمات العلاجية لـ 170 ألف مريض إدمان ومتردد سنويا مجانا وفى سرية تامة
وحرص صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بالتعاون مع الجهات الشريكة على تقديم خدمات العلاج والتأهيل النفسي والاجتماعي والدمج المجتمعي لمرضى الإدمان في سياق يتفق مع معايير حقوق الإنسان والممارسات الإكلينيكية السليمة، واضعا فى اعتباره المعايير الخاصة بمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة ومنظمة الصحة العالمية كمرجعية علمية فى هذا الشأن، التزاما من مصر بتعهداتها الدولية في هذا الإطار، وتتمثل أهم المعايير التى تبنتها الدولة المصرية منها الإتاحة وسهولة الوصول للخدمات، حيث يعمل الخط الساخن بالشراكة مع "33 " مركز علاجي متخصص في مختلف المحافظات من بينهم 10 مراكز تابعة للصندوق، بالإضافة إلى 7 عيادات مجتمعية بالمناطق المطورة "بديلة العشوائيات" وتُقدم خدمة المشورة والإحالة على مدار الساعة من خلال رقم الخط الساخن المجانى (16023) كما تعتمد الخدمات العلاجية طواعية التقدم للحصول على الخدمة، وهى متاحة للجميع دونما تمييز مع ضمان السرية التامة؛ وهى متاحة للذكور والإناث وللمراهقين والبالغين على حد سواء وفقًا لأقسام وبرامج علاجية ذات طبيعة خاصة كما تم التوسع في انشاء المراكز العلاجية لتمتد إلى لمحافظات المحرومة من الخدمة حيث كانت الخدمة تقتصر على 12 مركزا علاجيا في 9 محافظات عام 2014 والأن تقدم الخدمة في 33 مركزا داخل 20 محافظة وهو ما ساهم في استيعاب أعداد المتقدمين للعلاج والذين تجاوز عددهم (170 ألف حالة تردد سنويا
وقالت غادة وإلى وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة بفيينا، يطيب لي أن أكون معكُم اليوم في بلدي مصر وفي مركــز إمبابة لعــلاج الإدمــان، للمشاركة في هذه الفعالية المتميزة التي تعقد بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإدمان والمخدرات، والذي تتعدد أشكال الاحتفال به في كل مكاتبنا في 150 دولة حول العالم كما توجهت الحكومة المصرية على دعمها المستمر لعمل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في مصر والمنطقة، كما اتقدم بخالص الشكر إلي نيفين القباج وزيرة التضامن على التعاون المتميز مع مكتبنا ومن حسن الطالع أن يعقد هذا الحدث في أحد أهم مراكز إعادة التأهيل في مصر، فإن العلاج الفعال للمرضى وإعادة تأهيلهم هو أهم محاور مكافحة المخدرات، ويعد هذا المركز وأمثاله رموزًا للأمل في التعافي والتغلب على أضرار الإدمان بالنسبة للفرد والمجتمع."
واضافت غادة وإلى لقد أطلق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أمس نسخة هذا العام من التقرير العالمي للمخدرات، وهو تقرير الأمم المتحدة الأساسي والأهم حول هذا الموضوع وأوضح التقرير أن هناك 292 مليون متعاطي حول العالم، وقد زاد العدد 20% خلال العقد الأخير. ويُظهر التقرير أن التحديات ذات الصلة بالمخدرات تتطور بشكلٍ يدعو للقلق في مختلف أنحاء العالم، فسوق المخدرات الاصطناعية تتوسع بسرعة مفزعة وتستهدف الشباب، كما أن الاتجار في الكوكايين واستهلاكه يتزايدان ولعل أبرز تداعيات مشكلة المخدرات هو تأثيرها على الصحة العامة، حيث تشير أحدث بياناتنا إلى أن 64 مليون شخصًا حول العالم يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات، ولكن واحدًا فقط من كل 11 يتلقى العلاج، والمعدل يقل كثيرًا في إفريقيا."
"ويأتي اليوم العالمي لمكافحة المخدرات هذا العام برسالة هامة في هذا الصدد، حيث ترتكز الحملة التي نتبناها هذا العام على "الاستثمار في الوقاية"، فالوقاية هي الوسيلة الأفضل لتحقيق نتائج مستدامة، من خلال رفع الوعي وخاصة بين الشباب لضمان عدم انخراطهم في التعاطي من سن مبكر، وكذلك من خلال خدمات الوقاية التي تحد من انتشار الأمراض وتقلص من الوفيات بسبب الجرعات الزائدة."
وأوضحت القباج " إن منظومة علاج الإدمان في مصر تستند إلى مجموعة متكاملة من خيارات التدخل بدءًا من العلاج الطبي والتأهيل النفسي والاجتماعي والإرشاد الأسرى وصولًا إلى إعادة الإدماج المجتمعى الذى يتجسد فى برامج عدة من بينها التدريب المهنى وتعديل المسار المهنى بالإضافة إلى توفير فرص تمويلية لبدء مشروعات صغيرة تسهم فى إعادة إدماج المتعافى فردًا نافعًا فى مجتمعه مرة أخرى، إضافة إلى الأنشطة التى تتضمن إشراك الأسر فى العملية العلاجية والتأهيلية والمبادرات الرياضية والفنية التى تستهدف رفع الوصمة الاجتماعية عن مرضى الإدمان ومتعافيه،كما أطلق صندوق مكافحة الإدمان مع جامعة القاهرة أول دبلوم مهني للأخصائيين النفسيين والاجتماعيين العاملين في هذا المجال.
وأشارت "القباج" إلى أن قضية مكافحة المخدرات يعد أحد الملفات الرئيسية المطروحة على جدول أعمال الحكومة المصرية في السنوات العشرة الأخيرة بشكل خاص باعتباره من أهم أولويات العمل التنموي في مصر ولقد تجسد هذا الاهتمام الراهن فى إعداد الخطة الوطنية لخفض الطلب على المخدرات للفترة من 2024 حتى 2028 والتي أنجزها الصندوق بالتشاور مع كافة الشركاء الوطنيين لاتخاذ خطوات للتعبئة لعمل جماعي متعدد الأوجه غايته معالجة كافة القضايا المتعلقة بإساءة استعمال المخدرات وإدمانها واجتمعت الوزارات وكافة الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدنى لرسم مسار جديد للعمل في المستقبل، ولقد حظيت بموافقة فخامة رئيس الجمهورية السيد الرئيسعبد الفتاح السيسى، وستشرُف بإطلاق سيادته لها في القريب العاجل.
وأشارت" القباج" إلى تطوير خطة عمل عربية واضحة للتعامل مع أضرار مشكلة المخدرات وعواقبها، والتي جاء إعدادها بطلب مقدم من مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب وأطلقت فى شهر مارس من العام الماضي برعاية كريمة من السيد أحمد أبوالغيط؛ الأمين العام لجامعة الدول العربية والسيدة غادة وإلى المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ونسعى من خلال هذه الاستراتيجيات الرائدة أن نسلك نهجا يشجع على توطيد دعائم السلم الاجتماعي والأمن
ووجهت السيدة وزيرة التضامن الاجتماعي الشكر إلى غادة والي وأعضاء المكتب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتعاونهم الدائم والمثمر مع وزارة التضامن الاجتماعي، كما توجهت بالشكر للدكتور خالد عبد الغفار على التعاون المشترك في مواجهة المخدرات،كذلك التحية للمتعافين من الإدمان للتغلب على مرضهم والوصول بسفينة تعافيهم إلى بر الأمان
قال الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، إن الدولة المصرية تمضي قدمًا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدًأ أن القطاع الصحي وعلى رأسه ملف الصحة النفسية يُعد محورًا رئيسيًا ضمن هذه الأهداف، لذا تحرص مصر على الاستثمار في الصحة النفسية وتنفيذٍ مشروعاتٍ ذات جودة فائقة لخدمة مواطنيها.
وجه وزير الصحة الشكر والتقدير لشركاء النجاح القائمين على منظومة الصحة النفسية، نظرًا لجهودهم المبذولة في تقديم خدمات طبية وعلاجية ذات الجودة، مما سهل أمام المتعافين رحلتهم في التعافي من إدمان المواد المخدرة، معربًا عن شعوره بالفخر والامنتان لاستجابة المتعافين للخطط العلاجية الموضوعة لهم، مؤكدًا أن هؤلاء الشباب هما حاضر ومستقبل البلاد وبنيتها الأساسية نحو التقدم والازدهار.
وأضاف الوزير، أن مركز إمبابة لعلاج الإدمان والذي افتُتحت العيادات الخارجية به في سبتمبر 2022، وغرف الإقامة ذات الكفاءة في عام 2023، يُعد الوجة المُشرفة للدولة المصرية نظرًا لما حققه من نجاح حقيقي في مكافحة وعلاج الإدمان وفقًا لبرامج مُتطورة، مؤكدًا أن المركز أصبح قبلة الدول الراغبة في التطوير من منظوماتها النفسية، وذلك باستمرار توافد الزيارات الطبية لبعض الدول، للتعرف على المنظومة العلاجية النفسية التي تتبعها الدولة.
وأشار الوزير إلى أهمية العمل كمجموعات مشتركة لتوفير كافة الأدوات اللازمة لمكافحة الإدمان، موضحًا أن الوقاية تُعد النهج الأمثل للحد من تعاطي المخدرات والاضطرابات الناجمة عن التعاطي، كما أنها حث على أهمية المشاركة الإيجابية للشباب مع أسرهم ومدارسهم ومجتماعتهم المحلية، الأمر الذي له دورًا في إنشاء أحياء آمنة وشاملة للجميع.
واستكمل الوزير، أن الهدف الأوسع نطاقًا للوقاية، تحقيق النمو الصحي والآمن للأطفال والشباب حتى يتمكنوا من أن يبرزوا مواهبهم ويطلقوا طاقاتهم الكامنة ويصبحوا أعضاء مساهمين في مجتماعاتهم المحلية والمجتمع العام، وتطرق الوزير إلى أهمية تطوير الأدوات التعليمية المناهضة لمشكلة المخدرات ىمن خلال تضمين مناهج التعليم المختلفة في المرحلة قبل الجامعية مكونًا توعويًا مناهضًا لهذه المشكلة، إضافةً إلى استخدام أساليب توعوية حديثة وأكثر انتشارًا لرفع الوعي بقضية تعاطي المواد المخدرة، فضًلا عن أهمية تكثيف برامج التوعية الميدانية أيضًا.